هل وصلنا لنهاية الطريق؟
بقلم: عزت بولس
لا يمكن لأي منصف أن يُشكك في أن المواطن المصري المسيحي يعانى تمييزًا واضحًا بكل مناحي الحياة داخل مصر بسبب عقيدته، التي هى ليست بالدين الرسمي للدولة، إضافة إلى أنها تُغضب الأغلبية من المصريين المبرمجين من قبل الإعلام بكافة وسائله على أن الأخر الديني لا يستحق أن يكون مواطن متساوي معهم في الحقوق والواجبات.
هناك عدد قليل جدًا من الجماعات والأفراد التي تعمل من داخل مصر لمساعده المصري المسيحي وغيره على أن يعبروا الحواجز التي تعوقهم وتمنعهم من أن يصبحوا مواطنين كاملي "المواطنة " إن جاز التعبير، وهؤلاء رغم قلة عددهم ومحدودية نشاطهم في بعض الأحيان إلا أنه لا يمكن إغفال دورهم.
هنا قد يتساءل البعض قائلاً وما الذي أستطاع أن يحققه المصريين المسيحيين بالقارات الخمس"أقباط المهجر" من أجل إستعاده المواطنة الكاملة لأهلهم الذين يعانون في الداخل من التمييز الديني والفرز الطائفي؟ أقول لهم أقباط الخارج وخاصة الناشطين منهم عبر إعلان هويتهم الحقيقية-يُعرضهم ذلك لبعض الملاحقات الأمنية خاصة إذا كانوا يزوروا مصر على فترات متقاربة- ساهموا في تحقيق حراك كبير إيجابي داخل مصر عن "الأزمة القبطية" بإعتبارها أزمة مصرية، وشارك معهم في نشاطهم هذا أقباط الداخل بحماس كبير،و بعودة سريعة لتاريخ سنوات قليلة مضت يمكنني القول أن "الإنتفاضة القبطية" بدأت في الإنطلاق مع الطفرة التكنولوجية في مجال الشبكة العنكبوتية،والتي بدأها أقباط الخارج في البداية عبر تصميم مواقع لعرض أنشطة كنائسهم عبر الانترنت،ثم أمتد الأمر لعرض أزمات المواطنة في مصر.
مع الوقت إزداد نشاط تلك "المواقع الإليكترونية" وبادر بعض أصحابها في تأسيس "منظمات قبطية" خاضعة لقوانين البلاد التي يعيشون بها، وبذلك التأسيس لمنظماتهم أصبح لهؤلاء النشطاء رؤي سياسية مستقلة تمامًا عن مؤسسة "الكنيسة"،وبالفعل بدئوا إعلان تقييمهم لقضايا وطنهم عبر الإجتماعات ثم المؤتمرات ثم التظاهرات، المثير للأسف بحقيقي في كل ذلك النشاط الإيجابي هو الإستقبال من قبل الحكومة المصرية التي تعمدت من خلالها رجالها إهانة هؤلاء النشطاء بالسب عبر مختلف وسائل الأعلام إضافة لنعتهم بأبخس الصفات التي هى في حقيقتها إتهامات خطيرة ك "الصهيونية،العمالة،الإستقواء بالأجنبي.....".
الصحف في مصر أستغلت هذا الموقف الحكومي لزيادة مبيعاتها وبدأت تخترع مواد صحفية بعناوين متدنية عن نشطاء المهجر، ورجل الشارع المغيب منذ عهد عبد الناصر والغير موجود بالأساس عقله في العصر الحالي بدأ عبر ذلك الموقف الحكومي والجرائد المصرية المفتقدة للكثير من المهنية في تكوين رأي مغلوط عن المعاناة التي يعيشها غير المسلم السني في مصر.
لقد أصبح المصري يستبيح العنف لأنه عبر "شريعة الغاب" وحدها يحقق أهدافه اليومية والمستقبلية، وحتى الصلاة وسيلتنا للحديث مع الله أفُرغت من محتواها الذي تعلمناه ونحن صغار داخل مصر،و أصبحت الأن وسيلة جيدة الآن لإخراج أناس مشحونين بالغضب والحقد والكراهية والرفض؟.
المصري الأن مع الأسف وأقولها ويعتصر قلبي الألم أصبحت معاييره كلها للحكم على الأشياء مغلوطة، فجلسات "الإذلال العرفي"التي تُعقد بين طرفين غير متكافئين أحدهما قوة طاغية والأخر ضعيف مجني عليه وخاسر يصفها كثير من المصريين بأنها"عادلة" تحمى الوطن من التطاحن الطائفي وليس مهم على الإطلاق تحقيق العدالة ومعاقبة الجاني، فالمهم أن نداري جروحنا ومشكلاتنا ليظهر على السطح شكل مثالي لمعاني كثيرة لكن تقيح الداخل غير مهم.
والأن هل وصلنا لنهاية الطريق بعد أن طالبنا وتظاهرنا وعقدنا المؤتمرات؟ والحكومة المصرية "ودن من طين والتانيه من عجين" إلا في بعض الإستجابات الصغيرة -يظن البعض أن الإعتراف بتحقيق بعض التقدم في الإستجابات الحكومية لمطالبنا ينتقص من عدالة قضيتنا وأعتقد أنهم مخطئين- لماذا لا نفكر معًا في تحديات مستقبل قضيتنا ونجري " العصف الذهني - تحفيز التفكير brainstorming " وهذا ما أدعو له بنهاية مقالي أن نجريه معًا حيث أطرح عليكم عدد من التساؤلات وسأستقبل مشاركتكم على بريد إليكتروني مخصص للتواصل مع أطروحاتكم وبمقالي القادم سأقوم بتصنيف ما وصلني منكم من مشاركات وساشأرك في التعقيب عليها والمساهمة بتنفيذ بعضها إذا كان متوافق وطبيعة إمكانيات منبرنا الإعلامي"الأقباط متحدون".
كيف يمكن تكوين رأي عام برأيك ؟ وهل ترى أن "الرأي العام" أداة قوية للتأثير على صُناع القرار داخل مصر؟ أيهما أقوى برأيك في التأثير الرأي العام الداخلي أم الخارجي الذي يعتمد على المؤسسات الحقوقية الدولية؟ هل تعتقد أن الرأي العام هذا بكافة أنواعه كان سيساهم بدور إيجابي للعدول عن القرار الحكومي بـ"ذبح الخنازير"؟ هل ترى أن الكنيسة كمؤسسة دينية يجب أن يكون لها دور في الحراك الذي يحاول الأقباط وغيرهم إحداثه لتحقيق مواطنتهم الكاملة أم تعتبر أن الدور الكنسي هو مزج بين الديني والسياسي؟ هل تؤيد الرؤى التي تؤكد أن المسيحيين لن يخرجوا للحياة العامة إلا بدفعة قوية من رجال الدين المسيحي؟ هل ترى أنه قد أن الوقت لنقل المؤتمرات التي تتحدث عن "المشكلة القبطية" داخل مصر؟ إن كُنت غير مؤيد فلماذا؟ هل تعرف كيفية إستخراج البطاقة الإنتخابية؟ هل تعرف كم عدد الأحزاب بمصر وكيفية المشاركة بها ونوعية برامجها السياسية؟ هل سبق لك المشاركة بنشاط تنموي تابع لأي جمعية أهلية؟ هل تعلم كيفية المشاركة أم ترغب فقط ولا تعرف الوسيلة؟.
سنُغلق التعليقات على المقال وسيظل متاحًا على الصفحة لمدة أسبوع لإستقبال مشاركتكم، ويمكن أن تكتفوا فقط بالإشارة للحروف الأولى من أسمائكم في حال رغبتكم الاحتفاظ بإخفاء هويتكم الشخصية.
في إنتظاركم
Brainstorm@Copts-united.com
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :