بقلم: م. مدحت ناجى حافظ

عزيزى القارئ،عرفنا فيما سبق معنى التوافق؛وهو تحقيق جو من التفاهم والتناغم والاُلفة،وأدركنا الهدف منه؛وهو تحقيق الاحترام والثقة والتَقـَـبُّل مع الآخر...وكانت الملاحظات الإتنتى عشر السابقة،والتى من المهم جداً مراعاتها لتحقيق التوافق هى؛الوضع (وقوفاً أو جلوساً)،والمستوى(ارتفاعاً أو انخفاضاً)،والإتجاه (رؤية أو إلتفاتاً)،والحركات (عامة وخاصة)،والمفردات ( تجاوباً وتفهماً)،والكلمات (تناسباً واحتياجاً)،والنظام التمثيلى (بصرياً وسمعياً وحسياً )،والتعبيرات المتوازية (طولاً وقِصَراً)،وإشارات العين (تخيلاً وتذكراً)،والصوت (نغمة و سرعة)،والتنفس (إحساساً وتجاوباً)،والمساحة (إقتراباً وبعداً)،والشخصية (تنوعاً وإختلافاً)،واللغة (إحتياجاً وإشباعاً)...وبالتأكيد مَنْ طبق تلك الملاحظات،وجد تجاوباً مختلفاً ومتميزاً مع الآخرين،أما مَنْ لم يطبقها بعد،فندعوه لتطبيقها ليتذوق أثرها فى نفسه وفى الآخرين...وها نحن الآن نضيف ملاحظات جديدة قيمة ،خاصة بالتوافق، بالإضافة للـ (الوضع،والمستوى،والإتجاه،والحركات،والمفردات،والكلمات،والنظام التمثيلى،والتعبيرات المتوازية،وإشارات العين،والصوت،والتنفس،والمساحة،والشخصية،واللغة) وهى:
تحفُّظات (محاذير) التوافق:
أ.البداية، من الجميل ألا يطبق التوافق من اللحظة الأولى لمقابلة الآخر،إنما ننتظر قليلاً،لئلا يشعر الآخر بإننا نقوم بتقليده لحظياً،مما سيولد لديه إحساساً بالإستغراب.
ب.الآلية،من المستحسن ألا يطبق التوافق بشكل آلى مع الآخر،كأن ترفع يدك بمجرد رفع يده،أو تضع يدك على الآخرى بمجرد قيامه بهذا،فهذا سيجعله يشعر بأنك لا توقره بل تسخر منه أو تتهكم عليه.
ت.السلبية،من الجدير بالملاحظة ألا يطبق التوافق فى الكلمات والمفردات الغير إيجابية،فمثلاً،رجل يتحدث عن نغزات تأتى له من آن لآخر فى قلبه،فمن غير المقبول لكى أُحقق التوافق معه أن أقول له (أنا عمى كان يشعر بنفس النغزات فى قلبه،الله يرحمه)،بالطبع هذا غير مقبول،إنما يمكن القول:سلامتك ونتمنى نطمئن عليك فى أقرب وقت وتكون فى أتم صحة....وما يقال عن الكلمات يقال على
ث.الحركات،فإن كان الآخر واضعاً يداً على الآخرى بشكل غير إيجابى،أو واضعاً سبابته على خده وإبهامه تحت ذقنه فى وضع يكشف عن عدم رضاه،فهذا لا يقودنى لأن أقوم بذات الحركات الغير إيجابية لأتوافق معه،فالتوافق فى الإيجابيات. 
  ج.المبالغة،بالتأكيد المبالغة فى أى شئ لا تفيد،سواء فى الرياضة أو الأدوية أو الغذاء...،وكذلك المبالغة فى تحقيق التوافق مع الآخر من شأنه أن يترك إنطباعاً لدي الآخر بعدم الإقتناع بك،والتشكك فى أهدافك معه.
ح.الإستمرارية،تصور- عزيزى القارئ- أنك تقوم بتحقيق التوافق طوال الحديث،أتعرف بماذا سيشعر الآخر؟سيشعر أنه أمام مرآه وليس أمام كيان إنسانى يشاركه الأفكار والأراء.
خ.العلاقة،فإن قام مديرى فى العمل بتصرف ما بإعتباره المدير، أو بتوجيهه لشخص ما بطريقته الخاصة...،فليس حسناً أن أحقق التوافق معه بإتباع حركاته وتوجيهاته للآخرين،فهذا من شأنه أن يشعر الآخرين إننى احاول مجاملة المدير،ومحاولة تقليده...ومن جانب آخر سيشعر المدير - إن كان شخصاً سوياً نفسياً- أن الموظف ليس له رؤية خاصة أو كيان مستقل أو رأى يستحق السماع...
وهنا نطرح تساؤلاً هاماً،وهو:
هل من تطبيقات فى الحياة للتناغم والتوافق،يمكننا الإستفادة منها؟
بالتأكيد هناك العديد من التطبيقات،فما هى وكيف نستفيد منها،فهذا ما سنناقشه معاً فى المقال القادم...
 
  والى أن نتقابل دعونا نتمتع بتحقيق التوافق مع الجميع من خلال:
الوضع،والمستوى،والإتجاه،والحركات،والمفردات،والكلمات،والنظام التمثيلى،والتعبيرات المتوازية،وإشارات العين،والصوت،والتنفس،والمساحة،والشخصية،واللغة.
متذكرين عبارة (بروس لى) الجميلة:
"المعرفة وحدها لا تكفى،إنما يجب تطبيقها".
ونهنئكم  بتطبيقها فى كافة جوانب حياتكم،آخذين فى إعتباركم الإنتباه جيداً لتحفظات التوافق مع الآخرين،لتجنوا ثمار التوافق فى جوانب حياتكم مدى الحياة،ولتوافقنا بقية...