مهندس عزمي إبراهيم
عيد ميلاد يسوع المسيح، أو عيسى كما يُسَمُّونه أخوتنا المسلمون، على الأبواب، قادمٌ بعد أيام قلائل. فبَدَت مَعالم الفرحة والبِشر تغمر العالم أجمع (أو معظمه). وعَبقُ النسائم الروحية يتسابق إلى قلوبنا، والأنوار المُبهجة تتسابق إلى حياتنا وشوارعنا وأسواقنا وليالينا. ولمن يتساءل لماذا، أقول: لأنَّ يسوع المسيح، أو عيسى ابن مريم، هُـوَ:

1- كَلِمَة الله
2- رُوحُ الله
3- حَيٌّ في السماء، وإلى الأبَـدِ. ولا يصعد إلى السماء إلا مَن نزل من السماء. لأنه وُلِـدَ، لا كالبشر، من عذراء لم تعرف رَجُلاً. عذراء لم يَمسُسْها بَشَرٌ.
4- لا كالبشر. لم يولد من ترابٍ ولم يَعُـد إلى التراب. بينما كل بشرٍ، حتى الأنبياء منهم، وُلِدوا من ترابٍ وماتوا ودفنوا وإلى التراب كان مآلهم، إلا هو.
5- عاش بين البشر لخلاص البشر، بلا خطيئةٍ تُشينَه، ولا دَنَسٍ يدينه، ولا عَيبٍ يُؤخذ عليه. قال "من منكم يبكتني على خطيئة" فساد الصمتُ!. وَجِيهاً في الدنيا والآخِرة.

6- كان بين البشر مُعَلِّماً حكيماً بشيراً مُحباً للبشرية جميعها، وليس لطائفة منها. نادى بالكثير من تعاليم الخير والبر والنقاء والعطاء والصلاح والسماح والسلام والإنسانية، أخْيَرُها وأعظمها للبشرية: المَحَبَّة حتى للأعداء.

7- لا كالبشر. قام بأعمالٍ ومُعجزاتٍ خوارق ليست من سُلطات أو قدرات البشر، حتى الأنبياءٍ منهم. تحَكُّم في الطبيعة بتهدئة الأعاصير والرياح والأمواج، وسار على المياه، وشفى الأعمى والأبرص والمَفلوج والأصم والأبكم، وأحيا الموتى. وكان يعلـَمُ الغيب.

8- لا كالبشر. صنع طيراً من الطين ونفخ فيه فصار طيراً حَياً. أي خَلَق حياة من طين كما خلِقَ الله آدم من طين. وسلطة الخَلق ومنح الحياة من سلطات الله وحده

9- لا كالبشر. سيأتي في اليوم الأخير ليدين الأحياء والأموات. حَكَمَا مُقسِطاً عادلاً. وإدانة البشَر من سلطات الله وحده، ولا تعطى لبشرٍ أيّاً كان، ولو كان نبيّاً.

10- أمـُّه العذراء القديسة مريم، المُنْعَـمُ عليها، المباركة في النساء. فقد اصطفاها الله على نِساء العالمين جميعاً لتتبارك بحَملِه.

أخي في البشرية:
ليس بيننا في أيٍّ من هذه الحقائق خلافٌ. وحتى لو (افتَعل) أحدٌ خلافاً، وشاء أن يَرَى المسيح نبيـّاً، أو حتى غير نبيٍّ، فهذا رأيه، ولا دخل لي به، ولا يضيرني ذلك في شيء. أما أنا فأرى المسيح رَبَّـاً وإلـَهاً وهذا رأيي، ولا دخل لأحدٍ به ولا يضيره ذلك في شيء.

لكن من يتهمني أنّي أعبُدُ بَشَراً فليأتِ بإسم بَشرٍ في كل تاريخ البشرية له تلك الصفات، والقدرات، والسلطات، والسلطان. ومن يتهمني أني أعبد خشبة الصليب فهو جاهل بدينه. أما من يدعوني كافـراً فأشفق عليه، وأصَلّي من أجله، كما أوصاني رَبّي يسوع.

ختاماً:
تهنئة قلبية لشعوب العالم أجمع، من كل دين وعقيدة، بقدوم عيد ميلاد السيد المسيح له المجد الدائم. وكل عام وأنتم بخير وفي سلام.
مهندس عزمي إبراهيم