61 عاماً لم يغيروا شيئاً
بقلم : مادونا شاكر
فى يوم الخميس الموافق 10 ديسمبر تتم الذكري ال61 لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي صدر عام 1948.. والذي كانت فى مقدمة الدول التي وقعت عليه مصر .. في الحقيقة الواحد محتار يفرح ويزغرد لما يسمع آسم بلده التى يحبها ويفتخر أنها كانت السباقة فى التوقيع على مواثيق حقوق الإنسان .. ولا يلطم ويولول علي الحال الذي وصلنا إليه والذي فقنا فيه دول ما وراء الطبيعة وبلاد آكلي لحوم البشر في إنتهاك آعز ما يملكه الإنسان المصري شرف الحرية .. يقول الدكتورفتحى سرور رئيس مجلس الشعب وصاحب إقتراح الإعلان العالمى للديمقراطية فى عام 1997 .. أن للإقتراح ثمانية مبادئ منها آن الديمقراطية تقوم علي سيادة القانون .. ومباشرة حقوق الإنسان وتفسيح المجال ( جايه من فسحة إلي الرفيق الآعلي لكل من تسول له نفسه مجرد التفكير) للمنافسة السياسية المفتوحة للوصول إلي السلطة وآمام المشاركة الشعبية ( نسبة إلي مطرب الشعب شعبولا مخترع وهييييييه ) العريضة والحرة وفقاً للقانون نصا وروحاً .. حيث تتوفر في ظل هذه الديمقراطية مؤسسات فاعلة وثابتة وكلها تتوقف علي إرادة المجتمع وتتماشي مع حقوقه ومسؤلياته في مجتمع مدني نشيط يشجع قاطنيه علي المشاركة الفعالة .. بصراحة إختراع الديمقراطية الذى إبتدعه الدكتور فتحى سرورمنذ عام 1997
جديد وغريب على مسامعنا حتى وقتنا هذا .. لأننا لم نرى حرف واحد يُطبق علينا مما نادى به .. ولا أظن أنه كان يخص الشعب المصرى من أساسه .. ربما يتكلم عن أنظمة أخرى لها آذان تسمع بها صرخات وآنين شعوبها .. والأرجح إن سيادته كان بيحلم اللهم أجعله خيرإنشاءلله .
على أى حال من حوالي شهرأو أقل في برنامج الكره في دريم آثناء أحداث الجزائر ومصر .. إستضاف مقدم البرنامج الكابتن مصطفي عبده بعض الفنانين الذين تعرضوا لتحرشات وإعتداءات الجزائريين فى السودان .. ومنهم الفنان طارق علام الذي كان منفعلاً عن آخره وبح صوته وهو يحكي ما حدث معهم .. وكان يتوعد من قاموا بهذه الأفعال الإجرامية والتخريبية بآنه سيطاردهم حتى محكمة العدل الدولية فى لاهاى حتى يحصل على حقه كاملاً .. لأنه تعرض للهجوم و أصيب بالذعرخوفاً على حياته وكانت نتيجة ذلك أن ضغطه يا حرام إرتفع .. وراح الضيوف الباقين يصفون مشاعرهم ويؤكدون علي كلامه .. وهاجت الدنيا وقتها فكيف لبلد عربي إسلامي شقيق يتعدي علي مثيله ؟!! .. وكان لهذا الحدث الجلل صدى مبالغ فيه زيادة عن اللزوم .. ونسي آو تجاهل الجميع وجود مشاكل أفظع وأعمق تنهش فى أوصال هذا الوطن أجدر بالإهتمام والإلتفاف حولها أكثر من هذه التفاهات التى هزت طارق علام وغيره .. وأن هناك فئة من الشعب المصري تسمي بالآقباط تعاني الأمرين من شركاء الوطن والنسيج الواحد .. وتسلب حقوقهم بالكامل ولا أحد يهتم بعرض مشاكلهم إعلامياً بشكل منصف ونزيه .. بل خرج الجميع يبكي وينوح علي كرامة مصر والمصريين التي آهدرها الشعب الجزائري الشرير .. ونادوا بمقاطعة الجزائر ومعاداتها وتناسوا آن الكرامة المصرية مهدورة أصلاً علي أرضها وبيد أولادها قبل أن يهدرها الآخرين.. وأن مصطلح حقوق الإنسان ليس له وجود في قاموس كفر المحروسة .. وأن الغالبية العظمى غارقةً حتى الثمالة فى الإزدواجية والتناقض والتعصب وكل همها هو إلغاء هوية الآخر المختلف ورفض وجوده على أرض مشتركة .
وحتي عندما قررت سويسرا عمل إستفتاء وظهرت نتيجه الإستفتاء بعدم بناء مآذن للمساجد القائمة علي آرضها قامت قيامة العالم الإسلامي .. وكآن البلد بلدهم وعاشوا دور المظلومين والمهدورة حقوقهم .. وإنطلقت الآقلام المسنونة تستهجن هذا القرار وتندد بتعسف وتعصب سويسرا ورفض هذا القرار الظالم الذي لا تقره حقوق الإنسان الدولية .. رغم أن سويسرا لم تتطالبهم بعدم بناء مساجد أو حرمتهم من حقهم فى الإقامة على أراضيها .. وفي إحدي برامج قناة الجزيرة كان هناك لقاء حول هذا الموضوع .. وكان الضيف كاتب علي ما آتذكر سعودي آو خليجي والآخر هو المفكر الإسلامي محمد عمارة ..
وجاءت آرائهم مهاجمة لسويسرا وعدم أحقيتها فى تقييد حرية المسلمين الدينية كحق من حقوق الإنسان .. وطالب الدكتور عمارة بمقاطعة سويسرا ومنتجاتها وسحب جميع الأموال العربية الإسلامية من مصارفها حتي ترتدع وترجع عن هذا القرار المجحف .. والذي يخدش كرامة المسلمين ويسلبهم آبسط حقوقهم وهي بناء مآذن ذات ميكروفونات صاخبة تزعج سكان البلاد .. وتصيب أطفالهم بالصرع المزمن ( حتي يقولون حقي برقبتي ) .. أما فى برنامج الطبعة الأولي آطل علينا الصحافي آحمد المسلماني مستنكراً ذات القرار الشرير الموجه مباشرة لإهانة الإسلام .. وتفسير حضرته الجهنمى لذلك بأن شكل المأذنه يوحي للسويسري بالمدفع آو السلاح وهذا يدل علي آنه شخص إرهابي .. ومن ثمة فالدين الإسلامي دين إرهابي فلا يجب السماح لهم ببناء مآذن .. فتساءل جنابه آين حقوق الإنسان فى بلاد الحرية والديمقراطية ؟ .. وهل يصلح آن يكون هناك جامع بدون مأذنة؟ ..
وآضاف إذا كانت سويسرا تمنع بناء مآذن اليوم فغداً ستمنع بناء مساجد .. وشدد جنابه علي عدم السكوت علي هذا الآمر ولابد آن تقوم قيامه المسلمين ولا يرضون بهذا القرار الظالم وتشويه صوره الإسلام وسلب حقوق المسلمين .. عجبى عليكم يا مسلمين هل طبق النظام يوماً أو أنتم بصفة خاصة ديمقراطية حقيقية لكى تلزموا غيركم بتطبيقها عليكم ؟.. سويسرا بلد أوروبى متحضر ولها سياسة ونظام تتعامل به مع شعبها قبل غرباءها ومن حقها الحفاظ على هويتها كما تشاء .. لماذا التبجح إذا ً ومحاولة إجبار هذه البلاد المضيفة لكم وفرض غلاستكم عليها وإزعاج آهلها بالمآذن التى ستقلق راحة مواطنيها ؟!! .. آلا يكفيكم سماحها لكم ببناء مساجد علي آرضها وحصولكم على كافة حقوقكم ؟ ألا يكفى كم المساجد ذات الميكروفونات الصاخبة التى تزعجون بها الآخرين فى بلادكم فتريدون أن تفرضوها أينما وجدتم ؟ .. يا له من تناقض وإزدواجية معايير يتعامل بها إعلام مصر العنصرى وزمرة المفكرين المتعصبين الذين يحللون كل شيئ لصالحهم ويحرمونه على غيرهم ؟ .. بينما نتذلل نحن الآقباط سكان البلد الأصليين عشرات السنين للحصول علي تصريح لبناء كنيسة آو ترميمها فتوضع فى طريقنا مئات العراقيل مسببة بأسباب غير منطقية .. أو نطالب بأحكام منصفة فى قضايانا وتعويضات لخسائر يتكبدها الأقباط جراء عنف الكثيرين من المتعصبين كما حدث مؤخراً فى ديروط وفرشوط وقرية سنورس بالفيوم . ولا من مجيب ولا من حسم وفصل فى أمورنا سوى مزيد من اللامبالاة ومزيد من الظلم وبالتالى مزيد من عنف الغوغاء .
تصوروا معى يا أعزائى أنه مرعلى هذا الإعلان العالمى 61 عاماً ولم يتغير فى الأمر شيئ سوى للأسوأ .. وماتزال حقوق الإنسان المصرى مهدورة وبخاصة أقباط مصر .. لنحتفل إذاً فى يوم 10 ديسمبر بيوم الظلم المصرى وتفشى الفساد وإنعدام حقوق الإنسان وضياع كرامته فى وطنه الأم .. لنرفع فى هذا اليوم شعار كرهنا الظلم ومللنا الظالمين و لنصرخ جميعاً أقيموا العدل أولاً قبل أن تتطالبوا به لأنفسكم .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :