مابين
القديم والحديث
بقلم الأب/ بيجول باسيلي الجزء الثالث
قصة
التعليم المخالف المسمى باللفظ البحيري القديم:
من الأمور المعتادة في تاريخ الكنيسة، بل وفي تاريخ
أي جماعة بشرية، أن يظهر من وقت لآخر بعض الأشخاص
الذين ينادون بآراء أو بتعاليم غريبة، ففي مجال
اللغات كما هو في أي مجال آخر من مجالات الفكر أو
العقيدة أو الحياة أو النشاط الإنساني بصورة عامة،
نجد من يحاولون نشر أفكارهم وتأليفهم المخالفة، وهذا
في حد ذاته ليس عيباً، بل هو أمر طبيعي جداً، إنما
العيب كل العيب، أن يدعي أي شخص لنفسه وحده دون سواه،
الحق المطلق في كل ما يقول، وأن أفكاره وتأليفاته هي
الوحيدة الصحيحة والأصيلة والـ...،،، وهي قمة الكمال
والجمال والعذوبة والطلاوة والحلاوة.. إلى آخر ما
يمكن أن تجود به قريحته الخصبة من أوصاف ومسميات،
وأن كل ما عداه باطل وخطأ فادح وشر فاحش وضلال
وفساد.ومشوه ودخيل.
ثم أن يحاول صاحب هذا الفكر المخالف أن يفرض رأيه
على الآخرين باستخدام طرق ووسائل ملتوية، كأن يلجأ
إلى أصحاب النفوذ والسلطان المطلق يستميلهم إلى رأيه
بالدهاء والتملق والاصطياد في الماء العكر بينهم
وبين غيرهم، حتى يضمن تأيدهم له أو على الأقل السكوت
عنه وعدم معارضته أو التصدي له.
ففي مجال اللغة القبطية ظهرت عدة آراء واتجاهات
مختلفة، مثل من ينادي باستخدام الحروف اللاتينية
لكتابة اللغة القبطية، وآخر ينادي باستخدام الحروف
العربية، وثالث ينادي بوضع أبجدية قبطية جديدة،
ورابع ينادي بالعودة إلى البحيري القديم، وخامس
بالعودة إلى الصعيدي القديم...، وهكذا.
ولكن أخطر ما ظهر من كل هذه الاتجاهات والتعاليم
المخالفة، هو ما يسميه صاحبه وأتباعه المنقادين
ورائه بـ "النطق البحيري القديم".
فما هي حقيقة هذا التعليم؟
في سنة ١٩٦٧ بدأ الشماس الدكتور إميل ماهر (القس
شنودة ماهر) في نشر وتعليم نطق مخالف لنطق الكنيسة،
أطلق عليه اسم النطق البحيري القديم، ووصفه بأنه
النطق الأصيل والصحيح والقديم، دون أن يحدد لنا زمن
هذا القديم، أهو نطق القرن الرابع أم هو نطق القرن
الرابع عشر!؟، أهو نطق القرن الثامن أم هو نطق القرن
الثامن عشر!؟ فكلمة قديم كلمة مطاطة لا تصلح لأي
استخدام علمي دون تحديد زمن هذا القدم.
ولم
يكتفي صاحب هذا القديم الغير محدد بأية فترة أو بأي
زمن تاريخي معين بالإدعاء بأنه هو وحده الأصيل
والصحيح، بل بدأ يهاجم نطق الكنيسة الموحد هجوماً
عنيفاً ويصفه بأوصاف غير لائقة.
إن القس شنودة ماهر(د. إميل ماهر) كشخص وكأخ عزيز
أكن له كل تقدير واحترام ومحبة، ولكن كتعليم مخالف
لابد أن أقاومه مقاومة لأنه كان ولا زال ملوماً.
ولكي تكون الأمور واضحة، لابد من الحديث عن النقاط
التالية:
1 ـ أهم ملامح هذا التعليم المخالف.
2 ـ ملاحظات عامة حول هذا التعليم والنطق المخالف.
3 ـ موقف الكنيسة الرسمي والمعلن تجاه هذا التعليم
المخالف.
4 ـ تعليم قداسة البابا شنودة الثالث.
5 ـ رأي الدكتور راغب مفتاح.
6 ـ رأي الدكتور بلاملي أستاذ اللغة القبطية بلندن.
7 ـ تجربة الأستاذ بيسنتي رزق الله أستاذ اللغة
القبطية بالإسكندرية
8 ـ كلمة هادئة ونداء محبة إلى أ تباع هذا التعليم
المخالف...
1 ـ أهم ملامح هذا التعليم المخالف
أ ـ أسماء الحروف
ألفا ـ ويضه ـ غمه ـ دلده ـ آييا ـ سوو ـ زاده ـ
هاده ـ تيدا، تيته ـ يوضه ـ كبا ـ لولا ـ مي ـ ني ـ
إكسي ـ أو ـ بي ـ رو ـ سيما ـ ضاو ـ ها ـ في ـ
كي ـ إبسي ـ أوو ـ شاي ـ فاي ـ خاي ـ هوري ـ جنجا ـ
جشيما ـ دي.
وواضح جداً هنا تأثير الأصوات العربية على أسماء هذه
الحروف القبطية