كتب: أبوالعز توفيق
المحاسبة "عطيات عبد الشهيد" تمثل حالة خاصة لأنها من النساء القلائل اللائي يتولين مناصب قيادية في صعيد مصر، من مواليد أسيوط وحاصلة على بكاريوس تجارة شعبية محاسبة عام 1975. من أهم المناصب الوظيفية التي شغلتها؛ مدير عام مجموعة عمل بالإدارة المركزية لتقييم الأداء الوظيفي للجهاز الإداري للدولة، مدير عام الإدارة العامة للتنظيم وترتيب وموزانة وظائف لشعبة مديريات الصحة والإسكان والمرافق والطرق والنقل لمحافظات وجة بحري، بالجهاز المركزي للتنظيم والإدارة.
    
عندما تتولى مرأة بصعيد مصر منصبًا قياديًا.. كيف تتعامل مع مرؤسيها من الرجال؟!
تعاملي مع موظفي الإدارة بالحب والإخاء، فالحب يجعل الناس لا يفرقون بين رجل وامرأة، ومسيحي ومسلم، كما نتعاون كفريق واحد، يعمل من أجل خدمة المواطن، وتسهيل إجراءاته المطلوبة، بحسب ما تتيحه لنا الوزارة والقوانين.

وماذا عن زوجك..؟!
كان زوجي يشجعني حتى وصلت إلى منصب الإدارة.. فهو شريك أساسي لنجاحي.. ودعني أقول؛ كما أن وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة، فإن وراء نجاح  امرأة.. رجل عظيم ومعطاء ومتحضر.

ما الصعوبات التي واجهتك، وهل هناك مشكلة قابلتك لأنك وكيلة وزارة مسيحية؟
الطريق ليس مفروشًا بالورود.. واجهتني عقبات في طريقي من أعداء النجاح، ولكني تغلبت عليها بالجدية في العمل، وإصراري على تأدية واجبي بمنتهى الأمانة والحب بين زملائي، فكنت أعمل على منع أي شئ مخالف وغير قانوني.. ولا أسمح بمروره مرور الكرام.. ولكن بأسلوب الحوار المبني على المودة.. وحتى الآن أتعامل بهذه الطريقة في ظل وجود عقبات تواجهني من تصحيح أشياء قد تكون مخالفة فى العمل.. فمكتبي مفتوح أمام كل أحد، ووقتي متاح لحل
مشكلات المواطنين الخاصة بالتنظيم والإدارة، وهنا سوهاج هادئة، ليس بها فرق بين مسلم ومسيحي. ونشكر ربنا على ذلك.

من وجهة نظرك.. ما هي العقبات التي تعوق وصول المرأة لتحقيق ذاتها والنجاح.. هل الدين؟ المجتمع وعاداته؟ أم الوضع السياسي الذي يحتكر الرجال قمة هرمه؟
الدين خلق الرجل والمرأة متساوين في كل شئ، وكرم المرأة، وأبسط على ذلك هو "العذارء مريم" أمنا، لكن المجتمع وعاداته هو المعوق الأساسي، لأن المجتمع العربي بُني على مجتمع عشائري، بنظام القبائل، وكان فيها الرجل هو "الكل في الكل"، أما المرأة فكانت جارية للرجل، ولكن نحمد الله أننا بدأنا نتحرر من هذا، فاليوم المرأة وزيرة، وقاضية، ونائبة، ولها كما للرجل في العمل.

هل أضاف نجاحك العملي لعلاقتك بأولادك، أم أعاق تواصلك معهم؟!
أجتهد في العمل ولا أقصر في مسئوليتي نحو أسرتي، بمعنى أني عندما أذهب للبيت أنسى أني موظفة، وأتذكر أني أم وزوجة، وأفصل حياتي العملية عن حياتي الزوجية، فأبنائي الآن مقيمون في القاهرة، وأذهب إليهم كل أسبوع، وهم ناجحون فى عملهم أيضًا، ودائمًا أحرص على تعليمهم حياة النجاح، والإيمان في المسيح، ونشكر ربنا أن هذا تحقق على أرض الواقع.. وبالتأكيد عندما يكون الأب والأم ناجحان في حياتهما الزوجية والعملية، يخرج الأولاد أيضًا ناجحون.
إلى أي مدى تساهم المؤسسات الدينية -وبالتحديد الكنيسة- في تخفيف النظرة السلبية من قبل الرجل للمرأة في المجتمعات الصعيدية؟
بالتأكيد.. بشكل كبير، فهناك اجتماعات في الكنيسة للأسرة المسيحية في كل الكنائس، وليس الصعيد فقط، لتفهم تلك الأسرة أن الرجل مثل المرأة، ومتساوين في كافة الحقوق والوجبات... إلخ.

ما رأيك بفكرة كوتة المرأة بمجلس الشعب؟!
فكرة جميلة جدًا.. وفعلاً خطوة إيجابية من قبل الدولة لتفعيل مشاركة المرأة سياسيًا.

المرأة الصعيدية الآن.. ما تقييمك لوضعها؟!
ما زالت تحبو ببطء نحو هذه الأهداف، فهناك تقدم جزئي، لكن يوجد هناك أيضًا العديد من الخطوات التي تحقق مساواة المرأة مع الرجل.
 من كان مثلك الأعلى على المستوى المهني والشخصي.. وكيف أثر بك؟
كان قدوتي في الحياة الشخصية والدي.. فهو زرع فيَّ الحفاظ على مشاعر الآخرين والإخلاص والأمانة في العمل والبذل من أجل خدمة الآخرين، والعمل على جعل أجواء العمل يملؤها المحبة والإخاء مع جميع العاملين معي.
أما على المستوى العملي فكان قدوتي في العمل وكيلة الوزارة في عام 2009 للجهاز في القاهرة، وتعلمت منها الجدية وبذل المجهود في العمل، وإنكار الذات، والتعامل مع الجميع بتساوي، وأيضًا تعلمت منها التعامل مع الموظفين كفريق عمل واحد.