مجدي جورج باحث اقتصاد دولى فرنسا
 
هذان هما العاملان الحاسمان الذان استخدمتهما امريكا في كل تداخلاتها الخارجية في الربع قرن الاخير وهذان هما العاملان الحاسمان في نجاحها طبعا بالاضافة لقوتها العسكرية  في كسب كل معاركها .
 
فبداية من افغانستان ومرورا بالعراق وليبيا وغيرها قامت امريكا بشيطنة الخصوم ففي افغانستان رغم ان مبرراتها ودوافعها تفهمها العالم اجمع بعد مقتل ثلاثة الاف من مواطنيها ومهاجمة رموزها الا انها حرصت علي ثلاثة اشياء:- 
 
اولها شيطنة حركة طالبان والقاعدة ( رغم انهما فعلا كذلك ) من خلال التها  الاعلامية الضخمة باعادة بث مناظر الدمار ومقتل ثلاثة الاف امريكي ومن خلال افعال طالبان الخارجة عن العصر ضد المراة والاقليات الدينية بداخلها .
 
ثانيها هو استصدار قرار من مجلس الامن يتيح لها التدخل في أفغانستان.
 
ثالثها هو بناء تحالف دولي قوي قوي مكون من اربعين دولة بما فيها بعض الدول الاسلامية.
 
في العراق لم يختلف الامر كثيرا فقامت امريكا بشيطنة خصمها صدام حسين من خلال تصريحات كولن باول ومن خلال الاعلام الذي ذكر واعاد التذكير مرارا وتكرارا بما فعله صدام ضد الاكراد في الشمال وبالشيعة في الجنوب .
 
وبعدها قامت باستصدار قرار من مجلس الامن اتاح لها مهاجمة العراق . 
وبعدها بناء تحالف دولي قوي من حوالي ثلاثين دولة ضد العراق .
 
في ليبيا لم يختلف الامر كثيرا اللهم ان اوروبا وفرنسا تحديدا كانا في الصدارة وقبل امريكا لمهاجمة ليبيا .
 
وعندما ناتي لروسيا وحربها ضد اوكرانيا فهي فشلت فشلا ذريعا في :-
اولا  فشلت في كسب الراي العام العالمي( ربما حتي المحلي لم تنجح في اقناعه كاملا  ايضا )  ضد افعال اوكرانيا مثلا ضد الاقاليم الانفصالية في الشرق او ضد المتحدثين بالروسية في عموم اوكرانيا.
وشاهدنا بعد بدء العملية بوتين واركان حكمه يتحدثون عن النازية والابادة الجامعية ضد الاقاليم الشرقية في دونيتسك ولوغانسك ولكن هذا تم  بعد بدء العملية وليس قبلها .
 
ثانيا فشلت  في محاولة استصدار اي قرار دولي سواء من مجلس الامن او من غيره يدين افعال اوكرانيا ضد اقاليمها الشرقية او ضد المتحدثين بالروسية.
ثالثا فشلت في بناء اي تحالف دولي او حتي تحالف مع الصين  تضمن به روسيا مساعدة الصين لها عسكريا او ماليا رغم انه ربما تم ابلاغ الصين بالعملية قبل بدئها ، بل فشلت حتي في بناء تحالف من دول الاتحاد السوفيتي السابق من الدول الموالية لها مثل طاجيكستان وقرغيزيا اللهم روسيا البيضاء التي تمنحها حق المرور لقواتها ولكن تبتعد حتي الان عن المشاركة الفعلية بجانب روسيا .
 
حتي بعد بدء الحرب تجد ان بوتين واركانه لم يحاولا كسب الراي العام العالمي في حين نجح ألرئيس الاوكراني حتي الان بكسب هذا الراي بحديثه الشبه يومي مع برلمانات العديد من العالم ومع العديد من رؤساء العالم في حين ان بوتين قابع في مكانه لم يتحدث الا مع قلة قليلة من زعماء العالم الذين يحاولون التدخل لايقاف الحرب.