بقلم : حنان فكرى
الغرور .. بداية الصعود الى الهاوية .. نعم انه الصعود لان من ينحدر اليه يتصور انه لاهثا الى القمة .. ثم ينبطح فى احط اعماق الهاوية .. الجماعة.. امتلكها الغرور ..  الجماعة.. تصب الزيت على النار المشتعلة .. الجماعة .. تتحدى الشارع والقوى السياسية و المجلس العسكرى بوضوح .. وتعلن ترشح الشاطر للرئاسة . وكاننا دمى يلعبون جميعهم بنا ..
نعم اصدرت جماعة الاخوان المسلمون اوامرها للمهندس خيرت الشاطر لكى يترشح على منصب رئيس الجمهورية .. و ذلك عكس ما اكدته فى ابريل الماضى .. ولكن ما الغريب فى ذلك ؟ .. فقد تراجعت عن كل وعودها التى اعلنتها سابقا سواء فى العملية الانتخابية البرلمانية او فى مساندة الثورة ضد انتهاكات المجلس العسكرى .. و المدهش فى الامر انها ارادت ان تصدر للعامة فى بيانها انها تفعل ذلك من اجلهم و من اجل مصر لئلا يخدعنا العسكر والحكومة .. اذ قالت فى بيانها :" ما ان انتهت الاننتخابات البرلمانية حتى بدأت محاولات تعويق اداء مجلسى الشعب والشورى من خلال التباطؤ الشديد فى اداء الحكومة واخفاقاتها وافتعال الازمات و عدم الاستجابة لمطالب الشعب حتى وصلنا الى ما يعد اهدارا للثورة " ثم اشار البيان الى ان :" الجمعية التاسيسية للدستور التى جاءت وفقا للاعلان وضمت نخبة ممثلة لاطياف الشعب انطلقت حملة اعلامية غير عادلة  ضدها ..وظهر ان ضغوطا مورست على البعض لتشويه اداء البرلمان وعرقلة عمل الجمعية وهكذا يستمر تعويق الانتقال الديمقراطى وفقا للارادة الشعبية " . يا للعجب العجاب الم يكن هناك تعويق واهدار حينما مات الالتراس فى بورسعيد !! الم يكن هناك اهدار حينما مات الشباب فى محمد محمود !! .. الم يكن هناك اهدار حينما اقتحمت قوات الجيش اعتصام اهالى الشهدا ثم اصيب وقتل العشرات .!! الم يكن هناك اهدار وتعويق حينما تم اجراء انتخابت مجلس الشورى التى تكلفت الملايين و طالما طالبت الثورة بالغائه .
اياديكم ملوثة بالدماء
 ثم يستكمل البيان موضحا انهم سعوا للتوافق مع جميع القوى السياسية و لم يجدوا صدى .. اسألهم بالله عليكم من يمكن ان يضع يده فى ايادديكم و هى ملوثة بدماء الشهداء مناصفة مع المجلس العسكرى فى سلسلة من الاحداث الكل يعلمها جيدا ؟و لكن يبقى السؤال الان فترشح الشاطر يشق الكتلة التصويتية للتيار الاسلامى .. فالمرشحون الاسلاميون كثر هم سليم العوا وعبد المنعم ابو الفتوح وحازم صلاح ابو اسماعيل و الان خيرت الشاطر .. و هو ما يقلب الموازين من جديد .. وهو ما يمكن ان يؤدى الى تفتيت الاصوت الاسلامية و الوصول بمرشح اخر بعيد عن التيار الاسلامى .. الا اذا انسحب ثلاثة لصالح الشاطر. حينها سيكون كل ما حدث مجرد مؤامرة محكمة للدفع بالشاطرالى سباق الرئاسة
 قال لى احد الاصدقاء عقب اعلان الخبر .. ربما يكون ذلك نوعا من الضغوط التى مارسها المجلس العسكرى عليهم لتفتيت الاصوات بعد صعود نجم حازم ابو اسماعيل و  الجماع امتثلت ..لكننى لا اميل الى هذا التحليل فالجماعة فى بيانها واضحة نبرة التحدى والتهديد و يبدو انها دخلت مرحلة جديدة من الصراع مع المجلس العسكرى كنت لا أأمل ان تخطو اليها و نعبر بمصر فى امان الى المرحلة الانتقالية بعد ان ظللنا فى المرحلةالانتقامية لما يقر بمن عام ونصف العام ..و ما يجعلنى اميل الى اقتراب الصراع العنيف هو ما جاء ايضا فى البيان بالنص:" ان التلويح والتهديد بحل مجلسى الشعب و الشورى المنتخبين باراة حرة امر  ينذر باجهاض الانجاز الاهم للثورة و هو الانتخابات " .
سمعا وطاعة
عندما سمعت نص الاستقالة التى كتبها الشاطر ليتفرغ لانتخابت الرئاسة شعرت كم نحن اغبياء .. كيف يحدث من الاصل ان يتم تكوين وانشاء حزب مثل حزب الحرية والعدالة و نحن نعلم جميعا انه حزب على اساس دينى بما يخالف المادة 4 من الاعلان الدستورى والتى تقضى بانه لا احزاب على اساس دينى .. اذ قال فى استقالته  انه لم يكن طامعا فى اى منصب سياسى لكن ما دامت الجماعة ارتأت ترشيحه للرئاسة فلا يملك الا ان يطيع اوامر الجماعة .. ما هذا الهراء ؟ اى جماعة تلك التى ترشح رئيسا لمصر ؟؟ و اى رجل ذاك الذى يطيع الاوامر بينما لا يطمح فى منصب لكن وصلته الاوامر .." كله بيشتغل باوامر الجماعة الشاطر و مصر و كله بيبوس الايادى .. يا نهار اسود "
 
 سمعت نص الاستقالة و شعرت كم نحن خانعون .. كم نحن حريصون ان يقول الناس لنا انتم مسالمون .. فلانستخدم الحق القانونى .. كنا نظن انهم ذاقو من الظلم والاقصاء ما يكفيهم حتى يعدلوا.. لكنهم بكل نفس طامحة لارساء المشروع الاسلامى  . . و كل نفس طامعة للسيطرة على مقاليد الحكم فى مصر .. راحو يستغلون المناخ الثورى و الثورة والثوار و حال الوهن التى تمر بها البلاد .. و كان مصر غنيمة وقعت بين اياديهم .. راحو يمارسون الاقصاء الذى ططاملا عانوا منه ايام المخلوع ونظامه و كنا نقف الى جوارهم من منطلق حقو الانسان التى ينكرونها علينا الان من اجل مطامعهم.
لم يصدر المجلس العسكرى بعد اى ردة فعل و بدا لى وكانه فى موقلف الضعيف .. الضعف يلف كل شبر فى ارض مصر .. انا مواطنة مصرية اشعر بالضعف.. و رغم  اننى لا اريد حكم العسكر الا اننى الان اشعر انه لا سواهم حماة لهذا الوطن فعليهم حماية مصر من تلك الجماعة التى تريد اختطافها لصالح  الوهابية  المستوردة لنا من بلاد الجهل و الظلام .
بين طهر الدين ووحل السياسة
ثم تذكرت فجأة ما قاله فريد اسماعيل القيادى بالجماعة من ان كارت المرشح الرئاسى من الجماعة هو بمثابة ضغط على المجلس العسكرى لتكوين  حكومة بصلاحيات كاملة يمكن التراجع عنه ان تم تكوينها .. لكننى عدت ايضا وتذكرت وقوفهم بمنتهى الغرورو اثناء تلاوة البيان الاعلامى لاعلان الشاطر مرشحا للجماعة و شعرت ان ذاك الغرور لا يمكن ان يكون مجرد مناورة و بالرغم من ان  كلماتهم ليست مقدسة .. وانهم اعتادو التراجع عما يعلنون التزامهم به .. ثم تساءلت لماذا اعلنت الجماعة ولم يعلن الحزب " حزب الحرية والعدالة " .. ما الرسالة التى تريدون الوصول بها الى الناس هل ان الجماعة حركة دينية ام انها حركة سياسية .. ام انها تجمع بين الاثنين ؟ .. لا يمكن لجماعة ايا كانت ان تجمع بين طهر الدين و قدسيته و بين وحل السياسة و تلوثها .. و ان حاولت سوف تلوث الدين و لن تتطهر السياسة ابدا .
من اين تمويلهم ؟
ثم نظرت الى الحائط الخلفى فى مكتبى لاجد شهادة اشهار مؤسسة وطن واحد للتنمية والحريات التى اشرف برئاسة مجلس الامناء بها .. استدرت ثم التقطتها و نظرت اليها فى تمعن قائلة :" انا ممكن ارشح حد من الجمعية للرئاسة .. هو مش الجماعة دى فى حكم الجمعية الاهلية ؟ بس هى ممولة و احنا لاء"..
مرحلة من الهذيان حقا اصابتنى فهاك دعوى مرفوعة امام القضاء لحل الجماعة و اخرى لحل حزب الحرية والعدالة وثالثة لخضوع الجماعة تحت اشراف الشئون الاجتماعية كجمعية اهلية تمويلها غير معلن حى الان .. كيف مر كل ذلك و نحن صامتون .. لماذ لم يثر الشعب على كل تلك المغالطات ؟ لماذا لم يعلنوا مصادر تمويلهم ولا حتى لشباب الاخوان الذين تم فصلهم لمجرد سؤالهم عن مصادر التمويل ؟ انتهى هذيانى بان الشعب كان  يريد شرع الله .. فاتى بهم ليعلموننا شرع الطمع .. شرع الاختطاف .. " الشعب كان ضارب افيون " .. نعم لان الدين افيون الشعوب كما يقول كارل ماركس
 و اخيرا اعتقد ان مرحلة الافيون انتهت ولن يستطيع احد السيطرة علي المصريين باسم الدين مرة اخرى .