الأقباط متحدون | الكوتة أفضل للأقباط وللوطن
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٥٩ | السبت ١٩ اكتوبر ٢٠١٣ | بابه ١٧٣٠ ش ٩ | العدد ٣٢٨٦ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

الكوتة أفضل للأقباط وللوطن

السبت ١٩ اكتوبر ٢٠١٣ - ١٤: ٠٥ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : لطيف شاكر
 
    الكوتة او الحصة كلمة حديثة علي المجتمع المصري وبسببها اثير كثير من الاقاويل فالكلمة محمودة عند البعض ومذمومة عند البعض الاخر فيوجد من يؤيدها ويوجد من يرفضها ولانستطيع ان نقول انها مرفوضة رفضا تاما او مقبولة تمام القبول وقد تكون الكلمة مرفوضة سابقا لكنها مقبولة حاليا والعكس
 
صحيح .
وحينما طلب الأقباط كوتة في مجلس الشعب خرج من يرفض ويشجب باصرار كوتة للاقباط والسبب ان الكوتة لاتعني اننا نسيج واحد في الوطن وهنا لنا بعض الملاحظات:
هل موافقة الدولة علي تخصيص كوتة للمرأة انها اصبحت مقطوعة من نسيج الوطن ام هذه نية مبيتة للتآمر عليها وعدم اعتبارها جزء من نسيج الوطن واصبحت قطعة مهلهلة لاتصلح مع النسيج وبذلك يمكن ان نعايرها بانها مجرد كوتة وليس أكثر وقطعة ممزقة من نسيج مصر .
 

الامر الثاني مامعني ان الكوتة تمزق او تضعف من نسيج الوطن ... كلمة ليس لها معني بتاتا لماذا تنقص الكوتة من وطنية المكوت بل العكس صحيح ان تمثيل كل الفئات في مجلس الشعب هو الوطنية الحقيقة والصادقة والتماسك القوي لنسيج الوطن, والذي يقول عكس هذا هو مغرض غير صادق وغير امين .
ايهما افضل ان يمثل الاقباط في مجلس الشعب من خلال كوتة او ينعدم المجلس تماما منهم بدون كوتة بحجة النسيج..
 
هل هذا عدل او منطق وهل الكوتة سبة علي الجبين اريد عقلا لكي افهم...!!
قد تكون الكوتة غير مناسبة في مناخ مسالم بعيدا عن الطائفية ولا يعيش مناخ الكراهية للاخر ويرفض التيارات الوهابية الواردة من الخارج التي تدعو الي تفتيت الوطن وتشتيته ,لكن في ظل الوقت الحالي المشحون بكراهية الآخر وعدم الاعتراف به  ,  فلا يكون الا الكوتةهو الحل الافضل للتمثيل الفعلي للاقباط في المجالس النيابية .
 

وعلي سبيل المثال لم يكن للكوتة ثمة وجود في العهود السابقة لثورة يوليو 52   فكان سعد زغلول يحث علي الوطنية قبل الدين, وكان مكرم عبيد بفوز بعضوية البرلمان في دوائر اسلامية بحتة لان الناس كانوا غير الناس الآن والمناخ كان مختلفا تماما عن الحاضر.
 

الكوتة كانت غير صالحة ابدا في مناخ ثورة 19 حيث استطاع الزعيم سعد زغلول ان يمحي الطائفية والتشرذم ونادي بشعار الوطن للجميع لكن وما صلح في ذلك الوقت الجميل الذي كانت المحبة سائدة بين افراد الشعب لايصلح لوقتنا الردئ المفعم بالكراهية والمشبع بالطائفية.
واذا كانت سياسة الدولة رفض الكوتة
 
للاقباط بحجة اختلاف الرقم الحقيقي للاقباط فان هذا الوضع ليس عذرا خاصة ان جهاز الاحصاء أعلن بدون استحياء ان النسبة لاتزيد عن 6 او 7في المائة حتي لو كان هذا سيكون عدد الاقباط الممثلين في المجلس نسبة لاجمالي عددالمجلس لايقل عن 25 نائب وهذا الرقم طبقا للنسبة المعلنة من الجهات المعنية افضل بكثير
 
من عدمه .
واذا كانت الكنيسة لاتوافق علي الكوتة للاقباط تمشيا مع سياسة الدولة لاننا نسيج واحد فانه من الضروري ان نعلنها بوضوح ان الكنيسة تمثل الاقباط روحيا فقط وليس سياسيا فنحن نشجب هذا الكلام ولانوافق عليه بالمرة فليكن اهتمام الكنيسة بالنواحي الرعوية والروحية اما مايخص العالم اظن اننا نمتلك عقول
 
وفكر يقودنا الي الطريق الصحيح دون اخذ موافقة او رأي الاكليروس واذا كنا نطلب فصل الدولة عن الدين فلماذا نوافق علي رأي الكنيسة في موضوع الكوتة بحجج واهية لاتغني عن جوع.
ان الكوتة لها اثمار كثيرة انها عامل قوي للاقباط لدفعهم الي حلبة السياسة وسيكون لهم ثقلا في الحركة الوطنية كالماضي
 
القريب وتستفيد بنشاطهم الدولة اكثر, وبالتالي سيتفاعل الاقباط مع المناخ الجديد ولن يفتروا عن العمل مع شركاءهم في الوطن بجدية لانهم شعروا بان لهم تمثيلا شبه عادل .
وعلي ضوء هذا انصح الاقباط بالاتي
لابد من كوتة للاقباط   وبأي نسبة افتراضية لهم حتي يكون بهم تمثيل في مجلسي الشعب والشوري ولا نبالي بربط الكوتة بالنسيج الممزق.
التفاعل مع الوطن بالاشتراك الفعلي في جميع الاحزاب بما فيها حزب الحاكم وان يكون لهم تواجد عملي في نشاط
 
الاحزاب.
لابد من تقوية اواصر المحبة مع اخوتنا المسلمين العقلاءوالاجلاء في كل المجالات وهم الاكثر دون شك لانهم يمكنهم المطالبة بحقوق الاقباط وصوتهم اقوي ومسموعا عن صوت الاقباط الخافت والضعيف والمشتت.
العمل علي عدم زج الكنيسة في الانشط الوطنية والاجتماعية للاقباط واكرر ان
 
الاكليروس يمثل نفسه فقط في الحركة الوطنية ولايمثل الشعب ولابد كعلمانيين ان نرفض هذا لمصلحة الطرفين الكنيسة والاقباط .
ان يفهم القبطي فهما جيدا للاية اعطوا مالقيصر لقيصر ومالله لله فهذ الاية مرشدا هاديا لعلاقتنا بالوطن واذا كان القداس الالهي يطلب من الشعب الصلاة من اجل الحكام والمسئولين
 
اليس بالاولي ان يكون لنا التواجد الحقيقي والفعال في كل انشطة الدولة .
لابد ان نتيقن ان العضو الخامل في الجسد يضعف ثم يضمر وبضموره لايمكن تجديد حياته مرة ثانية وتكون النتيجة البتر .لاسمح الله وهذا هو المطلوب ويتوافق مع غاية التيار الوهابي وهدف الاقلام الهدامة .
لابد ان نسمع صوت الاقباط العلمانيين والغيوريين دون ربطهم بالكنيسة الا في حدود الروحيات والعبادة والطقوس .ونرجو للكنيسة ان ترفع يدها عن التدخل في توجيه الاقباط في
 
مسيرتهم العلمانية فانهم ناضجون بما فيه الكفاية.
نحن الآن علي مفرق خطير ولابد لنا من التقرير علي صيرورة المصير فلا تجرفنا الآمال الفارغة ولاتخيفنا المصاعب العارضة التي تواجهنا لنصل الماضي المنير بالمستقبل المشرق لبلدنا .
دعونا نأخذ من التاريخ عبرة... فقد مات سنيوت حنا ليعيش النحاس باشا بعد ان تلقي السونكي ليفدي زعيمه, ويصف التاريخ عن ويصا واصف بانه محطم الاغلال ليدخل الاعضاء الي البرلمان ضد رغبة الملك وبطانته , وكان القمص
 
سرجيوس احد ابطال الثورة وخطيبها الالمعي يخطب في قاعات الكنائس وعلي منابر الجوامع ,وكان مكرم عبيد ابن سعد زغلول البار, بل الاكثر من هذا كان بصحبة سعد زغلول في منفاه عدد من الاقباط يفوق عدد اخوتهم المسلمين.اليست هذه وطنية جارفة ومشاركة حقيقية في هموم الوطن .
يقول مكرم عبيد في خطبته العصماء امام شباب شبرا بعد عودته من المنفي" قولوا لهم( للمستعمر الانجليزي) : هم أقباط ومسلمون في وفدهم أو برلمانهم, فقد كنا ولانزال
 
مصريون في سجوننا . عبثا يفرقون بين آمالنا فقد اتحدت آلامنا, عبثا كله عبث فقد اكتشفنا سر الحياة: الخلاص وما اتحادناالا اتحاد قلوبنا ونفوسنا ومشاعرنا, ولن يفصلنا فاصل بعد أن جمعها الواحد القهار .
واختم مقالتي بمقولة سعد زغلول الخالدة " لولا وطنية الأقباط لتقبلوا دعوة الاجنبي لحمايتهم وكانوا يفوزون
 
بالجاه والمناصب بدلاً النفي والسجن والاعتقال. ولكنهم فضلوا أن يكونوا مصريين معذبين محرومين من المناصب والحياة والمصالح ويساقون للضرب ويذوقون الموت والظلم على أن يكونوا محميين بأعدائهم وأعداء الوطن.»
اخوتي في الوطن مصر :ا لمسلمون والمسيحيون هما بمثابة اللحمة والسدة وباتحادهما يصير نسيج الوطن متماسكا قويا ولا يمكن الاستغناء عن احدهما لانه في اهمال احدهما لن يكون للاخر قيمة او معني, ويغدو النسيج مهلهلا, اما المرأة فهي
 
تمثل الزخارف الجميلة والالوان الجذابة وبدونها لايكون للنسيج جمالا او روعة .
اذن فالنتيجة الحتمية لايمكن الاستغناء او اهمال اي عنصر من مكونات النسيج السدة واللحمة واللون . نرجو من الله ان يلهمنا الحكمة والفهم حتي لانبكي علي وطن ضاع او في طريقه للضياع .
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :