الأقباط متحدون | وُُلد يسوع في إفراته ... لكن عاش في بلدة الجذع
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٦:٣٣ | الثلاثاء ١٧ ديسمبر ٢٠١٣ | كيهك ١٧٣٠ ش ٨ | العدد ٣٠٤٣ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

وُُلد يسوع في إفراته ... لكن عاش في بلدة الجذع

الثلاثاء ١٧ ديسمبر ٢٠١٣ - ٥٨: ١٠ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 تقديم نبيل المقدس 
 
 وُلد يسوع في قرية صغيرة تُدعي " بيت لحم " تبعد عن جنوب أورشليم  بحوالي 6 أميال . وكان اسمها القديم هو " إفراتة "  ومعني بيت لحم هو "بيت الخبـز" لأنها موجودة وسط بقعة من الأراضي الخصبـة , عكس أغلب أراضي اليهودية الجبلية . والذي يري مدينة بيت لحم من بعيد يجدها كمسرح وسط الجبال . 
 
بلدة بيت لحم في الأصل من البلدان التي لها تاريخ عظيم , ومكانة خاصة عند اليهود .. فهناك تم دفن يعقوب زوجته رحيل بعد ما انجبت بنيامين وهي في طريقها إلي بلدة بيت لحم  " فنصب يعقوب عمودا علي قبرها ( تكوين 35 :  20  ) وبالرغم انه انهدم إلاّ أن مكانه ما يزال معروفا إلي يومنا هذا, ويكرمه المسيحيون واليهود والمسلمون.
 
أيضا نجد أهميتها بالنسبة لليهود أنها البلدة التي عاشت فيها "راعوث" عندما تزوجت من "بوعز" كما جاء في سفر راعوث في اواخر الأصحاح الأول وأوائل الأصحاح الثاني. وفوق كل هذا فهي بلدة لها أهمية خاصة للشعب اليهودي حيث إليها إشتاق "داود" أن يشرب ماء من بئرها عندما كان هاربا طريدا علي التلال كما جاء في سفر (صموئيل الأول 23 : 14 – 15 ) . إلي أن جاء " رحيعام " إبنه وحصن مدينة " بيت لحم مع بلدان أخري تحيط بالمنطقة اليهودية والتي عاصمتها  اورشليم  ( سفر أخبار الثاني 11 : 6 ) ... وبالرغم من هذا كانت بيت لحم مرتبطة دائما في أذهان الشعب اليهودي بإسم مدينة داود , وكانوا ينتظرون منها مخلصا يرسله الله لهم , حسب وعده في نبوات ميخا 5 : 3 " وأما أنت يا بيت لحم " أفراتة" وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا , فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا علي إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل ". 
 
 وقد تعود الناس أن يرسموا أو يصوروا مكان الميلاد , أنه مذود في فناء بجدوار بيت صغير ( حظيرة) .. لكن من التصفح في كتاب الشهيد يويتينوس الذي عاش حوالي 15سنة والذي كان يقطن بجوار بيت لحم نجده يقول أن يسوع وُلد في كهف أو مغارة في أحد بيوت " بيت لحم" التي كانت مبنية فوق الجبل المحيط بالبلدة , وقد يكون كلامه صحيحا , لأن البيوت في فلسطين تُقام علي سفوح التلال والجبال ويُوجد خلف البيت مغارات تُستخدم كحظيرة لتربية الحيوانات.   
 
 وفي بيت لحم يُوجد الآن مغارة تم إقامة كنيسة الميلاد عليها أيام الإحتلال الروماني  , حتي أن الكثيرين  إعتبروه أن هذا المكان هو مكان ميلاد يسوع المسيح .. لكن حدث في أيام الإمبراطور الروماني ( هارديان ) الوثني , أن يمحو هذه الذكري  فهدم هذه الكنيسة وأقام بدلا منها  معبدا وثنيا للإله( أدونيس ) ... لكن بعد ما صارت الدولة الرومانية مسيحية في بداية القرن الرابع أعاد الإمبراطور قسطنطين بناء الكنيسة مرة أخري بدلا من المعبد وهي من الكنائس العظيمة الموجودة الآن في بيت لحم. 
 
 والسؤال هو : أين كان يوسف والسيدة مريم العذراء يعيشان قبل ولادة يسوع ... ؟؟؟ يظن الكثير من الناس انهما كانا يقطنان في بيت لحم .. وهذا هو الخطأ بعينيه . ففي لوقا 1 : 26 يقول " وفي الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلي مدينة من الجليل إسمها " ناصـــــــــــرة " والتي تعني جذع شجرة ليس له قيمة ينبت بجانب الشجرة الأصلية  , إلي عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود إسمهُ يوسف , وإسم العذراء مريم . أي ان يوسف الذي هو أصلا من بيت لحم ( مدينة داود ) وخطيبته مريم كانا متواجدين في مدينة الناصـــــرة والتي تقع في منطقة الجليل . وعندما حدث الحمل الإلهي لمريم بعد ولادة
أليصابات إبنها يوحنا بستة شهور صدر أمر من أوغسطس قيصر بأن يُكتتب كل المسكونة. وهذا الإكتتاب الأول جري إذ كان " كيرينيوس " والي سوريا .

فذهب الجميع ليكتتبوا كل واحد إلي مدينته . فصعد يوسف أيضا من الجليل من الناصــــرة إلي اليهودية إلي مدينة داود التي تُدعي بيت لحم لكونه من بيت داود وعشيرته ليقوم بهذا الواجب القومي , لكنه وبالرغم أنها بلدته إلاّ أنه وبسبب الزحام  لم يجد فندقا أو منزلا يعيش فيه باقي مدة الحمل فإضطر أن يسكن في حظيرة أحد الفنادق حيث تم ولادة الطفل يسوع . 
 
" وكان في تلك الكورة رعاة مُتبدين يحرسون حراسات الليل علي رعيتهم , وإذ ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب أضاء حولهم فخافوا لكن الملاك قال لهم لا تخافوا فقد أتيت لكي أبشر لكم أنه " وُلد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب ." فظهر فجأة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله .." المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة " . وعندما ذهب عنهم الملائكة ذهبوا إلي داخل بيت لحم ووجدوا الطفل مضجعا في مذود بين أمه العذراء مريم و يوسف رجلها . وحكي هؤلاء الرعاة كل الأحداث التي مروا بها , وكانوا يندهشون.
 
     وعندما تمت ثمانية أيام ليختنوا الطفل سُمي  بإسم يسوع كما قال الملاك لمريم قبل أن تحبل به. ولما تمت أيام تطهيرها حسب شريعة موسي صعدوا به إلي اورشليم ليقدموه للرب لأن حسب الناموس أن كل ذكر فاتح رحم يُدعي قدوسا .. فقدموا له ذبيحة زوج حمام كما كان ينص الناموس في وقتها.  
 
رجعت العائلة المقدسة من اورشليم إلي بيت لحم .. وعلي ما اتصور كان يوسف يجهز نفسه الرجوع إلي الناصرة حيث هناك عمله كنجار .. لكن مجيء الماجوس من المشرق ( والمقصود بالمشرق هو مدينة بابل ) ومعرفتهم عن طريق ظهور نجم هم يدركون أهميته جدا بأن عند ظهوره دلالة بمجيء طفل سوف يكون ملكا ... فتتبعوا هذا النجم حتي وقف علي منطقة اليهودية , وهناك بدأوا يسألون عن مكان هذا الطفل , وعندما وصلت إلي مسامع هيرودس الأخبار عن المجوس حول البحث عن مولد ملك , فخاف أن يحتل عرشه وملكه . فَإضطرب هيرودس وإضطربت أورشليم معه , لأن المدينة كانت تعرف ما سوف يكون رد فعل هيرودس حيث انه كان شرسا وضحي بقتل ابنه تخوفا من أخذ الملك منه .. فبطريقته الماكرة إستدعي الماجوس طرفه وإتفق معهم أن يعرفوه مكان الطفل عند رجوعهم .. إلتجأ هيرودس إلي رؤساء الكهنة والكتبة لكي يتحقق هل فعلا موجود نبوة لديهم بمجيء ملك يملك علي اليهودية , فكان ردهم هى إجابة صحيحة . 
 
وعند رجوع الماجوس من زيارتهم للطفل يسوع وقدموا هداياهم ذهبا ولبانا ومرا .. خالفوا اتفاقهم مع هيرودس بأنهم سوف يبلغونه عن مكانه .. وهذا حدث أن هاتفا جاء لهم أن يغيروا طريق رجوعهم . وعلم هيرودس بأن الماجوس نقضوا عهدهم , فكان من الطبيعي أن يغتاظ هيرودس ويتخذ موقف الإنتقام . 
    جاء هاتف ليوسف أن يأخذ مريم والطفل ويهربا بالطفل  إلي مصـــر لأن هيرودس مزمع أن يقتل جميع الأطفال في بيت لحم من إبن سنتين فما دون لكي يضمن أن ذلك الوليد من ضمن هؤلاء الأطفال. ومكثوا في مصر حوالي كما يقولون 6 سنوات تقريبا , إلي أن جاء هاتفا ليوسف أن يرجع إلي اليهودية لأن هيرودس مات . 
 
 لم يرجع يوسف وعائلته إلي بيت لحم لكنه أخذ عائلته إلي بلدته التي كان يعيش فيها واستقر فيها كنجار ... وهناك في الناصـــــــــرة كانت أنظـــأر الصبي يســــوع تتفتح لتري عالم الله الفسيــــــح . 
 هكـــذا وُلد يســــــوع في بيت لحم .... لكنه عاش ونما في الناصــــــــرة . 
وكل سنة وانتم طيبين ...!   
                                                                                              
 
 

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :