بقلم -  عصام نسيم

عبارة رددها البعض وصدقها الاخر بعد حرم جورج حبيب بباوي وقطعه من الكنيسة القبطية وبالطبع جورج بباوي نفسه هو اول من داعى ذلك !
 
كذلك عبارة توجه الي الكنيسة القبطية في كل مرة تواجه احد اصحاب الفكر الغريب او المنحرف فيما يخص ايمان وعقيدة الكنيسة القبطية والغريب اننا نسمع بعد الادعاءات مثل :
 
الكنيسة القبطية تحارب العلماء والباحثين والذين ينادون بتعاليم الاباء او يدعون على الكنيسة انها ترفض تعاليم الاباء وتتمسك بفكر لاهوت القرون الوسطى هذا الادعاء الكاذب الذي  روجه جورج حبيب بباوي نفسه وردده من بعضه كثيرا حتى من بعض الذين عندما تسألهم ما هو هذا الفكر او التعليم تجد اجابات نقلوها بلا وعي عن جورج بباوي او اتباعه وتلاميذه او من تأثروا  بفكره !
 
ولكن
هل حقا ظلمت الكنيسة جورج بباوي ؟!
اضطهدته  الكنيسة وهو عالم اللاهوت والدارس في الخارج والحاصل على درجات الدكتوراه  والمدرس في كليات اللاهوت ؟
وكأن  الأمر فقط دراسة اكاديمية وشهادات ودرجات دكتوراه ونسوا أن قبل العلم الاتضاع  وقبل الشهادات الحياة الروحية والخضوع !
ويجب على كل انسان قبل ان يحكم في هذا الامر ان يفعل امران 
الاول هو متابعة تاريخ جورج بباوي وما فعلته الكنيسة القبطية والبابا شنوده من اجله 
 
والثاني هو متابعة اسلوب ومنهج والفاظ جورج بباوي نحو الكنيسة وادعاءاته عليها وهل يليق هذا الاسلوب بعالم لاهوت او حتى بشخص عادي , حتى يقدر
ان يحكم ويعرف حقيقة هذا الانسان ! 
وعموما من يتابع تاريخ جورج حبيب بباوي سيجد ان الكنيسة لم تظلمه ولم تضطهده  ولم تحاربه كما يدعي هو او اخرين  ، بل على العكس نجد أن جورج بباوي نال الكثير والكثير وما وصل إليه من حال أفضل في كل شىء كان بفضل الكنيسة القبطية وبشكل خاص قداسة البابا شنودة الثالث
  فهل رد جورج بباوي الجميل وأعترف بالفضل ؟
الحقيقة لا فقد كان رد فعله الجحود والغدر والإساءة والتطاول 
 وما أخذته الكنيسة نحوه من إجراءات كان لزاما عليها بعد ان انحرف بفكره وأصبح نصدر عثرة وتشكيك وزرع البدع وسط طلابه 
ولمزيد من التوضيح لكل هذه الأمور يجب أولا ان تلقي الضوء عل حياة جورج بباوي أولا 
 
ولد جورج بباوي عام   1938
لم ينشأ مسيحيا بل ولد لأم يهودية
آمن  بالمسيح وانضم الي الكنيسة عام 1957
وكان عمره 19 عام .
 درس في الكلية الاكليركية وتخرج منها وأصبح معيد  في الكلية  سنة 1961
 
احتضنه البابا شنودة وقتها الي أبعد الحدود رغم انه كان شاب حديث الإيمان وقتها .
 أرسلته الكنيسة للخارج في بعثات الدراسة .
وعندما ذهب البابا للفاتيكان لأول مرة اصطحبه البابا معه ورسمه شماسا ودخل بالملابس السوداء الي روما
اصطحبه أيضا البابا شنودة معه في زيارته الشهيرة الي أمريكا عام 1977 وكانت اول مرة يزور بابا كنيسة الاسكندرية أمريكا . وكان أحد أعضاء البعثة .
بدأت مشاكل جورج تظهر عندما أراد ان يظهر نفسه انه الأكثر علما واستناره ( كما يفعل بعض اصحاب الفكر المنحرف اليوم ايضا ) 
وبدأ يتحدث مع طلبة الاكليركية بكلام معثر جدا
بدأ ذلك في مجموعات صغيرة كان يسميها الصفوة او الخاصة الي أن أعلن فكره في كتاب " 
القديس اثناسيوس في مواجهة التراث الديني " 
وكان كتاب مليء  بالأخطاء والشكوك خصوصا فيما يخص  عقيدة الفداء  الكفارة ((( وللأسف الشديد تسللت افكار جورج بباوي بخصوص الفداء والكفاءة الي بعض الخدام والكهنة وبعض الشباب القبطي خاصة بعد ان وصل فكر بباوي لبعض رهبان دير أبو مقار ونشر في كثير من كتبهم وتأثر به بعض من قرأ هذه الكتب  !))  وبدأ يروج لهذه الأفكار في المحاضرات الي أن أبلغت طالبة أحد الاباء الاساقفة  بما يقوله جورج وما كان  من قداسة البابا ان الغى  امتحان الاكليركية لدفعة هذا العام 
وبدأت شكوك وأفكار جورج بباوي تنتشر بين بعض الطلبة ثم بعد ذلك منعه الانبا غريغوريس  من تدريس اللاهوت في الكلية وجعله يدرس اللغة الانجليزية فقط .
 
ثم بعد ذلك الي طنطا وسمح له الانبا يؤنس بالتدريس هناك وايضا بدأ يزرع الشكوك الكثيرة بين الطلبة هناك 
وكان لغته لغة بذيئة لا تناسب مع كونه مدرس لاهوت 
 
   (( نلاحظ ان  اكبر فترة نشط فيها جورج بباوي كانت فترة تحديد إقامة البابا في الدير ووقتها كان في طنطا وبدأ في نشر تعاليمه المنحرفة )) 
كان يهاجم عقائد الكنيسة مثل ,, الصوم والتسليم والشفاعة وكان يتهم الاكليركيين انهم جماجم بلا امخاخ ! وكان يهاجم  الشعب القبطي بل والمصري بألفاظ ولغة لا تليق بمدرس لاهوت او حتى مدرس روضه !
 
حتى عام 83 وكان البابا في الدير وكتب مقال في مجلة الهدى البروتستانتية  عن لوثر والإباء والعشاء الرباني  كان يمدح إصلاح لوثر وهجوم عن السلطة الدينية  وسلطة الكهنوت ويمتدح حركة الإصلاح البروتستانتي . وأمور أخرى تخص سر التناول ورفض الاستحالة الجوهرية 
جعلت البابا شنودة يمنعه من التدريس من الاكليركيات  عموما .
 
بعد منعه من  التدريس في الاكليركية سافر الي انجلترا وانضم الي الكنيسة الروسية وتزوج هناك
ثم انضم الي الكنيسة الانجليكانية  عام 1989 وبدأ يدرس هناك وأرسل خطاب انضمام جورج بباوي للكنيسة الانجليكانية  الي الكنيسة القبطية .ونشر في مجلة الكرازة تحت عنوان
 
 "" انضمام جورج بباوي الي الكنيسة الانجليكانية في انجلترا ""
و في احدى سفريات البابا شنودة الي لندن وكان في كنيسة مار مرقس  هناك وفي الاجتماع وجد ورقه مُرسلة من جورج بباوي  مكتوب عليها  "  حللني " .
وبعد المحاضرة وجد قداسة البابا جورج بباوي وقف وقال :  :
" " انا  جورج حبيب بباوي وأقول للبابا اخطأت في حقق حاللني  "  وكان ذلك أمام الجميع .فقال له البابا  :
 
كل ما أخطأت به الي أحلك فيه ولكن العقيدة لا ! !
وعند خروج البابا من الاجتماع ذهب إليه ليسجد امامه  طالبا ايضا الحل من البابا  فقال له البابا أيضا " الله يحلك لكن في العقيدة لا ! ( لان الحل فيما يخص العقيدة والإيمان يستلزم رجوع عن الافكار وتصحيحها )
 
 
: وظل جورج بباوي بعد هذه الفترة بعيدا بشكل علني ولكن بشكل سري كان يعقد بعض الاجتماعات في مدينة الاسكندرية كما انه كان  هناك تواصل بينه وبين بعض رهبان دير ابو مقار وظهرت فكاره في بعض كتبهم
 
وللأسف الشديد وجدت أفكاره طريق لدى بعض الخدام ومنهم من أصبحوا كهنة اليوم في مدينة الإسكندرية والقاهرة !
 
وبعد اختفاء سنوات عاد جورج بباوي ليشن هجوم شديد وقاسي ضد قداسة البابا شنودة والكنيسة القبطية بشكل عام وكان ذلك عام 2007
 
بدأ هجومه من خلال مقال في جريدة روزاليوسف ثم تبعه بعدة مقالات ايضا في نفس المجلة والي جانب مقالاته وكتبه على الانترنت ! كانت كتاباته تتسم بالعنف والقسوة والاساءة والتطاول والشتائم اسلوب يظهر انه عاد لينتقم من الكنيسة وقداسة البابا اسلوب من شخص كاره للكنيسة وليس كما يتخيل البعض انه عالم يريد الاصلاح !
 
 اما عن  المقال والهجوم ووقت النشر ومكان النشر كان كل ذلك ليس مصادفة بل ان  أن  هناك من استخدم جورج بباوي وآخرين  في ذلك الوقت وبهذا الشكل  لضرب الكنيسة القبطية وزرع الشقاق فيها وهذا ما سوف نتناوله في الموضوع القادم بنعمة المسيح .
جورج بباوي وضرب الكنيسة القبطية !