بقلم : شريف إسماعيل 

الخبير الاستراتيجي شريف إسماعيل لـ'المغرب': طرفا النزاع السوري يحاولان فرض سياسة الأمر الواقع في جينف 2الأربعاء 12 فيفري 2014 | 
يخيم الخلاف على محادثات الجولة الثانية من مؤتمر جينف 2، المنعقدة لليوم الثاني على التوالي بين النّظام السوري والمعارضة وسط تباين التوقعات بمدى نجاح أو فشل المفاوضات في ظل التعنّت المتواصل بين الجانبين.
يرى الخبير الاستراتيجي شريف إسماعيل في حوار مع «المغرب» انّ ما يمكن تحقيقه خلال الجولة الثانية من محادثات جنيف 2 هو إرساء قواعد و آليات العمل الاغاثي بين طرفي النزاع ، وأضاف ان الجولة الأولى للمحادثات وضعت أطرا لمطالب كل طرف تمهيدا لمناقشة بنود أخرى خاصة المتعلقة بالحكومة الانتقالية .
 
حسب رأيكم هل ستحقق الجولة الثانية من مؤتمر جينف 2 اتفاقا جديا بين الطرفين ؟
حسب رأيي إن النوايا تجاه مؤتمر جينف 2 غير خالصة لاسيما وأن كلّا من الطرفين سواء المعارضة أو النظام، يحاول فرض سياسة الأمر الواقع على الآخر فنظام بشار الأسد يعتمد على الموقف الروسي و ضمانات حقّ الفيتو ضد أي تحرّك متوقع من مجلس الأمن، ويراهن على إحراج الدّول الراعية للمفاوضات خاصّة عندما تقدم بورقة عمل تدين الإرهاب و طرحها كمطلب أولي في المفاوضات أي بصورة أخرى يدين و يحرج فصائل المعارضة. وأيضا لعدم أعطاء نظام بشار الأسد أية أوراق يستغلها في مواجهة الموقف الأمريكي الإسرائيلي خاصّة وأن الأخيرة أبدت انزعاجا شديدا بسبب و جود فصائل جهادية على حدود الجولان.
 
ماهي قراءتكم لمطالب النظام والمعارضة في الجولة الثانية من المحادثات؟
بالنسبة لموقف المعارضة فهي تحاول الحصول على اعتراف دولي من الدول الراعية بأن دور نظام الأسد سينتهي بتشكيل حكومة انتقالية ، وهو ما اعترضت علية روسيا وأشارت إلى أنه موقف استباقي لا يمكن قبوله من المعارضة وبالتالي فإنّ ما يمكن تحقيقه خلال جنيف 2 هو إرساء قواعد وآليات العمل الإغاثي بين طرفي النّزاع سواء بالنّسبة للموقف بمدينة حمص أو منطقة عدرا العمالية .
أما بالنسبة لوقف الاقتتال فاعتقد أن الإرادة الدوليّة والإقليميّة لم تخلص بعد لذلك في ظلّ سعي إيران لكسب دور إقليمي يعترف به الخليج و أيضا في ظلّ دور سوريا بملف حزب الله كورقة يمكن أن يستفيد بها النظام ميدانيّا سواء بسوريا أو لضمان استقرار لبنان، وفي المقابل هناك ادوار لتركيا وقطر لم تنته وهناك أيضا مصالح أمريكية مع الخليج لم تحسم بالشكل المرضي لأمريكا ، هذا فضلا عن رغبة إسرائيل في استمرار الأزمة بهدف مساومة العلويين لفرض شروط فيما يتعلق بالمشاكل العالقة بينهما سواء بالنّسبة للجولان أو مشاكل المياه بالطبرية أو منطقة حماه فالملفات مازالت مفتوحة والمصالح لم تنقض بعد .
يرى اغلب المحللين أن الجولة الأولى من المباحثات فشلت، بسبب التعنت في المواقف والتفسيرات المتضاربة لجنيف 1 ،
 
حسب رأيكم مالذي حققته الجولة الأولى من المحادثات؟
ساهمت محادثات الجولة الأولى من مؤتمر جينف 2 بشكل مباشر في التوافق على الحلول الإنسانية المتعلقة أساسا بالإغاثة ، ووضعت أُطُرًا لمطالب كل طرف تمهيدا لمراحل قادمة خاصة صلاحيات الحكومة الانتقالية والموقف من كيان الدولة السورية والفترة الانتقالية المقترحة وهل سيكون هناك دور لنظام الأسد في المرحلة القادمة حتى ولو بصندوق الانتخابات والأهم من ذلك هو مدى استجابة الأطراف للمفاوضات وهنا المعني هي الأطراف الخارجية حتى لا تذهب سوريا إلى مشروع التقسيم .
 
ماتعليقكم على غياب إيران عن مؤتمر جينف 2؟
أعتقد أن تراجع أمريكا عن دعوة إيران قد جاء على خلفية مصالح واشنطن مع الخليج ، لاسيما وأن المموّل الرئيسي للمعارضة السورية هي الإمارات و المملكة العربية السعودية و قطر فهذه الأطراف لا ترغب في أي تنامي للدور الإيراني في المنطقة وهو ما تحاول واشنطن توظيفه لخدمة مصالحها ، إلا أنه في النهاية سيبقى هناك دور كبير لإيران سواء فيما يتعلق بالصراع داخل سوريا أو فيما يتعلق بالوضع اللبناني.
حاورته: وفاء العرفاوي
معلومات إضافية
أحدث أخبارالأكثر قراءة
الخبير الاستراتيجي شريف إسماعيل لـ'المغرب': طرفا النزاع السوري يحاولان فرض سياسة الأمر الواقع في جينف 2
2014-02-12 14:43:05
كشف المستور ضرورة ملحة في الكرة الطائرة: تحكيم مباراة الترجي والنجم كشف العشوائية...