نعيم يوسف
وضعت تصرفات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المتهورة المنطقة بأسرها خلال الأيام الماضية -وربما حتى الآن- في خطر إندلاع حرب عالمية ثالثة، بعد إسقاط الطائرة الحربية الروسية، حيث بدأت عملية الشد والجذب والتصريحات النارية من الطرفين في تصعيد مستمر حتى الآن،ولا أحد يستطيع التكهن بالخطوة القادمة للدب الروسي أو "أردوغان".

أثبتت الأيام الماضية أن كلا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره التركي أردوغان يفاجآن المجتمع الدولي بتصرفات غير متوقعة، وربما يتخذان خطوات أقل ما توصف به أنها تضع المنطقة بأسرها على المحك.

كلا من الطرفان لا يقيمان أي اعتبارات سوى لإستعادة أمجاد الماضي، فبينما يحاول بوتين إستعادة الدور الروسي وقوة الإتحاد السوفيتي مرة أخرى، ونجح في ذلك إلى حد بعيد، يحلم "أردوغان" بالسلطنة العثمانية، ولديه استعداد لفعل كل ما يتطلبه هذا الأمر حتى لو "تهور".

في سبيل تحقيق مقاصده دخل بوتين لاعبا أساسيا في الحرب السورية، الأمر الذي أجبر الولايات المتحدة وحلفائها على السير في نفس الطريق، ولولا التنسيق والخوف المتبادل من الطرفان لإندلعت حرب عالمية ثالثة.

أما أردوغان فهو يسعى بجنون لفرض دوره في الحرب ليحجز له مقعدا على طاولة المجتمع ابدولي يليق بحلمه في السلطنة العثمانية، وفي سبيل ذلك أسقط الطائرة الروسية واحتل جزءا من شمال العراق، في خطوات مجنونة حفزت القوات العسكرية الروسية والعراقية، ما وضع المنطقة في خطر نشوب حرب إقليمية لا تحتملها.