بقلم الدكتور القس/ سامح فوزي
الوضع الحالي للزواج المسيحي يشير بالفشل ولا يطمئن، ولو ذهبت إلى أعتاب المحاكم اليوم ستجد ما لا يقل عن ثلاثمائة ألف حالة طلاق وانفصال تقريباً في مصر، وهذا مؤشر خطير على زواج من المفترض أن لا يفارق أحدهم إلا الموت، لأن المحبة هي أساس العهد المسيحي الذي يبنى عليه البيت السليم
وعندما تجولت في خدمتي ووسط خدمة المشورة أيضاً وجدت أن: الصراعات الزوجية تزيد ولا تقل، فطرحت سؤالا كنت أحب أن اكرره دائماً لمعظم الحالات التي اقابلها في خدمتي أو التي تأتي إلى مكتبي، والسؤال هو: هل الطلاق أو الإنفصال هو الحل؟ وبناءا على هذا السؤال ولدت العديد من الأسئلة أيضاً فمنها: هل الزواج الجديد لا يخلو من المشكلات؟ وهل الزواج الجديد يضمن لك عدم تكرار نفس المشاكل الزوجيه الأولى التي طلقت بسببها؟ وهل الزواج الجديد ستكون فيه سعيداً عن الزواج الأول؟ وما هو مصير الأطفال الذين انجبتومهم معا ؟ وهل للأطفال ذنب في هذا الصراع بينكم ؟ ومن فيكم الذي يدفع الضريبة لنفسية الأطفال؟ وهل مدركين مدى ذلك على نفسية أطفالكم؟ وكيف نأخذ حق الأطفال الذين انجبتومهم فرحا وقتلتومهم حزناً بسبب ما يرونه الآن أمام أعينهم منكم؟ من الذي سيدفع فيكم ضريبة فرجة المباراة النهائية للأطفال بينكم ولمن سيكونوا هم؟ مع الأب أم الأم ؟
وكانت الأسئلة عديدة ولكن اكتفيت بالسؤال الأخير وهو : ومن وجهة نظري أرى أنه هو الفيصل في القضية والأهم. هو: أين الرب يسوع من البيت؟ أين المذبح العائلي؟ أين العهود التي اخذتوها معا وأنتم مبتسمين على المنابر والزاغريت والصلاة والصوم والاختبارات الروحية عندما كنتم تقولون شعرا بعضكم في بعض؟ ومع اقتراب اللائحة الجديدة للأحوال الشخصية للأقباط، لماذا أنتم مهللين ومبسوطين وكأنه لم يسبق لكم الزواج من قبل؟!،
ألم تدرسوا كتابكم وتتعلموا من ابائكم إبراهيم واسحق ويعقوب الذين كانوا يعيشون بالإيمان المشترك برضا تام وحب ومحبة، شاهدوا قصة حب إبراهيم وسارة وكيف أحبت سارة ابراهيم بعد مئة سنة ولم ينجب لها طفلاً، وكيف أخلص إبراهيم لسارة ومع ذلك كانوا يتحملون الاسا معا والظلم والتعب النفسي، ألم تشاهدون أجمل قصة حب يعقوب مع راحيل وكيف تذلل لأجل حبها؟ نهاية الأمر، أرى أن معظم حالات الطلاق ترجع لعدم وجود الرب يسوع المسيح في البيت من الأساس، وهذا يرجع لزواج المصالح. ولكن هناك أسر لها مذبح عائلي مقدس يعيشون في مخافة الرب، وهؤلاء في قمة النجاح الأسري لأنهم مؤسسين على كلمة الله منذو البداية. ومع ذلك توجد مشكلات ولكن يوجد معها كيفية حلها. فكل شخص يرفع قضية طلاق أو خلع أو أي نوع من الانفصال محتاج يراجع حياته الروحية أولا قبل الزوجية، هناك تنازلات وتضحيات لا يدركها إلا الشخص القريب من الله. على الكنيسة اليوم تهدأ قليلاً من عظات الكرازة لأن مافيش توبة قبل التوعية، الكنيسة تحتاج أن تقدم كورسات مشورة قوية نارية فيها تحذيرات وفيها ارشادات عن الزواج المسيحي المبني حقا وهو الزواج الذي يحترم العهد الكتابي أولا، ثم العهد الإنساني ثانياً، الزواج الزواج الذي يدرك فيه الزوجين أن مشاكلهم واردة جداً ولكن الكارثة عندما تخرج خارج المنزل، وأن المقارنة في الزواج هي كارثة كبرى، وأن الأسف والاعتذار هما لغة الأقوياء وليسوا الضعفاء، وقتها يعرفوا مفهوم الزواج فيتزوجوا.
