بقلم : حنان فكري
فلنتمرد.. حجم الترهيب عظيم والاستعراض فى رابعة العدوية كان الاعظم بالتهليل وبالترويع وبالتهديد فى كل الكلمات الملقاة من افواه خاضت فى العرض المصرى .. قالوا عنها مليونية لنبذ العنف.. والتهديد والتكفير والتخوين كان سمتها.. قالها صفوت حجازى.. ولا اعلم كيف يؤكد «من يرشنا بالمية نرشه بالدم» وهو يعتلى منصة شيدت فى مليونية اسموها كذا نبذ العنف؟!! هذا بخلاف التخويف والضرب المبرح والذى كان نصيب من صور من راسل كل القنوات الفضائية المعارضة لهم.. رفعوا لافتات لا تمت لمصر بصلة.. فما حاجة الوطن لاعلام السعودية؟!! اصطحبوا الرايات السوداء اعلام تنظيم القاعدة الارهابى وقالوا سلمية !!!

و تناسوا ان القوة العددية المحتشدة بالامر النافذ كانت مأمورة .. تتحرك تعلوها ادمغة مغسولة .. وبخيط الماريونيت يلاعبها اصحاب الطمع الاعظم .. تلك القوة المجموعة من اطراف نجوع و قرى لا تتجتهد الا لو نقلوها كما القطعان .. لن يمكنها ان تقف امام الزحف الشعبى القادم من المنازل والحارات والشوارع الذى سينطلق من كل بقعة فى ارض مصر صارخا بالتمرد والاعتراض على حكم فاشى استولى على الوطن

فلنتمرد.. وليحذر كل راغبى التغيير لان فرصتنا اليوم هى الفرصة الكبرى للاطاحة بنظام اثبت عجزه على مدار عام من حكم البلاد.. لو اضعنا الفرصة لا يندم ولا يلوم احد الا نفسه .. من سيمكث قابعا فى بيته يستحق حكم الاخوان.. من ينتظر ان يرحل الثوار حيث الميادين ويعودون له بالحرية وحدهم منفردين فليعلم لن يسقط اى نظام بثوار التغيير وحدهم.. الثورة اذ تنجح فبالزخم الشعبى مددها ووقودها .. لن تفلح هتافات اليسار وحدها ولا تمرد المتمردين وحدهم ولا رايات المثقفين فقط .. لن يفلح الا الزحف الشعبى من اجل الوطن الموجوع ..

فالمتأمل فى المشهد يجد ما يفعلونه الان ترنحا شديدا خوفا سكن العمق فيهم من يوم 30 يونيو .. فالحشد الضخم فى مليونية نبذ العنف.. والرشاوى التى يوزعونها على البعض بمناصب او بمحاولات تهدئة الكتلة القبطية بتصريح كنيسة البحيرة او بما اسمونه مجلس العدالة و المساواة الذى صدر قرار خلاله بتعيين يوسف سيدهم رئيس تحرير جريدتنا الغراء «وطنى» فيه كلها ما هى الا رشاوى مفضوحة لاسكات الصوت القبطى.. سيدهم التقط المغزى و كان رده حاسما رافضا ان يكون ضمن قطيع معين.. او ضمن من يتصورنه انه قد يغلق الملفات المسكوت عنها التى فتحها عبر عقود مضت فصارت مجلدا ضخما من الامور المسكوت عنها .. تحية ليوسف سيدهم .. الذى كان رده على هذا العرض ان مجلس العدالة والمساواة وجوده فى حد ذاته سقوطا للعدالة و غيابا للمساواة.. مؤكدا انهم حتى لم يخطرونه بادراج اسمه فى كشف التعيين المطروح.!!

حقا انها مهزلة الاهتزاز.. انهم يتخبطون .. و ها هى فرصتنا الاخيرة لنثبت للعالم اننا حماة ثورتنا .. رعايا وطننا ولسنا المسيرين بامر امريكا .. و لسنا المشعوذين باسم الدين .. انها فرصتنا لنثبت للجميع اننا شعب لا يقهره الطغاة ولا يستسلم للغلاة .. فلنتمرد ولا نخشى احد .. معركة 30 يونيو .. معركة حياة او موت .. نناضل فيها لانها معركة الوجود .. فاما حرية او لا حرية .. اما دولة او اقليم من اقاليم الخلافة .. اما الوطن او الجماعة.. اما الشعب او النظام

فلنتمرد و لندخل فى العشق الثورى الى ان يرحل كل متاجر بالجسد المصرى ..ولنتمرد من اجل دماء منسية.. من اجل جدائل بيعت بخسا خاضت فيها اسنة قتلة .. فُكت فوق الكتف المغلوط .. تركت راس الوطن مغطى بالعرى فى عهد القوادين .. اقدامه غُرست فى الطين.. انتزعوا جنين الحرية من رحم جفت اراضيه .. واغتصبوا الكوة المحمية بغشاء الكتلة المدنية.. وتناوب فوق البكر دعاة كذبة خلف ستار الدين .. فلنتمرد و لنتمرد و لنتمرد من اجل وطن للجميع