صفوت سمعان

العلمانية مصطلح سىء السمعة فى الشرق الأوسط مثلما كان مصطلح الديمقراطية سابقا
 
العلمانية عندما ظهرت لم تكن لديها اى مشكلة أو علاقة  مع الإسلام بل كان ظهورها ضد تسلط رجال الدين المسيحى فى القرون السابقة 
 
وهى ليست محور اهتمامها ما تؤمن به ، فالدين حرية شخصية وعلاقة خاصة بالمواطن ولذلك لا يكتب المذهب الدينى فى اى محررات رسمية فحتى فى الزواج يترك المواطن الحرية فى استكمال الزواج المدنى وربطه بالدينى او مدنى فقط  ويخضع له الجميع 
 
فالدولة الدينية والثيوقراطية تتمتع بالسلطوية وتعتبر نفسها حامية الأيمان وبالتالى مسئولة عن تهيئة الدنيا أيمانيا لكى يحظوا بالآخرة المريحة 
ولكنها ليست عادلة تجاه المختلف عنها
 
ولذلك الدولة العلمانية لها مطلق الحرية فى نقد اى فكر حتى لو دينى أو ايمانى وتستخدم كل الحرية فى تفنيد اى فكر حتى لو دينى فهى لا تعطى اى حماية من النقد او السخرية فهو فى الأول والآخر مجرد فكر دعوى كل أصحاب الديانات والعقائد يرونه مقدس ولكنهم لا يرونه هم ذلك فقد عانوا قديما من تسلطه وبطشه وحروبه الدموية التى جرت تحت رايات مقدسة وحرى من تحتها انهار  من الدماء 
 
ولكنها نفس الدولة العلمانية تعطى حماية للمواطن نفسه من التجاوز نحوه او السخرية منه ولذلك من حقه ان يلجأ للقضاء اذا تم التجاوز نحوه
 
اما قصة قانون عدم احتقار السامية فلقد جرى من الدولة النازية بيد هتلر آلآف المذابح ضد اليهود ونفى ذلك والسخرية منه هو إقلال من جرائم ارتكبت ضد الإنسانية 
 
ولو الدولة العلمانية أعطت قدسية لعدم نقد الفكر الدينى والدين فهى اعطت حماية للاديان والكثير منها يمايز بين البشر وبين المرأة ودعكم من الكلام العريض  ان الأديان لا تمايز 
ولو فعلت العلمانية ذلك لأصبحت دولة دينية 
خلاصة الدولة العلمانية التى يريد الكثيرون العيش تحت حرياتها وديمقراطياتها فهى منهج اخلاقى يعتمد على العلم وإخضاع العقل والفكر النقدى ويحصر علاقة الدين كعلاقة بين الإنسان وربه ويكفل جميع حقوق الشخص الإنسانية و السياسية للجميع على قدم المساواة وهى المواطنة الكاملة الغير منقوصة وأيضا حرية المعتقد آيا كان وممارسة الشعائر الدينية 
 
ولذلك على المهاجر ان يندمج مع ذلك وان يعرف انه لا يجب يأتى بعاداته المرتبطة بالدولة الدينية الهارب منها ليطبقها جبرا فى مجتمع علمانى متحرر من القيود الدينية ...من الأفضل له ان لا ايهاجر او اذا كان مهاجرا ولم تعجبه النظم العلمانية فليرجع لبلده... "مقالة نشرت فى "2020