بقلم: عـادل عطيـة
 
"أنت عامل نفسك من بنها، ولاّ أيه؟!"..
  الفكرة وُلدت في القطار، هكذا يقولون!
 
فمعظم القطارات التي تنطلق من القاهرة في طريقها إلى الوجه البحري، تقف، أولاً، في بنها، كمحطة رئيسية! 
 
وللقرب النسبي بين بنها والعاصمة؛ فان بعض المتجهين إلى هذه المدينة، يطلبون الاذن من أصحاب المقاعد والمسافرين إلى مسافات بعيدة؛ للجلوس على مقاعدهم، فيقول الواحد منهم: "لطفاً، سأجلس مكانك حتى محطة بنها"!
 
   ولأن الكثيرين، من هؤلاء، يأذنون بذلك ـ عن طيب خاطر ـ؛ فأي شخص يريد أن يجلس بدون حجز "يعمل نفسه من بنها".. على أساس أنه ينزل بنها، ولكنه يستمر في جلوسه حتى وصوله إلى مدينته. ذلك لأن الكثير من مقاعد القطار، تصبح خالية من المسافرين في محطة بنها؛ لأنها محطة تحويلات وتوزيعات لفروع كثيرة بالوجه البحري!
 
وقد انتقلت الفكرة من البحث عن كرسي في قطار؛ لتصبح مثلاً تلوكه الألسن، للإشارة لكل من يتميّز بالسماجة، والكذب، وتضييع الوقت!
 
ومع أن جذوري ليست من القليوبية، وانما حصلت على الجنسية البنهاوية منذ السبعينات من القرن الماضي؛ فانني لم أعمل نفسي من بنها، ولم ألاحظ خلال عمري الطويل في سفري اليومي من بنها إلى القاهرة، ما يؤيد هذا الادعاء الكاذب، فهي ـ في اعتقادي ـ، فكرة عنصرية، مثلها مثل عشرات الأفكار العنصرية، التي هي من اختراع شخص يستمتع بأن يرسم لكل مدينة مصرية صورة ساخرة، ويحاول أن يضع على صدر كل واحد  من أهلها شارة سوداء قاتمة!