الأب جون جبرائيل الدومنيكانيّ
في العالم الناطق بالعربيّة، حيث الأغلبية مسلمة، يحدث خلط بين مفهوم الوحي في اليهودية والمسيحية من جهة، والمفهوم الإسلامي من جهة أخرى. وفقًا للتفسير الإسلامي التقليدي، يُنظر إلى القرآن على أنه كلام الله نصًا وحرفًا، بينما في اليهودية والمسيحية، فإن مضمون الرسالة يأتي من الله، لكن يتم نقله عبر البشر بأساليبهم وتعبيراتهم الخاصة، دون أن يكون إملاءً حرفيًا مباشرًا.
لهذا السبب، نجد اختلافات في الأساليب الأدبية واللغات داخل الكتاب المقدس، وأحيانًا حتى داخل السفر نفسه. الكاتب المقدّس يستخدم معرفته الشخصية وأسلوبه الأدبي لصياغة النص، وليس من الضروري أن يكون لديه معرفة علمية أو تاريخية تتجاوز عصره. فالرسالة الإلهية هي جوهر الوحي، وليس دقة المعلومات التاريخية أو الجغرافية أو العلمية.
أما الفرق الجوهري بين الوحي المسيحي والوحي اليهودي، فهو أن الكنيسة تقرأ الوحي في العهد القديم والعهد الجديد من خلال يسوع المسيح. فوفقًا للإيمان المسيحي، المسيحيون ليسوا أهل كتاب، بل هم أهل شخص: يسوع المسيح ذاته، الذي يُعتبر الوحي الإلهي الكامل. في يسوع المسيح، لفظ الله كلمته الأخيرة. وبذلك، مقارنةً بين المفهوم المسيحي والإسلامي، فإن المسيح ذاته يساوي القرآن بالنسبة للمفهوم الإسلامي، وليس الكتاب المقدس.
«أمَّا الحقيقة الخالصة التي يُطلعنا عليها الوحي، سواءَ عن الله أم عن خلاصِ الإنسان، فإنَّها تسطعُ لنا في المسيح الذي هو وسيطُ الوحي بكامِلِه وملؤُهُ في آنٍ واحد» كلمة الله - Dei Verbum رقم ٢.
سؤال للنقاش: ماذا أفهم عندما يريني شخصٌ ما معلومات تاريخية وجغرافيّة وعلميّة غير دقيقة في الكتاب المقدّس؟
راجع: المجمع المسكونيّ الڤاتيكاني الثاني، دستور عقائدي في الوحي الإلهي: كلمة الله - Dei Verbum.
https://www.vatican.va/.../vat-ii_const_19651118_dei...(%D8%B1%D8%A7.
الأب جون جبرائيل الدومنيكانيّ