شريف إسماعيل
شهدت الأيام الماضية احداث مثيرة ضربت المملكة الاردنية الهاشمية ،  ذكرتنا  بأحداث مسلسل الربيع العربي نفس السيناريو نفس الإخراج و لكن  الأبطال الجدد من الجنسية الاردنية و  السؤال الذي يطرح نفسة  لماذا في هذا التوقيت بدأت أضطرابات الاْردن !! 
 
من يقرأ الماضي يستطيع ان يتعرف علي  أحداث الْيَوْمَ ، فهناك احداث و ترتيبات لا يمكن لنا أغفالها ، أولها نتائج اجتماع هرتسيليا في 2012 و الذي أقر فية مبدأ يهودية دولة أسرائيل و هو الامر الذي سيترتب عليه تداعيات أخراج مليون و ثمنمائة الف من العرب بما فيهم عرب 48 خارج حدود الدولة اليهودية .. و لكن حتي ينجح هذا المخطط يلزم ان نعرف الخروج الي أين ؟ 
 
ثانيا وصول الرئيس الامريكي ترامب لسدة الحكم و أعلانة عن صفقة القرن وسط أجواء مشحونة و وضع حرج يهدد شرعيته و يجعله يستسلم لنفوذ جماعات الضغط الصهيونية لدعم موقفه امام هجمات الديمقراطيين و هو ما دفعه للاسراع في نقل سفارة واشنطن للقدس و إعلانه عن مشروع سلام إسرائيلي فلسطيني سربت منه الادارة الملامح التالية 
 
نقل السفارة الامريكية للقدس لا يعني ان السيادة الاسرائيلية ستكون علي جميع القدس فأمريكا تترك قضية الحدود و السيادة للمفاوضات المباشرة الاسرائيلية الفلسطينية ، كبارقة أمل تركت لتشجيع السلطة للدخول في المفاوضات 
 
تصريح الرئيس الامريكي و الذي يحمل بين طياته تهديد مباشر لملوك الخليج و الاْردن وكل من له دور في تسوية الشرق الأوسط سواء كان دوره تمويلي لأمور الحل و التعويضات  او جغرافي يفرض علية الحل تجنيس فلسطينيين علي أرضة 
 
أمكانية زيادة مساحة المدينة الإدارية للقدس و حتي حي ابوديس و بما يمكن اعتبارها عاصمه للدولة الفلسطينية داخل حيّز القدس الكبري و لو شكليا 
 
اعتماد مبدأ تبادل الاراضي بين الطرفين الفلسطيني و الاسرائيلي و حتي نسبة 15%
 
إلغاء مبدأ حق العودة و اللاجئين و هو ما دفع الادارة الامريكية الي تقليص دعمها لمنظمة الأنروا تمهيدا لالغاء دورها 
 
محاولة تدويل مشكلة غزة و بما يضمن ابعاد المسؤولية الانسانية و الإدارية عن أسرائيل و ضمان توفير  تمويل دولي لغزة ، يضمن

استقرار الأوضاع المعيشية فيها و  يحافظ من جانب أخر علي دور حماس و يحافظ ايضا علي الانقسام الفلسطيني كورقة ضغط علي السلطة و ابومازن 
تبني سياسة أسرائيل في الضغط السياسي و العسكري علي حزب اللة اللبناني و أيران معا سواء علي نفوذهما في سوريا او لبنان 
 
ممارسة ضغوط سياسية و اقتصادية علي لبنان بهدف خلق توازن شيعي سني ماروني علي الساحة اللبنانية تنسحب علي دور حزب اللة و علي نفوذه العسكري و السياسي 
 
ممارسة ضغوط اقتصادية علي الاْردن و فرض شروط صعبة و قاسية علية تحت مسمي الاصلاح الاقتصادي تمهيدا لخلق حالة الا أستقرار السياسي بة 
 
اعتبار كل من سوريا و لبنان و الاْردن هم الحلقات الأضعف و الذي يمكن الضغط عليهم لقبول مهجرين يتم تجنيسهم علي أراضيهم ،  و بما ينهي ملف اللاجئين و حق العودة سواء من فلسطيني الخارج أو من عرب أسرائيل 
 
و هنا لا يمكنا ان نغفل الدور الخفي للإسلام السياسي و المساحه التي دائما تتركها أمريكا لتركيا و قطر  للحفاظ علي قدرة جماعه الاخوان في التحرك لاسيما في ظل وجود ظهير لها بالأردن هي جبهة العمل الاسلامي 
 
فالادارة الامريكية استطاعت توظيف كل الظروف و الأحداث لصالح صفقة القرن سواء حالة الإنهاك السوري أو الوضع الهش اللبناني أو الوضع الحرج الأردني فكل هذة الدول هي خيارات واشنطن مجتمعين او فرادًا لاستقبال لاجئين و تجنيسهم ففي لبنان سيعادل نفوذ الشيعه بقوه بشرية جديدة سنية تُخلْق نوع من توازن ميزان القوي ، أما سوريا فستكون ضمن صفقه بقاء و استمرار دور بشار و العلويين في الحكم و قدر الدور الذي يمكن ان تلعبة ايران في المنطقة ،  أما الاْردن فهو المرشح الرئيسي لاستقبال نصيب الأسد في النزوح الفلسطيني في أطار خطة مستقبلية تنبني علي اعلان وحدة فدراليةبين  الدولة الفلسطينية و المملكة الهاشمية 
 
تزامن ذلك مع تطبيق سياسة العصا و الجزرة من خلال تسريب شائعات تشير الي انه في حال فشل صفقة القرن فأن منطقة الخليج و الاْردن  مقبلين علي تغيرات جوهرية تشمل الإعلان عن   الاْردن الكبير و دولة الحجاز و نفوذ شيعي يخترق الخليج 
 
كل هذة الأمور تستدعي دور خليجي لتمويل و تعويض الفلسطنيين و الدول التي ستستقبلهم  بواقع مليون دولار قابلة للزيادة طالما أن  الدول المانحة و الخليج ملتزمين بذلك ، ستقدم  للدولة المضيفة عن كل متجنس لخدمة البنية التحتية و الخدمات الاجتماعية كمواطن جديد في تلك الدولة ، بجانب المبالغ المقررة للسلطة الفلسطينية لاعمار غزة و بناء الميناء و المطار و انشاء الطريق الامن الذي يربط غزة بالضفة .. و من هنا يمكن ان نقول ان عرف السبب بطل العجب !! فقد تم تهيئة المسرح الأردني بمتدربين و نشطاء من مختلف المحافظات للتحرك في وقت واحد ، و ورائهم  ظهير الاخوان من داخل العشائر ، فلأول مره يخرج الاْردن في مظاهرات عدائية ليست ضد الحكومة فقط بل ضد سيدنا ملك البلاد .. كل هذة أوراق توظفها أمريكا من أجل تنفيذ صفقة القرن