الأقباط متحدون | الشعب الغلبان.. ومياه الطوفان
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:٣٨ | الاثنين ٤ يناير ٢٠١٠ | ٢٣ كيهك ١٧٢٦ ش | العدد ١٨٩٢ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الشعب الغلبان.. ومياه الطوفان

الاثنين ٤ يناير ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: ميرفت عياد
بلغني أيها الملك السعيد.. ذو الرأي الرشيد.. أن الملك هاموشير قام من نومه منزعجًا.. على صوت ضوضاء تملأ الأرجاء.. فظن أنه يعانى من كابوس أو هجم على البلاد الهكسوس.. فقام مندفعًا إلى شرفته لينظر ما ألم بحاشيته.. التي لم يكن لها وجود فظن أنها ماتت أو كبلت بالقيود.. وفيما هو يعاني من كثرة الأفكار رأى مشهد من شرفته زاده احتيار.. فقد شاهد على مدد الشوف زمر وطبل ودفوف.. ومياه ليس لها حصر تملأ الأراضي والقفر.. وأطفال و شيوخ تسبح فى المياه بلا خوف.. وقصره فوق ربوته العالية مشرف على تلك المساحة الخالية.. من البيوت والمنازل والجميع في تلك المياه نازل.

فظن أن في الأمر شيء خطير فصرخ بصوت جهير احضروا لي الوزير.. وقبل ان يلقى الوزير ألاعيبه أمسكه الملك من تلابيبه.. وقاده إلى شرفته الملكية وسأله ما هذه البلية.
فسكت الوزير عبدوس وشعر كم هو منحوس.. لأن الملك رأى هؤلاء الرعاع قبل ان يسقطوا صرعى جياع.. وكالعادة أسعفه وسواسه الخناس فقال نحن يا مولاي نرفه عن الناس.. فملأنا بالماء الأراضي ليستمتعوا بيوم رياضي.. حيث وجدنا ان هناك مساحة يمكن فيها السباحة.. فصمت الملك وصرفه وهو محتار وتتلاعب برأسه الأفكار.. فخرج الوزير ظانًا أن الملك قد دخلت عليه الحيلة ولن يدري ما سيحدث هذه الليلة.
وهنا أمر الملك باستدعاء مسرور ليساعده على الخروج سرًا من خلف السور ليتحقق من حقيقة الأمور.. ولكنه أبى أن يطيع كلام مولاه خوفًا عليه من رعاياه.. فأشار عليه بالتنكر قبل أن يغادر القصر.. فألبسه ملابس حمّال ليستمع بحرية لما يُقال.. بين الشعب الغلبان الشارب المر والهوان.

وفيما كان الملك يتجول بين الناس سمع البعض يصفون وزيره بالنسناس.. غير مصدقين هذا المكار بوعده إطعام الكبار والصغار.. بعد أن غرقت أراضيهم بمياه البحار.. بسبب الاحتباس الحراري والملك في قصره ليس بداري.. وهنا علم الملك الأمر وأدرك حقيقته وطلب الوزير أن يأتي لساعته.. فأتى الوزير على عجل وهو في شدة الخجل.. لكشف مولاه لأكاذيبه وخشى من إصدار أمر بتعذيبه.. فبادره الملك بالسؤال أنت يا ملك الضلال.. لماذا تركت ماء البحر يفيض تكلم قبل أن أنزل بك إلى الحضيض.. فرد الوزير على استحياء: يا مولاي الحجر بعيدًا في الصحراء.. فكيف نجلب آلاف الأطنان من الحجر الصوان.. للوقوف أمام هذا الطوفان فأصدر الملك فرمان.. بهدم جميع القصور لاستخدام حجارتها في دفع مياه البحور..
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :