Oliver كتبها
- المسيح إختارني.كان يأتي لي في توقيتات لا أعرفها.لا أتوقعها.يترك تلاميذه و بعيدا عن كل الجموع يلاقينى.كان يناديني إبنى و.كان يكلفني بأمور بسيطة للغاية.فأنا تلميذ الخدمات البسيطة.أعرف ما يعرفه البسطاء. أسكن قرب بيت عنيا .على حدودها مع أورشليم.كنت صديقا مقرباً لوالد مرقس و هو يعرف السيد الرب جيداً..في قلبي أؤمن أن المسيح هو الممسوح المسيا إبن الله المخلص.
- كنت أتبعه متخفياً.لأن بيتي على الحدود, صرت كالحرس الطائف ,ترصدت المسيح فى ذهابه نحو بئر يعقوب .لمحت السامرية من بعيد .حاملة الجرة منطوية ثم عائدة بدون الجرة متهللة ,أبهرني تأثير عمل المسيح معها فتمنيته لنفسي.أنا مثلها حاملاً للجرة .
- فى لقاء خاص طلبت لنفسي إسماً من المسيح فدعاني (مخزيق كانكان) أى حامل جرة الماء فتهللت إذ أنه عالم بأشواقي.بالأمس رأيته جباراً يقيم لعازر.وبإتضاعه أخذني جانباً قائلا لى: حين أرسل لك تلاميذى قدهم إلى علية الزيتون, الفصح عندكم فى علية مرقس .ثم أخبرني أن أحمل الجرة عند مدخل المدينة كل أيام عيد الفطير. لم أسأله لماذا.لعل هذه هى الخدمة البسيطة الجديدة التى أهواها لعله يمتحن محبتي فهو عالم أنني لست مثل أصحاب الأعمال العظيمة. أو لسبب آخر لا أعلمه. قال لي إحمل الجرة هناك و إستعد.ركضت من بيت عنيا حتى بيتنا و لم أتعب..إنتظرت أنقضاء السبت لأحمل الجرة و أنهار ماء حى تنبع داخلي أكرسها للمسيح وحده,
- سأل التلاميذ أين تريد أن نعد الفصح يا معلم.إستدار يهوذا ليعرف أين سيقبض علي معلمه.لكن إجابة المسيح الغامضة أعاقته أن يخون المسيح قبل أن يؤسس لنا الفصح الجديد. جاء التلميذان فوجدانى حاملاً الجرة.أرشدتهما للبيت و إختفيت.جلبت مزيداً من الماء و عدت.علمت أن تلميذاً جاء بعدهما يسأل عن حامل جرة فلم يجدني و عاد خائباً.لم يعلم يهوذا أين المكان و لا مَن حامل جرة الماء فتعطلت مشورته الباطلة حتى يحقق المسيح كامل تدبيره بلا إعاقة.كل التلاميذ كانوا حول يسوع متهللون للإحتفال بالفصح .واحد فقط كان متكدراً لأن خطة خيانته تأجلت يومان.
- ملأتُ الأجران الستة.لعله يحولها إلى خمر جيد كما فعل في قانا الجليل. ساعدنى بطرس كثيرا في ذبح الخروف و سيفه انجز العمل .فرشت البيت و أعددت المائدة .خروف الفصح المسمن مشوياً و المرارة تحته.كان يوحنا قلقاً لشيء لا أعرفه .لم يتكلم كثيرا بينما توما يكاد يكلم نفسه من فرط حيرته.لعل المسيح أخبرهم بشيء لم يستوعبوه أو أن هناك أمرا جلل.
- جاء المسيح فلمعت عيوننا فرحاً.سكبت الماء لأغسل قدميه لكنه هذه المرة أمسك بيدى و أجلسني مكان السيد و غسل قدمي و هكذا فعل مع الجميع حتى يهوذا.تبدل حالنا بعدما إغتسلنا.أنا فخور بالمسيح غاسل الأرجل .كنت خائفا و هو يغسلنى ثم كنت كالطير أهيم عالياً بعدما إغتسلت.ضاع قلق يوحنا و حيرة توما و إنصرف غضب بطرس بعدما إغتسلوا و بقي يهوذا على حاله.
-لم أفهم لماذا غسل أرجلنا فليس هذا من طقس الفصح.ألعله سيصنع طقساً جديداً؟ لكنه إبتدأ يعلم عن الإتضاع.فبغيره لا نقاوة و لا سلام قلب أو فرح.فهمت قدر طاقتي و فرحت بتعليم مسيحنا.
-أكلنا الفصح الذى تعودناه ثم إنصرف يهوذا لسبب لا أعرفه.أومأ لي المسيح أن أغلق الأبواب فأغلقتها.ألعله مزمع أن يخبرنا بأحد أسراره؟ رفعنا ما على المائدة إلا كأساً و خبزة.
- ما فعله لم يكن سراً بالكلام بل سراً فى إتحادنا به.ليته يسمح لى ذات يوم أن أخبركم بما إختبرته عن هذا العهد الجديد .عن جسده و دمه.صارت كل المائدة بما عليها مائدته.أكلنا ما لم يأكله بشراً قبلنا.و علمت لماذا إغتسلنا قبلها.روحاً جديدة دبت في داخلي.إنتهي العشاء الأخير و فتحت الأبواب خرج المسيح و أنا مضيت إلى جبل الزيتون أتبعه.