![](../art_story_files/egyptian_art_pages.jpg) |
|
بقلم/
سوزان قسطندي
14 ديسمبر 2006
القرنان الخامس والسادس:
أشار القديس أغسطينوس إلى رسم صور للسيد المسيح
ورسله على حوائط الكنائس كعادة منتشرة في أيامه..
ولقد امتدح القديس فن الرسم كعمل يمكن أن تسنده نعمة
الله قائلاً: "الأمور الجميلة التي تعبر من الفنانين
إلى أياديهم مصدرها الجمال (الله) الذي هو فوق كل
النفوس، الجمال الذي تلهج فيه نفسي ليل نهار".. كما
امتدح الأيقونات الخاصة بذبح إسحق المنتشرة في
الكنائس، وإن كان قد هاجم الذين أساءوا استخدام
الأيقونات.
وقد شارك الأباء في دعم وتعضيد صانعي الأيقونات،
ومنهم القديس باسيليوس الكبير، والقديس إغريغوريوس
الكبير، والقديس نيلس السينائي وهو من تلاميذ القديس
يوحنا ذهبي الفم.. وأوستيروس أسقف أماسيا (بالقرن
السادس) الذي وصف بدقة الأيقونة الخاصة بالشهيدة
أوفيميا وأقرظها وقارنها بأعمال فنية لكبار الفنانين
في عهده، وقد استعان مجمع نيقية الثاني عام 787م بنص
مقالته كبرهان قوي على ضرورة توقير الأيقونات.
وقد كان يتم تدشين الأيقونة وإكرامها ورفع البخور
أمامها..
وكانت الأيقونات تشير إلى شيء مستقبلي كالنبوءة
مثلاً أو الرمز.. ففي أيقونة السيدة العذراء حاملة
الطفل يسوع نجد إنسان يشير إلى نجم في السماء وهذا
إشارة إلى خدمة السيد المسيح المستقبلية.. وأيضاً
السفينة كرمز للكنيسة، والطاووس كرمز للخلود وبهاء
الفردوس، والسمكة كرمز للسيد المسيح، والعنب أو
الكرمة كرمز لدم السيد المسيح..
الأيقونات والبدع:
كان للعقيدة الأرثوذكسية الأثر الكبير على الفن
القبطي، وكانت الأيقونات أحد الأسلحة التي واجهت بها
الكنيسة المضللين والمبتدعين.. فبعد مجمع أفسس
المسكوني الثالث عام 431م وإدانته لبدعة نسطور، ظهرت
أيقونة السيدة العذراء والدة الإله (الـ "ثيئوطوكوس")
- وهي صورة للسيدة العذراء الملكة وهى تحمل الملك
المسيح (الطفل يسوع) إلى يسارها - لتؤكد أن السيدة
العذراء مريم هي أم الله المتجسد والقائمة عن يمينه
بمجد عظيم "جلست الملكة عن يمين الملك" (مز 45: 9).
تدشين الأيقونة:
يقوم بطقس التدشين الأب الأسقف، ويعاونه في ذلك
الآباء الكهنة.. وفى الصلاة التي يصليها الأب الأسقف
لتدشين الأيقونة يذكر الأساس الكتابي واللاهوتي لعمل
الأيقونات، وعمل الروح القدس في تقديسها ولذلك
يرشمها بزيت الميرون..
التدشين هو التكريس أي التقديس والتخصيص لله.. فتصير
الأيقونة بعد تدشينها أداة مقدسة لإعلان حضور الله
بفعل الروح القدس، لذا وجب تكريمها والتبخير أمامها
بكل وقار..
يبَّخر الكاهن أمام أيقونة القديس تمجيداً وإكراماً
لوجه الله وحضوره في هذا القديس، مثلما يبخر أمام
أفراد الشعب الحاضرين في الكنيسة إعلاناً عن حضور
الله في الإنسان (المخلوق على صورة الله والوارث
لمجد الله)..
القرن السابع:
أبدى المؤرخ بيديه Bede ملاحظة هامة على الرسم في
الكنيسة الإنجليزية الأولى.. إذ يروى أن بنديكت سكوب
في عودته من الرحلة الثالثة إلى روما عام 657م أحضر
معه صوراً مقدسة يزين بها كنيسة القديس بطرس التي
أنشأها في مونكويرموث، حوت صور العذراء مريم والإثنى
عشر تلميذاً وأخرى مأخوذة عن أحداث الإنجيل وأخرى من
سفر رؤيا يوحنا.. وفى رحلته الخامسة حوالي عام 685م
جلب بنديكت مجموعة كافية من الصور المستقاة من
التاريخ الإلهي تملاً الكنيسة المقامة باسم العذراء
مريم في دير ديرموث، كما أحضر أيضاً لكنيسة القديس
بولس في جارو صوراً تحمل الرموز والأصل في نفس الوقت
مثل صورة تضم إسحق يحمل حطب المحرقة والمسيح يحمل
صليبه، وأخرى تحوي الحية النحاسية والمسيح على
الصليب
_____________________
المراجع:
الكنيسة بيت الله - للقمص تادرس يعقوب ملطي
تأملات في طقس تدشين الايقونة - لنيافة الأنبا
رافائيل (بمجلة رسالة الشباب الكنسي، عدد خاص عن
الفن القبطي - يناير وفبراير 1998م)
الفن القبطي (بمجلة ميناء الخلاص – يناير 1999م) | | |
جميع الحقوق محفوظة لـ دراسات مصرية، موقع تابع
للأقباط متحدون |
© 2006 Copts United
http://www.copts-united.com/,
all rights reserved . Best view : IE6 ,IE7 Screen
resolution 800 by 600 pixels |
![](../art_story_files/table3a.jpg) | |
|