اأيقونة العماد

بقلم: ماريانا يوسف
يقول القديس يوحنا ذهبي الفم "ليس يوم ميلاد المسيح هو الذي يطلق عليه الأبيفانيا، بل اليوم الذي عُمد فيه، لأنه استُعلِن وظهر للجميع ليس في يوم ميلاده، بل في يوم عماده، فقبل يوم عماده لم يكن معروفاً للشعب".
والمعروف أن أيقونات العماد الأرثوذكسية توضح نزول السيد المسيح إلى الماء، وهو ما يؤكد عليه الفنان القبطي من العقيدة الأرثوذوكسية، والتي تؤكد حتمية العماد بالتغطيس، لأن السيد المسيح قد عمد بالتغطيس وليس بالرش، وهذا ما تمسكت به كنيستنا الأرثوذوكسية "فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء" مت 3 : 16، فكلمة "صعد" تدل على أنه كان نازلاً في الماء أي مغطساً فيه.
ولكن ما يميز تلك الأيقونة المأخوذة من كنيسة العذراء المعلقة بمصر القديمة، والتي تعود للقرن الثامن عشر الميلادي، والتي رسمها يوحنا الناسخ. هو وجود الحية التي ترمز إلى الشيطان "الحية القديمة" تحت أقدام السيد المسيح له المجد، مما يثبت أن المعمودية هي جحد للشيطان وإبطال لشوكته "الموت".
كذلك يظهر في الصورة حمامة من أعلى السماء إشارة إلى الروح القدس الذي ظهر وقت عماد الرب يسوع على هيئة حمامة، والصوت القائل "هذا هو إبني الحبيب الذي به سررت" مت 3 :17
والمعروف أيضاً أن القديس يوحنا المعمدان ولد من والدين تقيين وهما الكاهن زكريا وأليصابات، فبينما زكريا يصلي في الهيكل ويبخر ظهر له ملاك الرب قائلاً: لا تخف يا زكريا لأن طلبك قد تحقق وستلد زوجتك أليصابات ابناً وتسميه يوحنا، ويكون لك فرحاً وابتهاجاً، وسوف يكون عظيماً أمام الرب، وخمراً ومسكراً لا يشرب" فقال له زكريا: "كيف يتم هذا وأنا شيخ وزوجتي متقدمة في العمر" فأجاب الملاك قائلاً "ستكون صامتاً ولا تقدر أن تتكلم لأنك لم تصدق كلامي".
وبعد تلك الأيام حبلت أليصابات وأخفت نفسها خمسة أشهر، وفي الشهر السادس حبلت السيدة العذراء وذهبت لزيارة نسيبتها أليصابات ومكثت عندها ثلاثة أشهر، ولما تم ولادة أليصابات، فرح الجميع، وفي اليوم الثامن جاءوا ليختنوا الصبي ويسموه باسم زكريا، فطلب زكريا لوح وكتب عليه اسم يوحنا فتعجب الجميع، وفي الحال انفتح فمه ولسانه وتكلم وبارك الله.
لقد نمى يوحنا بتقوى من الروح القدس، وكان في البراري يأكل جراداً وعسلاً برياً إلى يوم ظهوره لإسرائيل، وكان يدعو الناس إلى التوبة "أعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة، كل واد يمتلئ، وكل جبل وأكمة ينخفض، وتصير المعوجات مستقيمة، والشعاب طرقاً سهلة" ( لو 3: 4،5)، كل ذلك ليتحقق قول النبي إشعياء: "صوت صارخ في البرية، أعدوا طريق الرب". (أش 4: 3-5)
و كان يعلم الشعب قائلاً: "من له ثوبان فليعط من ليس له، ومن له طعام فليفعل هكذا" لو 3: 10
فلما كان الجموع يأتون إلى يوحنا ليعتمدوا، وكانوا يظنون أنه المسيح صرخ وقال: "أنا أعمدكم بالماء، ولكن يأتي من بعدي من هو أقوى مني، أنا لا أستحق أن أحل سيور حذائه، فهو يعمدكم بالروح القدس ونار" لو 3 :16
ولما بلغ السيد المسيح سن الثلاثين، ذهب لنهر الأردن واعتمد من يوحنا المعمدان، وللحين انحدر عليه الروح القدس في صورة جسمية مثل حمامة، وجاء صوت من السماء يقول: "أنت ابني الحبيب بك سررت".
وفي تلك الأيام تزوج الملك هيرودس من هيروديا زوجة أخيه، وكان هيرودس يخاف يوحنا، وقد قال له يوحنا لا يجوز الزواج بزوجة أخيك، فهذا لا يحل لك، لذلك سجن هيرودس يوحنا. وكانت هيروديا حاقدة على يوحنا من ذلك، وفي عيد ميلاد الملك هيرودس دعا العظماء والقادة لعشاء فاخر، ودخلت ابنة هيروديا لترقص فسر هيرودس الملك والمتكئين معه وقال الملك لها: اطلبي ما تشائين وسوف يتحقق حتى ولو نصف مملكتي، وأقسم على هذا أمام الجمع، فخرجت الصبية لأمها وتشاورت معها وطلبت رأس يوحنا المعمدان على طبق، فحزن الملك جداًً لأجل القسم، فللوقت أرسل الملك سيافاًً وأمره أن يؤتى برأسه. وأتى برأسه للصبية، والصبية أعطته لأمها.
بعد ذلك أتى تلاميذه ورفعوا جثته ووضعوها في القبر.

جميع الحقوق محفوظة لـ دراسات مصرية، موقع تابع للأقباط متحدون

© 2006 Copts United  http://www.copts-united.com/, all rights reserved .
Best view : IE6 ,IE7  Screen resolution 800 by 600 pixels