الأقباط متحدون | ملء الزمـــــــــــــــان ...!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٠:٥٩ | الاربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠١٣ | ١٦ كيهك ١٧٣٠ ش | العدد ٣٠٥١ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

ملء الزمـــــــــــــــان ...!!

الاربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠١٣ - ٠٤: ١٢ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 
ملء الزمان
ملء الزمان

بقلم: نبيل المقدس
وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ. غلاطية 4 : 4 – 5 . 
 
جاء ملء الزمان , وتمخض في مجيئه عن حادث عظيم غير تاريخ البشرية , فعندما بدأ العالم يستعد لإرسال المسيح علينا أن نلقي نظرة إلي الوراء بعد هذا الحادث الجلل ... فسوف نجد أن التاريخ كان في الحقيقة يُصاغ استعدادا لهذا المجيء. وكثير من الناس لا يدركون معني ملء الزمان . وهي "تعني أن قبل مجيء المسيح  كان الله يقوم بعمل " فرش " تاريخي يتوافق مع هذا المجيء". 
 
عند مجيء المسيح كان في العالم ثلاث شعوب هي صاحبة النفوذ والشهرة في ذلك العصر .. وهم اليونان والرومان واليهود. أما الشعوب الأخري كانت لا قيمة لها وليست لها تأثير كبير ..  كان اليوناني معروف بثقافته ... والروماني كان جبارا متسلطا ... اما اليهودي فكان مشهورا بأنه المرذول المحتقر... ولقد ادرك بيلاطس هذه الحقيقة يوم ما كتب عنوانا علي الصليب باللغات الثلاثة " العبرية واليونانية واللاتينية " .. فعلا إن الذين لا يحسبون للمسيح حسابا ربما ينظرون أن هذه الأحداث كانت كلها وكأنها مصادفات تاريخية. لذلك كل مِنْ إهتم بدراسة الكتاب المقدس يكتشف وهم يقرأون تاريخ هذا العصر , أن الله لم يرسل يوحنا المعمدان فقط "ليعد طريق الرب" وإنما أرسل العالم كله عند ملء الزمـــان . " من كتاب لمحات التاريخ ىفي الإنجيل ".
 
فنري الرومان أعدوا الطريق لمجيء الملك , لأنه قبل ميلاد المسيح بحوالي قرن من الزمان ,كان العالم مشتتا وممزقا ومبعثرا.. فكان لكل شعب دينه وعاداته وشرائعه وحدوده الخاصة به بحيث كا مغلقا علي العالم الخارجي له. وكانت البلدان مملوءة عصابات النهب والسلب .. وكانت البحار موبوءة بالقراصنة ... لذلك كان من المستحيلات في هذا العصر أن يأتي المسيح ولا تصل رسالته إلي ابعد من فلسطين ولا تنساب انسيابا حرا إلي كل أنحاء العالم. 
 
ففي عصر الرومان بدأت تربط البلدان بعضها لبعض , بعد ما كانت الشعوب منفصلة متباعدة .. وهذا جزء ايضا من ملء الزمان حيث تناسب مع وجود المسيح بعد ذلك , ونشر بشارته اصبح سهلا . ففي عصر المسيح كانت رومية أدمجت الدول المتنافسة في امبراطورية واحدة , وحطمت القوميات المتباينة في الدين والقوميات , وخلقت من الدول مملكة واحدة عظيمة. فشقت الطرق بين هذه البلدان فقربت المسافات , وقضت علي قراصنة البحار مما سهلت عملية ذيوع الإنجيل بين البلدان عن طريق الرسل. 
 
هذا ما فعله الرومان لتهيئة الطريق لكي يكون جزءَ من ملء الزمان المناسب لمجيء المخلص ... لكن جعل البلدان متصلة بعضها ببعض لم تكن ذات شأن بدون لغة عامة شائعة تحمل رسالة الإنجيل إلي كل ربوع العالم الروماني. فقد كانت الشعوب تتكلم بلغات متباينة ومختلفة وبلغات مشوشة غير معروفة أشبه بلغات أهل بابل .
 
ومن هنا يأتي دور الدولة اليونانية , وهم لا يدرون  في محاولة مثمرة لتكملة ملء الزمان .. وإعداد الطريق لمجيء الرب علي الأرض .. وذلك لأن اللغة اليونانية هي لغة جميلة سهلة , وبناء علي ذلك بدأت تنتشر في العالم حتي أصبحت اللغة الرئيسية في الإمبراطورية الرومانية .. فتعلمت كل الشعوب المحيطة بحوض البحر الأبيض المتوسط اللغة اليونانية بالإضافة إلي لغاتهم الأصلية .. فتهيأت أداة من الأدوات التي تنقل البشارة والتعاليم الروحية الجديدة وترويجها في جميع المناطق بلغة أحبتها شعوبها وهي اللغة اليونانية . ولنا دليل واضح علي ذلك أن سفريات الرسل كانت مثمرة لأنهم كانوا يتكلمون بلغة مفهومة سواء للرومان أو الكورنثيين أو القبائل الوثنية في هضاب غلاطيــة . 
 
لكن ماذا فعل اليهود في تكملة ملء الزمان ؟؟؟ وماذا كان ينتظر في وسط هذه النهضة العالمية واسعة النطاق وهو مخلوق مرذول محتقر من الأجناس المسيطرة عليه, ويعيش في ركن بعيد من أركان الإمبراطورية العظيمــة.؟ فقدكان اليهودي في عصر المسيح  مثالا بارزا للإنسان صاحب اليد الطولي في تكملة الجزءالأخير من ملء الزمان. فبعزلته مدي الأجيال الطويلة إحتفظ بأقوال الله وتعاليم الديانة الروحية , ونبوات العصر الذهبي الذي سيجيء فيه الملك المنتظر . ثم جاء وقت السبي عليهم .. وكأن هذا السبي هو عمل معين مخصوص ومقصود من قِبل الله , شأن كثير من ترتيب الله لأمور معينة لتحقيق أمر ما. 
 
وكانت احد نتائج السبي لليهود هو التشتت في جميع اراضي العالم .. حتي انه بعد ما انتهت عملية السبي عاد القليل منهم إلي فلسطين .. اما الباقي فقد ظلوا أغلبهم في بابل وفي روما ومصر وليبيا وما بين النهرين وبلاد العرب وآسيا وبلاد أخري كثيرة . وكان اليهود في كل مكان يذهبوا إليه يحملون معهم دينهم وكتبهم المقدسة .. وفي كل بقعة يذهبون إليها كنت تراهم يعلنون رجائهم القومي الموعود به في المسيا المنتظر مجيئه. فأصبح هناك فرش تاريخي يقول أن سوف يأتي يوم مجء المخلص .. فإنتشرت هذه العبارة وهيأ العالم علي استقبالها وقبولها كفكرة . وهذا ما سهل الكثير من نشر الرسالة علي ايادي الرسل .
 
أخيرا كان من أهم تكوين اركان ملء الزمان هو أن الكتاب المقدس المكتوب بالعبري تم ترجمته قبل المسيح بـ 200 سنة إلي اللغة اليونانية ... وهي اللغة الذائعة الصيت في وقتها . فإستطاع أن يقرأ اليهودي والوثني والأممي سواء بسواء ... ووضع في قلوبهم فكرة عن وجود إله واحد ومخلص واحد جاء ليخلص العالم من عواقب الخطيئة. وإلي هنا ىيتحقق ملء الزمان .
 
اتمني اكون قد فسرت القليل من كلمتي " ملء الزمان " فقد قرأت عنه من كتب تاريخية روحية ومن كتاب المؤرخ اليهودي يوسفيوس والذي عاصر حياة المسيح بعده بـ 40 سنة لِما كنت وصلت إلي هذه النتيجة المتواضعة . 
 
نصيحتيلكم حاولوا أن تسترجعوا كتب القديسين التاريخية سوف تجدون آيات عجيبة وتفسيرات واضحة لكل سؤال انت تريد جوابا له . أكرم وأشكر هؤلاء القساوسة والكهنة من جميع الطوائف , واكرم الكثير من المترجمين الذين قاموا بمجهود عظيم لتبسيط معاني الكتاب المقدس . ابحثوا عن هذه الكتب وليكن شعارك سنة 2014 هو البحث وقراءة الكتب الروحية  لمفكرين الروحيين القدماء. 
وكل سنة وانتم طيبين .      
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :