حرب الجزائر ومصر
بقلم: ماجد سمير
كتب عمنا الراحل بيرم التونسي عليه السلام منذ عقود طويلة عن العرب في زمنه، ولو عاش إلى الآن لكتب نفس القصيدة بنفس الحروف ولكن الإختلاف الوحيد سيكون في عدد المواليد، بدأ الراحل قصيدته بما يشير إلى إقتناعه الشديد بعدم جدوى ما سيقوم به من عمل إبداعي قائلاً: من قبل ما أكتب أنا عارف القــــــول ضايــــع ......والأجــر بالتأكيد ذاهــب حسب الشـايـــــع والشتــم حايجينى مسوجر من واد صـــايــع .....مهما اتكويت بالنار والزيـت برضــك فنــــــــان.
تذكرت قصيدته بعد أحداث مباراة مصر والجزائر وما أعقبها من قتال لا علاقة له بالرياضة من قريب أو بعيد، وفعليًا ما أشبه الليلة بالبارحة قتال غزوة (إستاد القاهرة) وما سيحدث اليوم في عزوة (إستاد أم درمان)، فالعرب أثناء الجاهلية قاتلوا بعضهم البعض أربعون عامًا، ودي فترة في مصر ممكن الواحد يطلع له منها معاش، دخلت قبيلة "عبس" في حرب مع قبيلة "ذيبان" استمرت لمدة أتمنى أن تنضم لتأمينات حتى يزيد معاشي وقت العجز.
والسبب أن الحصانين "داحس" نجم منتخب "عبس " الوطني "والغبراء"، وأعتقد أنه لا توجد علاقة بين إسم الحصان ومنطقة "غمرة " بالقاهرة إلا إذا كان المؤرخ الذي ذكر الموضوع كان مصابًا بالزكام والبرد فكتب حرف الميم "باء" وأضاف حرفي التعريف حتى لا يصبح الأمر "نكرة"، أسرع حصان في تاريخ فريق "ذيبان" القومي والحاصل على الحدوة الذهبية في سباقات خيل الحكومة لمدة ستة أيام ولم يحسب الجمعة لأنه كان أجازة إسبوعية، قد سبق أحدهما الآخر أثناء سباق الخيل.
وربما يتطور الأمر بين الشقتيتن مصر والجزائر ويصل إلى حد القتال، ويتم تكوين مليشيات قتالية من الطرفين مثل ملشيات فضيلة الكابتن "محمد أبو تريكة" التي ستقال طبقًا لمنهج ديني بحت، وكذالك كتائب البلدوزر "عمرو زكي"، وسيصبح سمير زاهر رئيسًا لمجلس الحرب الكروية، وبالطبع سيقوم أهالينا الجزائريون بنفس الوضع وستظهر كتائب "حليش" و"ملشيات لومشية" ورغم أنه بالتقريب اسم فرنسي إلا أنه يجوز.
وإستمرت كتابة عمنا الراحل تشير إلى كل البلاد العربية موضحًا: يا مصري وانت اللي هاممني من دون الكل....هزيـــــل ويحسبك الجاهــــل عيّان بالسل .....من دي الكيــوف اللي تصبّر على كثر الذل.....ونمــت .....والعالـــــم فايـــــــق قوم بص وطـلّ.....وشوف الشعوب واتغص ودوب وارجع انسان.
نسى المصري كل شيء من أجل مباراة كرة قدم لم يعد أحد يتذكر ضحايا القطار الأخير أو القطار الذي إحترق منذ سنوات، أو غَرِقي العبارة أو قَتلي صخرة الدويقة (التي رفض أكبر نجم في الفريق الوطني المصري المشهور بقربه الشديد من الله)
التربح لهم فعلى حد فهمه الخاطيء لجغرافية القاهرة سكان الدوقية أقباط.
عندما جاء دور المغرب العربي في قصيدة "بيرم" كتب: والمغـــربي المسلم "راخر أبو زر" فاشـــــوك .....لما انتقدتــه فزع قــال لي يلعن .... بــــوك......وانا اللي قصدي أشوف قيده ...يصبح مفكوك..........لقيته فرحـان به راضـــــى طيّب .. مبـروك .....خليك فقيــر دق البنديـــر وكل التغبــــان" وهي أكله فقيرة مشهورة جدًا عند أهالينا هناك"، نفس الحال هناك لم يعد أي شخص يتذكر المشاكل المهم هو الإنتصار على المصريين في حرب كرة القدم، وإختتم الراحل قصيدته يا شرق فيك جــو منّـــــور والفكر ظـــــــــلام .....وفيــــــك حراره ياخسـارة وبرود أجســــــــام ......فيـــك سبعميت مليون زلمه لكن أغنــــــــــــام.....لا بالمسيح عرفوا مقامهم ولا بالإســــــــلام .....
هي الشموس بتخللى الرؤس كدا هو بدنجـان
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :