بقلم: عـادل عطيـة
   حاولوا معنا بالسكتة القلبية، وبالسكتة الدماغية، لكن مصر هي العنقاء التي تنهض من رمادها: حية قوية براقة!

   إلا أنهم لا يزالوا يمارسون المحاولة؛ لدفعنا دفعاً إلى السكتة العقلية.. وإلا ما معنى هذه الأخبار المتدفقة، والمتضاربة، والتي تتغير من حال إلى حال بين ليلة وضحاها، حتى أننا كثيراً ما نتساءل: هل نفتح الباب للأمل، أم: نغلقه أمام الأخبار السيئة، أم: نتركه موارباً؟

   ألم نقرأ خبراً عن دولة صديقة ألغت تعهداتها معنا، وتوقفت عن ضخ البترول لنا، ثم خبراً آخر يكذب هذا الخبر السيء؟!

   وألم تصدعنا وسائل التواصل بخبر اكتشافاتنا البترولية، التي تجعلنا في مصاف الدول المصدرة للبترول، ثم خبراً آخر، يحكي عن تعاقدات جديدة مع بعض الدول المنتجة للبترول؟!

   وألم نضج بالشكوى من دولة عظمى؛ لأنها تحاول تركيعنا، واذلاننا.. ثم خبراً آخر عن وزير خارجيتنا، وهو يتحدث مع وزير خارجية هذه الدولة، التي تناصبنا العداء، وهما يناقشان القضايا ذات الإهتمام المشترك؟!

   وغيرها من الأخبار ذات الوجهين، واللسانين!

   ان مثل هذه الأخبار المتضاربة مقصودة. والمقصود منها أن يتوقف العقل عن قبول أي خبر، وبذلك ننعزل عن عالمنا، ونموت واقفين!

   كنا في الماضي، نفتخر بشعار: "الخبر مقدس والتعليق حر"، لكن الآن لم يعد الخبر المقدس مقدساً، بينما ظل التعليق حراً إلى المدى الذي تحرر فيه من كل الأخلاقيات المهنية، حتى أصبح كاللسان البذيء الذي يعض نفسه!