الأب جون جبرائيل الدومنيكانيّ
ثلاثون عامًا وصوته ما زال يصدح في سماء الحريّة
شكّل الملحّن والمطرب الشيخ إمام ظاهرة فريدة في ثقافة المعارضة بالفنّ أي بالسعر والموسيقى التي عرفتها مصر في الستينيّات والسبعينيّات وبداية الثمانينيّات
الشيخ إمام عيسى يشكّل مع أحمد فؤاد نجم ظاهرة لم تعرفها مصر من قبل بهذا الثراء والتنوع.
كرّس إمام كل موهبته الموسيقية والغنائية، في شراكة لا تُنسى مع الشاعر أحمد فؤاد نجم، لهدف واحد: الثورة والتحرّر ومن أجل الشعب ضد الطغاة.
على عكس سيد درويش، الذي كانت الموسيقى عنده غايةً في ذاتها، كانت عند إمام وسيلةً لكسر القيود، ووسيلة لإيصال جمال الحرّيّة.
اليوم، تمرّ ٣٠ سنة على رحيل هذا الصوت الحرّ، الذي رغم فقدان بصره، فتح عيون الملايين من الشباب على آفاق الحريّة.
من القاهرة إلى بيروت إلى الشام، كانت أغانيه هي الصوت الجهور للفقراء، والمهمَّشين، والمظلومين.
غنّى للثورة، فدفع الثمن:
أشهر سجين بسبب الغناء في العالم العربي.
دخل السجن مرات ومرات، وبقي صامدًا.
ورغم السنوات...
ظلت أغانيه تسكن الذاكرة.
وعندما جاءت ثورة يناير ٢٠١١، غنّى الشباب أغاني إمام كحقيقة حيّة لأول مرة على الملأ يهتف بها عشرات الألوف في وقتٍ واحد "اتجمّعوا العشاق... مين اللي يقدر ساعة يحبس مصر؟"
لكن صوته لا يموت.
ها هو اليوم، بعد ٣٠ عامًا من الرحيل (١٩٩٥ - ٢٠٢٥)، لم يزل يلهم كلّ من يحلم بالكرامة والعدل والحرّيّة، كلّ من يحتفظ في قلبه بذرات من حب الوطن.
🎶 من "بقرة حاحا"
🎶 إلى "شيّد قصورك عَ المزارع"
🎶 إلى "يا مصر قومي وشدّي الحيل"...
🎶 إلى "ممنوع من السفر"...
رحم الله الشيخ إمام... وسيظلّ صوته بيننا