كمال زاخر
الإثنين ٩ يونيو ٢٠٢٥
قضية العروبة محل جدل ليس في مصر فقط انما في بلاد عديدة ناطقة بالعربية، وهي واحدة من تجليات ازمة الهوية بعد ارتباك مفاهيم عديدة نتيجة الهزائم والنكسات والتفكك، والتي وصلت للاحتراب.

والمسئول عن هذا كله قادة وملوك ورؤساء محمياتنا الطبيعية.

وعلى الرغم من أن فكرة القومية العربية كانت تعبر عن موقف سياسي انطلق من مفكري الشام  في مواجهة بطش الخلافة العثمانية، وكانت محاولة للحفاظ علي هويتهم من الذوبان والإندثار، إلا ان تيار الإسلام السياسي، بعد ابتعاثه مجدداً، اختطفها وصبغها بصبغة دينية بالمخالفة لطبيعتها وغايتها. حتى صارا توأماً ملتصقاً!. 

وهذا يفسر هوجة الهجوم على طرح الدكتور عماد جاد، فيما يتعلق بنقل جامعة الدول العربية، والذي في سياقه تعرض لتحديد ماهية الدول التي توصف بالعربية.

فالعروبة لساناً تختلف عن العروبة قومية، وكلاهما ليس الإسلام الذي يتجاوزهما، ويحتوي السنة وقوميات أخرى. 

والقومية العربية بعد ان نقلها الرئيس جمال عبد الناصر من اطار الدعوة الشامية إلي اطار سياسي أوسع يسعى لتوحد دول المنطقة تحت مظلتها، اصابها التحلل والتراجع، ولم يبق لها إلا الصراعات الايديولوچية، والاجتماعات فاقدة المضمون والأثر.

لا أحد يرفض ان نتوحد، ولدينا مقومات الوحدة، التي لم تتوفر لدول أوروبا والتي استطاعت ان تتوحد علي ارضية وحدة المصالح في دعم للتكامل بينهم. وهي عوامل لم يدركها سيلسيو وقادة منطقتنا.

نحن منطقة خارج التاريخ.