الأقباط متحدون | دفءُ العَطاء
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٠:٢٤ | الثلاثاء ١٧ سبتمبر ٢٠١٣ | توت ١٧٣٠ ش ٧ | العدد ٣٢٥٤ السنة الثامنة
الأرشيف
شريط الأخبار

دفءُ العَطاء

الثلاثاء ١٧ سبتمبر ٢٠١٣ - ٤١: ٠٢ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

للأطفال بقلم : زهير دعيم
 
لينا طالبة خلوقة ومجتهدة ومُرهفة الاحساس ، والأهمّ من ذلك أنّها تميل لعمل الخير.
 
 في احد الأيام الدّراسيّة خطر على بال مربيّة الصّف أن تقوم وصفّ لينا بزيارة ملجأ العجزة في البلدة.
 
 استغرب معظم الطلاب حينها ، فهم تعوّدوا على الرحلات والنزهات الترفيهية والعلميّة .
 
 ولكن سرعان ما اقتنع الطلاب بجدوى هذه الزيارة ، بعد أن شرّحت لهم المربيّة  أهمية القيام بمثل هذه الزيارات ، وكيف أنّها تُدخل الفرحة الى قلوب المسنّين.
 
 نعم اقتنع الطلاب ، ولكن لينا لم تكن بحاجة الى اقتناع ، فهي مُقتنعة أصلا ، وتتشوّق الى القيام بها، فقد ناجت نفسها قائلة : 
يا الهي كم أنا متشوّقة الى مثل هذه الخطوة !! ولكن هل يا ترى سيفرح النزلاء هناك ؟ وهل سيكون بمقدورنا ان نُدخل الفرحة الى قلوبهم؟
 
 وجاء اليوم الموعود وحدثت الزيارة ، وجاء وقعها طيّبًا على الطلاب والمُسنّين الذين شاركوهم  أكل " الهريسة" التي احضرها الطلاب معهم والتي طالما أحبّوها.
 امتدح المسؤول عن الملجأ  هذه الخطوة واعتبرها مباركة .
 
 وقُبيل خروج الطلاب من الملجأ لاحظت لينا أن هناك عجوزًا يلبس كنزة قديمة ، فاقتربت منه بلطف ومحبة وسألته : " أتريد يا جدّي أن احضر لك في المرة القادمة كنزة صوفيّة جديدة ؟
 
 فهزّ الشيخ رأسه بخجل وكأنه يقول نعم.
 
 عادت لينا الى البيت ، وكلّ تفكيرها يدور حول الملجأ والكنزة ، وعندما سألتها الأمّ عن الزيارة قالت باختصار : لقد كانت مُدهشة وفي منتهى الرّوعة.
 
 دخلت لينا الى غرفتها وهي تتخذ قرارًا لا رجعة فيه: لن يبقى هذا العجوز بهذه الكنزة القديمة.  لا... بل سأوفر له ولغيره كنزات جديدة ولو اقتضى الامر ان أحرم نفسي من المصروف اليومي ، بل وأن أشحذ.
 
 بالفعل بدأت تجمع المصروف ولكنها  وقفت بعد اسبوع لتكتشف  انّ ما وفرته لا يكفى لشراء نصف كنزة !!! فبدأ اليأس يتسرّب الى نفسها ،...خاصّة وان  الشّتاء لا ينتظر والكنزات لا تُلبس في الصيف...اذن لا بدّ من عمل شيء ..لا بُدّ من القيام بخطوة ما.
 
 فكّرت لينا وفكّرت لعلّها تجد حلاً ، وأخيرًا قادها تفكيرها الى الحصّالة ، فابتسمت وقالت في نفسها : "وجدتها"  "وجدتها "
ثمّ سرعان ما تجهّم وجهها ، فالحصّالة مشتركة مع أخيها نادر الذي يصغرها بسنتين ، ولا بدّ من استشارته.
 
   في اليوم التالي وأثناء عودة لينا وأخيها من المدرسة ، حدثته عن مشروعها الخيريّ ، وعن الملجأ والمسنّين  وعن حاجتهم الى كنزات تردّ عنهم وخزات البرد ، وسألته ان يسمح لها بمال الحصّالة هذه المرّة ووعدته ان مال الحصّالة سيكون له وحده في المرّة القادمة.
 
 وكم كانت دهشتها كبيرة حين اعلن لها نادر أنّه سيشاركها في المشروع ولا يريد مرّة قادمة، فإنّه يرى في هؤلاء المُسنّين جدّه وجدته.
عانقت لينا أخاها وهو توصيه ان يبقى الامر بينهما سرًّا.
 
  في احد الايام وبعد ان عاد ابو نادر من عمله وتناول طعام عشائه،  جلس ليرتاح على الكنبة ويقرأ في احدى الصُّحف،
فإذا به يحملق في خبر ما تتوسطه صورة ملوّنة وجميلة ، فتمتم قائلا  : لا ...لا اصدّق... أمعقول.. !! كيف فعلاها دون علمنا..يا الهي ما أروعهما ..يا الهي ما أروعهما.
 
 ثم اخذ ينادي بصوت عالٍ والفرحة تملؤه : لينا ...نادر ..لينا ..ونادر.. تعالا..تعالا.
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :