جرجس بشرى ــ خاص الأقباط متحدون 
أثارت التصريحات الصحفية المنشورة مؤخرا والتي تفيد أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري سوف يترشح للرئاسة في حال وجود تفويض من الجيش والشعب بذلك ، وانه سيكون خاضعا لإرادة وأمر الشعب، ردود أفعال واسعة في الأوساط السياسية والحقوقية والشعبية والإعلامية ، حيث يرى كثير من المصريين بضرورة ترشح السيسي لرئاسة مصر في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها مصر ، كما يوجد فريق يعارض فكرة ترشح السيسي للرئاسة برغم شعبيته ، وبرغم القرار الذي اتخذه بالانحياز لإرادة الجماهير الغفيرة في ثورة 30 يونيو.
 ونستعرض في هذه المعركة الفكرية أراء أثنين من الشخصيات المصرية المعروفة حول فكرة ترشح السيسي للرئاسة وهل يجب ان يترشح أم لا ولماذا ؟
♦في البداية أكد الكاتب الصحفي محمد صلاح "مدير مكتب جريدة الحياة اللندنيةبالقاهرة" أنه مع الموقف الذي سيختاره الفريق أول عبد الفتاح السيسي نفسه واعتقد أنه سيخضع في النهاية للمزاج الشعبي الذي تسيطر عليه امال وثقة كبيرة في السيسي، وأوضح  صلاح أنه لو رأى الفريق السيسي  ان وجوده على رأس الجيش الوطني في الفترة المقبلة أهم فهذا موقفه وسيدعمه ايضا في هذا الموقف ، وبسؤاله عن موقفه من ترشح السيسي للرئاسة قال لـــ"الأقباط متحدون" :"انا شخصياً مع ترشحالسيسي لرئاسة مصر  ولا التفت إلى ردود الفعل الغربية أو الخارجية، فمن يتبنى موقفا مُعاديا لمصر لن يغيره إلا مضطرا ، موضحا انه في كل الأحوال  مصر امامها تحديات كبيرة ستمر منها وان احتاج الامر لبعض الوقت وبعض المعضلات والصعوبات ، وعن رأيه في أولئك الذين يرفضون السيسي في منصب الرئيس بحجة أنه لا يجب أن يكون رئيس مصر عسكريا قال أن معظم الدول الكبرى، بما فيها أمريكا وإسرائيل وغيرها حكمها رؤساء  جاءوا من خلفية عسكرية.
 
 وقال صلاح ردًا على المطالبين بوجود السيسي كوزير دفاع في منصبه خوفا عليه أن من ينادون، بذلك فهذه ارائهم ، وهي أراء من حق أصحابها التعبير عنها ومن حق المخالفين التعبير عن مواقفهم أيضا،  لكن في النهاية نحن نتحدث عن شخصية محوريه مهمة ولا يصح تجاوز موقف السيسي نفسه..هو الذي سيختار موقفه في ضوء مصلحة مصر
 
♦ ومن جانبه رأى الناشط الحقوقي حمدي سليمان "رئيس الاتحاد النوبي في اوروبا" أن ترشح السيسي لرئاسة مصر يعتبر بمثابة ردة عن الديمقراطية والدولة المدنية ،وعودة إلى عسكرة الدوله والحكم الشمولي لرجل الدولة الوحيد الأحد وتاكيد علي إحياء الدولة القومية الفاشلة"على حد تعبيره" ، وعن القائلين بأن امريكا وإسرائيل  حكمها عسكريين، قال سليمان لــ"الأقباط متحدون" أنه لم يأت رئيس مباشرة من خلال منصبة العسكري ليحكم هذه الدول  وتساءل :هل نحن في زمن ايزنهاور؟ نحن في القرن ال21 ، وهل هل هناك مخاوف من ترشح السيسي للرئاسة قال سليمان أن السيسي نفسه في معرض رده علي سؤال عن تدخل العسكر ايان حكم مرسي ، قال " لو تدخلت لاعدنا البلاد 40 عاما الى الخلف ! قالها هو ولست انا ، لذا ارفض عودة الحكم الشمولي الذي أعاد البلاد الى الخلف ودمر اقتصادها و افقدها حريتها و خرب وزور ، بجانب ان السيسي لو ترشح للرئاسة سيتم التأكيد علي أن 30  يونيو ما هو إلا انقلاب عسكري ، هذا دوليا كما أن العلاقات مع الغرب قد تتأثر سلباً، أما الإخوان فسينضم لهم ليس افتناعا بغكرهم او ما يروجون عما هو شرعيه ، لكن مناهضين لحكم العسكر بما يوسع مساحة المعارضه فيخدم اهدافهم وهم علي كل الأحوال لن يقبلون ، وبسؤاله :وماذا لو الشعب فوضه السيسي للترشح ؟قال وما الذي يضمن أن التفويضات سليمة ؟ فالذي يتم  دائما هو  استخدام الشعب من كل سلطوي بما افقد هذا المصطلح " التفويض "قيمته وافقده مصداقيته، وفي حالة صحة التفويضات فانا لا اثق في أي إجراءات تحت هذه الإدارة 
 
فالجيش مكانة الطبيعي ثكناته وليس الحكم، وحول رأيه في استقالة السيسي قبل خوض الانتخابات الرئاسية وترشحه كمدني قال ان السيسي  رجل عسكري جاءته الفكرة وخطط لها وهو في المؤسسة العسكرية، وانا ضد الحكم الديني وضد حكم العسكر "على حد قوله" ، ورفض سليمان ترشح شخصيات مثل عبد المنعم أبو الفتوح والفريق سامي عنان للرئاسة وقال أنه مع أي مرشح يؤمن بالديمقراطية والتعددية، و تداول السلطة ، ويؤمن أن هذه البلاد تسع للجميع ولا تفرقة بسبب الميول السياسية ولا الاتجاهات الفكرية ويؤمن بأن مصر متنوعة ثفافيًا وليست أحادية الهوية ، وأي مرشح يأتي بهذه الشروط  فأنا أشجعه.