هذا هو الإسلام من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
بقلم: محمد يسر سرميني
يستغرب الكثير من المستمعين والمشاهدين والمواطنين من علماء المسلمين الذين يظنونهم لا يسمعون ولا يقرؤون ولا يعقلون ولا يفكرون ويستغربون منهم أكثر عندما يكذبون عليهم والصدق يدعون.
وثياب الحملان يلبسون وبالمعتدلين يوصفون ورجال دعوة وصلاح يقولون وعن الإسلام يشرحون وبالمحبة والإخاء والمساواة والعطاء يوصفون.
وعن الحرية في العقيدة والمعتقد في الإسلام يسترسلون وكأن الإسلام الذي عنه يتكلمون غير معروف لنا وغير مقروء (والسلف الصالح منه يتبرؤون).
وفي الموضوع نبدأ ونقول (هذا هو الإسلام من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) فلا داعي للتزويق ولاداعي للتفسير.
وفي أثناء انشغالهم بإيصال هذا الإسلام الذي لم نعرف عنه ولم نسمع عنه شيئًا، يعود علينا علماء المسلمين بالإسلام الذي نعرفه والذي قرأنا عنه والذي أمنا به بمقولة واحدة فقط يمحي بها علماء المسلمين، الذين يصفون أنفسهم بالمعتدلين طبعًا، كل الكلام الذي قالوه عن الإسلام بأنه دين دعوة وتسامح ومحبة وحرية العقيدة والمعتقد.
ونحن هنا لا نريد أن نذكر شيئًا من القران الكريم لنؤكد كلامنا ولكنا سنذكر قولهم، أي قول العلماء المسلمين المعتدلين طبعًا، ويؤكد عليها المتشددون من علماء المسلمين طبعًا، والفرق بينهم أن الأول يشرح جزءً منها ولا يذكر أكثرها، والثاني يشرحها بكل صراحة وبدون أن يترك شيئًا منها.
وهذه المقولة هي ((لا ينصلح أمر آخر هذه الأمة إلا بما أنصلح به أولها)).
هذه المقولة التي تتردد على لسان علماء المسلمين أجمعين معتدلين ومتشددين يخاطبون بها الملايين من فوق المنابر وعلى شاشات الفضائيات مع تفسيرات خجولة من البعض وتفسيرات جريئة وحقيقية من البعض الآخر، وكأن أصحاب التفسيرات الخجولة يظنون أن من يسمع لهم لا يعقل ولا يفكر ولا يقرأ التاريخ الإسلامي وكيف انصلح أول هذه الأمة؟!!.
ومع كل هذا يسمون أنفسهم معتدلين ويدعون الآخر لاحترامهم.
إذا لم تحترم الآخر ولم تحترم عقله وتفكيره، فلا داعي لأن تطلب منه احترامك واحترام عقلك.
عيبٌ علينا كمسلمين أن نخاطب العالم بالكذب ونظن أننا سننجح وننتصر بكذبنا وأن العالم سيصدقنا ندعي الصدق وأكثر كلامنا كذب.
إذا أردنا أن يصدقنا العالم ويحترمنا، فيجب علينا أن ننظر بعين ناقدة إلى تاريخنا وأن نفكر ونتبرأ، من كل فعل خاطئ، ونشيد بكل فعل صحيح وبناء، وأن ندين القاتل وننصر المقتول إذا كان مظلومًا، ونحاكم السارق ونعيد المسروق، يجب أن نعيد تسجيل التاريخ بعين منصفة وحيادية لنرى معًا كيف انصلح أمر هذه الأمة في أولها وكيف سينصلح في آخرها بملخص بسيط جدًا؟!.
لنشاهد العرب بعدما أسلموا واتبعوا محمد "ص" هل اتجهوا إلى العمل والبناء أم اتجهوا إلى السرقة والاغتصاب.. عفوًا قبل أن تعترضوا على كلمة "اغتصاب" هل سبي النساء وجعلهم ملك اليمين له كلمة غير "الاغتصاب" المادي والجنسي!.
والآن إلى سيرة الرسول "ص" التي قرأها أكثرنا ومن لم يقرأها سمعها من علماء المسلمين كيف كانت.. ألم تكن عبارة عن حروب وغزوات متواصلة من بدء الرسالة حتى نهايتها؟ ألم يأمره الله - عز وجل - بأن يحارب الكفار والمنافقين ويغلظ عليهم؟ ألم يأمره الله أن يجاهد ويغزو الآخر لكي يكون الدين كله لله وهذا مافعله!.
وقد أدى رسالته كما أمره الله - عز وجل - على أكمل وجه من وجهة نظر البعض وقصر في أشياء من وجهة نظر البعض الآخر.
وأما سيرة حياة الخلفاء الراشدين التي أمرنا الرسول "ص" باتباعها، فهي أوضح، فبدئت بقتال المخالفين لتفسير أبو بكر الصديق "رض" بشأن الزكاة، واستمرت تارة ضد الآخر، وتارة ضد بعضهم البعض من أجل الحكم، وضد من خالفهم بتفسير القرآن، من كان يملك السلطة والقوة والمال، فتفسيره هو المعتمد وتفسير غيره ردة وكفر، رغم أن القرآن نزل أمامهم وبحضورهم، لماذا لم يحتكموا له على الأقل فيما بينهم؟ لا أعلم.. والآن يقولون لنا لنحكِّم القرآن.. إذا كان الصحابة "رض" قتلوا بعضهم بالآلاف ولم يعرفوا أن يُحكِّموا القران بينهم، فكيف الآن وعلى أي تفسير؟!.
ولذلك نشاهد بأن المسلمين الأوائل انصلح حالهم بالقتل والغزو وسرقة الآخر، ولم يذكر لنا التاريخ بأنهم ذهبوا إلى البناء والإنتاج والعلم!؟.
ويؤيدهم في كل هذا آيات القرآن الكريم وأحاديث سيد المرسلين محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم.
لقد اغتنى المسلمون الأوائل من أموال الحروب والغزوات وليس من العمل والاجتهاد، لقد سرقوا وسطو على أموال الغير ونساء الغير وأطفال الغير الذين جعلوهم عبيدًا في قصورهم يبيعونهم ويشترونهم ويتهادونهم.
لقد أكلو مما زرع الآخر ولبسوا مما صنع الآخر ولم يكن لهم إلا تفكير واحد لمن سيهاجمون وكيف سيسرقون.
وهذا أمر طبيعي جدًا عند العرب الذين لم يعرفوا شيئًا غير القتال وغزو بعضهم للبعض الآخر، وعندما امتلكوا القوة وسيطر البعض على الآخر من عرقهم ودينهم غزوا الآخر وسرقوه.
فحكموا البلاد التي دخلوها وأصبحوا يملكون الحجر والبشر والشجر.
والآن ينادي علماء هذه الأمة بمعتدليها ومتطرفيها إلى العودة والعمل بهذا التاريخ ويقولون لنا بوضوح لماذا نعمل ونبني ونزرع ونصنع وكل ماعلينا فعله هو العودة إلى تاريخنا؟ فنحارب بعضنا بعضًا أولا لكي يسيطر الأقوى، والذهاب إلى غزو الآخر واحتلاله وسرقة حضارته وعمله وعلمائه ومفكريه ونسائه وغلمانه، فإن استطعنا فهو النصر والحياة الرغيدة ولنا الجنة، وإن لم نستطع ومتنا، فنحن شهداء ولنا الجنة أيضًا، وفيها كل شيء من النساء إلى الغلمان وصولاً إلى الخمر.
بمعنى أوضح.. إما قصور وسيارات ونساء وعبيد في الدنيا، وإما أكثر من هذا في الآخرة.
تعالوا معًا لنذهب إلى المساجد والحلقات الدينية التي تقام في الغرف الخلفية للمساجد ونسمع خطب الجمعة لعلماء هذه الأمة لنترك الفضائيات والعلماء في هذه الفضائيات الذين يحاولون تذويق وتدوير الإسلام لننزل إلى المساجد في الشوارع والحارات الخلفية والمناطق العشوائية الفقيرة والغرف الخلفية للمساجد لنسمع ماهو الإسلام من وجهة نظرهم بعيدًا عن الإعلام والإعلاميين.
هناك ستسمع عن الإسلام الحقيقي كما يقولون عن الجهاد والحوريات في الجنة والقتل وكره الآخر والتشجيع على قتل كل فكر مغاير.
الشعب يأكل من القمامة وهؤلاء يتحدثون عن قتل الآخر وغزوه واحتلاله ويذكرونهم ببداية هذه الأمة وطبعًا لا حث على العمل والبناء.
لنرى الآن كيف يقتلون الإسلاميين بعضهم لبعض، وطبعًا في أثناء قتال الإسلاميين لبعضهم البعض، لا مانع ليتحالف هذا وذاك مع هذه الدولة، أو تلك من الدول التي يسمونها كافرة، وكلٌ جاهز بفتواه ويوجد من علماء المسلمين من يدعمه ويسانده حسب أي حزب يتبعه.
إن أمر هذه الأمة لم ينصلح في أولها حتى ينصلح في آخرها إلا إذا كان كل هذا التاريخ الإسلامي كاذب.
وكأن كل هذا الكذب والخداع لا يكفي حتى يخرج علينا بعض علماء المسلمين ليطالبوا بقانون يمنع مهاجمة الأديان، لو شُرَّع مثل هذا القانون، فاسأل هؤلاء العلماء أين ستذهبون بآيات القرآن التي تأمر بقتال الكافرين والمنافقين وغيرهم من المخالفين؟؟!!.
وهذا جانب واحد من جوانب الإسلام فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.
يا علماء المسلمين احترموا عقول وتفكير المشاهدين والمستمعين فليسوا مثل الأغنام تابعين.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :