ياسر أيوب
منذ ٤٨ سنة.. وأثناء حرب أهلية لبنانية توقعها كثيرون نهاية حزينة لشعب ووطن.. وقفت فيروز تغنى.. سألونى شو صاير ببلد العيد.. مزروعة ع الداير نار وبواريد.. قلتلن بلدنا عم يخلق جديد.. لبنان الكرامة والشعب العنيد.. وفى نفس الأغنية أيضا قالت فيروز.. كيف ما كنت بحبك.. بفقرك بحبك وبعزك بحبك.. بشمالك بجنوبك بسهلك بحبك.. وانتهت تلك الحرب وانتصر لبنان كما كتب الرحبانية وغنت فيروز.
ومنذ أيام قليلة وبعد هجوم إسرائيل وغاراتها على لبنان.. عادت فيروز ونشرت من جديد كلمات أغنيتها الجميلة القديمة كأنها أرادت تذكير الجميع بلبنان الذى سيبقى أقوى من كل أعدائه وسينتصر رغم النار والدم وكل الجروح التى تنزف المرارة والحزن والألم.. وحين سافر نادى النجمة اللبنانى الأربعاء الماضى للمشاركة فى بطولة كأس التحدى لكرة القدم المقامة حاليا فى دولة بوتان باعتباره بطل دورى لبنان الموسم الماضى.
لم يكن فريقا سافر يبحث عن بطولة وانتصار لكنه فقط أراد إثبات أن لبنان لم ولن يموت ولا يزال على قيد الحياة والحب والأمل.. فأكثر من عشرة لاعبين فى الفريق تهدمت بيوتهم واعتذر المدير الفنى الصربى للفريق يوفانوفيتش عن استكمال مهمته وعاد إلى بلده.. وتوقف الدورى اللبنانى بعد أسبوعه الأول ولا أحد يدرى متى سيعود وتوقفت كل ألعاب لبنان نتيجة غارات الكراهية والدم.
واستوطن اليأس نفوس كثيرين فسافر فريق النجمة يبحث عن أمل وليس عن كأس.. فلم تشهد دولة ما عاشه لبنان طيلة خمسين سنة من حروب وأزمات وخراب، وفى كل مرة كان لبنان يعود أجمل مما كان.. ومثلما كانت الرياضة اللبنانية أحيانا وسيلة لتكريس الطائفية والانقسام.. كانت فى أحيان أكثر تأكيدا لهوية لبنان وصلابته ووحدته ووسيلة للبحث عن أى حلم وفرحة.. وبعد الاستقلال بسنوات قليلة.
كان لبنان ثانى دولة عربية بعد مصر تفوز بميداليات أوليمبية.. ففى دورة هلسنكى ١٩٥٢ فاز زكريا شهاب وخليل طه بفضية وبرونزية المصارعة الرومانية.. وفاز حسن بشارة ببرونزية المصارعة الرومانية فى موسكو ١٩٨٠ لتصبح فرحة وسط حرب أهلية دائرة.. ورغم أن لبنان لا يملك بطولات رياضية كبرى باستثناء أربع ميداليات أوليمبية وبعض ألقاب قليلة فى ألعاب أخرى.
إلا أن الرياضة اللبنانية كانت دائما لها أدوار ووظائف أخرى بعيدا عن الفوز والخسارة.. والقيمة الحقيقية للرياضة اللبنانية ظلت دائما فى البيوت والشوارع والساحات.. ولن ينسى لبنان حين فاز نادى العهد فى ٢٠١٩ بكأس آسيا لكرة القدم كأول لقب قارى كروى لناد لبنانى.. وكان انتصارا احتاجه لبنان للخلاص من خوف وقلق وتوتر.
نقلا عن المصرى اليوم