تحقيق: أبوالعز توفيق
 
أنتقد عدد من النواب البرلمانيون ونشطاء حقوقيين أداء التيارات الإسلامية التي استحوذت على أغلبية مجلسي الشعب والشورى بأداء هزيل ومحبط، وفرض السيطرة على البلد وإستعراض القوة وليس خدمة الشعب الذي كان يأمل الكثير منهم فى خدماته.

في البداية؛ قال نائب سلفي - رفض ذكر أسمه - إنه أنضم إلى قائمة حزب"النور" فقط لضمان نجاحة في البرلمان، لافتًا إنه كان يأمل أن الحزب يستطيع أن يأخذ مصر إلى بر الأمان وخصوصًا أن أعضاء الحزب والإسلاميين بوجه عام قد عانوا الإضهطاد والظلم أيام عصر "مبارك".صورة ارشيفية

وأشار أنه بعد نجاحه في البرلمان وجد الوضع أختلف، حيث وجد أهدافهم السيطرة فقط وليس خدمة مصر ولا الشعب، موضحًا أنهم غير قادرين حتى على إدارة الحوارات والنقاشات داخل المجلس، وأن سلوك العضو منهم يلقى بظلال من الشك حول قدرتهم على النهوض بالبلاد.

وأكَّد على أن  أداء النواب فى البرلمان متخاذل لا يمثل الثوار، ولا يحقق طموحاتهم، وبسؤاله لما لا يعترض على هذا الأداء؟! .. فأجاب: لا أقدر على فعل ذلك وإلا أصبحت عدوًا لهم، ولا أعلم ماذا يحدث لي .

وفي سياق متصل؛ قال "رأفت أبوالخير" - نائب مستقل - أن الشعب المصري أكتشف طمع التيارات الاسلامية بعد حكمهم فى الحصول على كل المناصب، بالإضافة إلى تراجع الإخوان المسلمين في أمور كثيرة وإنفرادهم على الدستور، وتراجعهم عن ترشيحهم لرئاسة الجهمورية،
وأيضًا كذب السلفيين فى حادث "البلكيمي".

وأضاف أنهم لا يهتمون بالقضايا التي تخدم الشعب المصري وهى التعليم والعدالة الاجتماعية والحقوق والواجبات والحرية والصحة ومعيشة كريمة لكل مواطن ومياه الشرب والطرق وغيرها.

وأشار "أبوالخير" أن الأداء داخل البرلمان عبارة عن مشادات بين أعضاءه ومنافسة في إلقاء التهم على بعضهم البعض، مشيرًا إلى أن القرارات التي يناقشها البرلمان لا علاقة لها بمطالب الثورة، وأن ما يفعله التيار الديني في مصر أشبه بما كان يفعله نظام "مبارك" في الإطاحة بالشعب المصري الكادح ككبش فداء للخروج من الازمات .

وفي ذات السياق؛ أوضحت "سناء سعد" - ناشطة حقوقية ومرشحة الوفد بسوهاج ولم يحالفها الحظ – أن كلمة الإخوان المسلمين تشد الأنتباه؛ حيث أن كلمة "إخوان" تعني الإرتباط والإتحاد، و"المسلمين" تدل على العقيدة والمنهج والهدف، مؤكدة على أن هذا الأسم أدى إلى التشرذم والانقسام .

موضحة أن الإخوان تقنع الشعب بأنهم سيحكوهم باسم الله، وبذلك لا يستطيع أحدًا مخالفتهم، لافته إلى أنهم يتكلمون عن ما لا يخالف شرع الله وفى نفس الوقت يفتون بما لم يشرعة الله ويريدون أن يطبقوا ذلك على الشعب المصرى من خلال برلمانهم الخرب، والذي سيؤدى إلى إنهيار الدولة بالتدريج من محاربة البنوك بحجة الربا ومحاربة عمل الخير فى الايتام عن طريق حرمانية التبنى للايتام.

وأكدت "سعد" أن دور الإسلاميين فى البرلمان فاشل بكل المقاييس ولا نرى إلا سيطرتهم وعدم قبول الآخر، وسطحيتهم فى إختيار لجنة الدستور التي تضم الإخوان ومناصريهم لكى يضعوا مسودة لدستور إخواني سلفي متعصب، وتمت إزاحة الأقباط بتمثيلهم الهزيل وعدم تمثيل المرأة وعدم تمثيل الاقليات مثل أهل النوبة وأهل الحدود والبهائيين وتجاهل الفقهاء الدستورين وأتوا باصحات العاهات – على حد تعبيرها - لكى يضعوا مسودة ممتلئة بالعوار، وفرض سيطرتهم ولا نجد لهم أي دور في صالح المواطن المصرى ولا الوطن، مقدمه الشكر للقضاء المصري الذي قضى بعدم شرعية اللجنة الدستورية التي تم تأسيسها من الإسلاميين.

وصرًّح "حازم رفعت" - ناشط وصحفى بالفجر – أن أداء التيارات الإسلامية في البرلمان خيَّب أمال الشعب المصري وظهر القناع الأصلي للإسلاميين؛ مدللاً على ذلك بالطريقة المفردة التى يريد أن يستخدمها في وضع الدستور والسيطرة على البلدة بالقوة، مشيرًا إلى أن هذه الطريقة يستخدمها أنصار "أبو إسماعيل" طريقة الآخذ بالقوة وكأننا في غابة لا يحترم فيها القانون.

وأضاف أن هناك مواقف تجعلنا نشعر إننا فى إيران وليس مصر، ومنها النائب "ممدوح إسماعيل" الذى قام برفع آذان العصر داخل قاعة المجلس، وأيضًا مطالبة نائب سلفي بإلغاء اللغة الأنجليزية وإلغاء الاختلاط في الجامعات والمدارس وتهميش المرأة والاقباط والأقليات، وتكفير من ليس من أتباعتهم.

واكَّد ختامًا أن الإسلاميين لن يحققوا العدالة الاجتماعية لمصر حيث ان معظم قياداتهم يقعون فى خندق رجال أعمال وليس فى حفرة الكادحين من العمال والفقراء.
 
وختامًا قال "عبد السيد مليكة" أن برلمان ما بعد الثورة أو برلمان الازمة لا يختلف كثيرًا عن برلمان دولة الطوارئ الذين كانوا يرددون وراء الرئيس كالبغبغاوات ( موافقون موافقون او بالاحرى منافقون منافقون)، أما في برلمان الإخوان فهم يجيدون رفع الايادي و أغلب الظن بدون إستيعاب فقط لعدم الخروج عن الجماعة التي قادت من أجلهم التزوير في الانتخابات لتدفع بهم في هذا البرلمان، لافتًا أن هذا يتضح من المناقشات الهشة الواهية كاطروحات بعض الاعضاء كالذي يود الغاء اللغة الانجليزية من التعليم أو الآخر الذي يرفع لافتة مطالبًا لدخول الحمام أو جهلائنا الذين تخلوا عن أي روح وطنية و ظهورهم بالوجه القبيح المشع بالعنصرية اثناء وقفة الحداد دقيقة على روح الزعيم قداسة البابا شنوده الذي اثرى الوحدة الوطنية بمواقفه البطولية، أو بعض السلفيين من أعضاء البرلمان أثناء زيارتهم إلى "اوغاندا" في عدم التزامهم ببروتوكول تحية العلم على اعتبار انها دولة كافرة مما ادى الى توتر العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

مؤكدًا أننا لا نستطيع أن نطلق عليهم برلمان الوقت الراهن ( الازمة) لانهم ما افادونا و لن يزيدوا على ازمتنا إلا أضعاف من الازمات، بتصرفاتهم الصبيانية أو حركاتهم البهلوانية التي لم ينقصها سوى مخرج مسرحي ليقدمها لنا كنوع من الكوميديا، وهذا هو النتاج الطبيعي لبرلمان اغتيال الثورة والذي جنى بالتزوير والغش إنجازات ابطال.