الأقباط متحدون | ماذا دهاكَ يا قلبي ؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٦:٣٣ | السبت ٩ نوفمبر ٢٠١٣ | بابه ١٧٣٠ ش ٣٠ | العدد ٣٣٠٧ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

ماذا دهاكَ يا قلبي ؟

السبت ٩ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠٢: ٠٨ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم :  زهير دعيم

ماذا أصابكَ وأنت الذي كنت تتأرجح على "حبال الهوى في بيروت"، وتركض خلف الوهم والأنثى والمعاصي ؟!

ماذا أصابك وأنت الذي شدّني إلى حيث أريد أو لا أريد ، وغرزني في تربة الوحل والذنوب...

ماذا دهاكَ قل لي !!!حتّى بِتَّ تنفر من كلّ إثمٍ ، وتهرب من كلّ خطيّة ، وتتألم لكلّ ظلم وشرٍّ وشبه شرّ...

من الذي بدَّلكَ واستبدلك؟!
مَن الذي غيَّر دواخلك وأعماقك وكينونتك ؟   أم تُرى استبدلتَ وأنا لا أدري!!.
  أتذكرُ يا قلبي يوم كان قلمي يُغنّي ويتغزّل ويرسم الشّهوة بالكلمات والألوان والقصائد ، ويروح يتسلّق الشهوات ويقفز خلف الحُبَ الحرام ، والثمر الحرام ، والليالي الحمراء ، والقصص القافزة ؟!
  كنت آنذاك تضحك ملء فيكَ ، وتخفق فرحًا ، وترقص على إيقاع الرذيلة وتنتشي !!

   أوّاه منك أيّها الجديد، الخفّاق بين أضلعي ، السّاجد في محراب ألإله ، الراكع في مروج القداسة ، والراكض خلف مزمورٍ وترنيمة.

  أوّاه منك يا من عذّبتني وسرقتني من ذاتي ، ورميتني أكثر من مرّة في يمٍّ من الشّكوك والكرامة المهدورة ، تعود اليوم فتحييني ، وتغسلني ، وتُعطّرني بعطرٍ أزليّ ، أريجه محبّة ، وفكره قداسة.
  حاولت أكثر من مرّة يا قلبي الجديد أن أعودَ إلى ماضيَّ ، أن أعود إلى الذكرى ، والى القصائد القافزة ، والقصص الحمراء والشِّعر المُلوّن ، فوجدتُ منك صدًّا ورفضًا ، وأعلنتَ أنّ الماضي قد مات وطواه الزّمن ، وأنّ الجديد هو الباقي ، هو الحياة ، وهو الربح والنصيب الصّالح .

    قلبي الجديد ما أجملَك وأنت تحتضن الصّليب ، وتُعانق الرّوح ، وتتألم مع كلّ متألم ، وتفرح مع الفرحينَ ، وتبكي مع الباكين .

  قلبي الجديد ما أروعك وأنت تنتفض لكلّ خطيّة وتقول ..لا...لا ..

  قلبي الجديد ما أحلاك وأنت تنام مُطمئنًا ، مرتاح الضّمير ، تتكئ على صدرٍ يتسعُ الدُّنيا والبشرية ، وقد ذاق حلاوته يوحنا الحبيب فغرّد ورنمّ .
 
قلبي الجديد فِضْ محبّةً وأعط قلمي أن يصول ويجول ويرسم يسوع في كلّ قصيدة ، وفي قلب كلّ فكرة ، وفي فجر كل خاطرة ..

  قلبي الجديد ارقص فرحًا ولا تخشَ شيئًا ، وانطلق سابحًا في مدارات العَالَم ، وفتّش عن كلّ قلب عتيق يتوق إلى الانفلات والحريّة ، فبلسمه بترنيمة وأرّجه بقصة .

  قلبي الجديد ، قلمي يأبى إلا أن يأخذ مِدادًا منكَ ، ومن حناياكَ ، ومن تجديدك  ويرسم ذاك الذي ملأ الدُّنيا ، يرسمه إلهًا وربًّا وسيّدًا، يُغطّي نورُهُ الشّمس ، وجمالُه الأفلاك ، ومحبته المحيطات .


قلبي الجديد!!!  غنِّ يسوع وكفى  ، ففيه الكفاية ، وفيه الشَّبَع ، وفيه الحياة.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :