الأقباط متحدون | حصل في النهار...؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٩:٥٦ | السبت ١١ يناير ٢٠١٤ | طوبة ١٧٣٠ ش ٣ | العدد ٣٠٦٨ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

حصل في النهار...؟

السبت ١١ يناير ٢٠١٤ - ٤٦: ٠٨ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم المحامي نوري إيشوع

 
في صباحي الباكر من إيام الصيف القارس و البارد برودة القلوب المظلمة و الأفئدة المفحمة بالكراهية و الحقد،  نظرتُ من نافذتي الى الفضاء الخارجي،  فلم أرى إلا ضباباً كثيفاً  كغمامةٍ سوداء غطت المكان،  لم أسمع من خلالها إلا أصواتاً باهتةً، اصوات أطفال و نساء و شيوخ و المشردين بدون مأوى و كل الذين طالهم الظلم و الإهمال، أسرى أبرياء محكومين بالإعدام يطلبون النجدة،  ينشدون الرحمة، يطلبون المأوى  يشحدون اللقمة.
 
حملتُ فانوسي و زيتي و سرت في أزقة النهار،  أشعلتُ شمعة و عيوني تمطر دمعة،  لإنني كنتُ وحيداً دون معين أو صديق، تعثرتُ في مشيتي لوعورة الطريق و أنا واثق بانني أعرف حق المعرفة دروب الأحبة و معالم الطريق  وزرعتُ بإيادي سهول الوطن و أنقذتُ بوفائي مليون غريق! 
 
هبت عاصفة الشر قاصدةً فانوسي و إشعال الحريق، أشعلتُ فانوسي ثانيةً،  فتشتُ عن رجال تطفئ الحريق و تنقذ الغريق، تحنو عالأطفال تطعم الجياع و تعطف عالشيوخ و تحمي الصديق لا أصوات إلا أصوات غراب يزيد النعيق.
 
شاهدتُ في الطريق ملايين الرقيق، طاعة و عبادة  و في الأقتتال ألف فريق و فريق، أكملتُ الطريق، أميال من المسير، لا رجال في الطريق، بل أشباه رجال
باعوا أرواحهم للحور و المال، هذا عابد لحية و ذاك يركع لصخلة و الآخر راكب بغلة، ليسوا برجالٍ بل أشباه رجال! شنوا عالإنسانية حملة و العذر فلوس موزة و فتاوي يدعي العبادة لله والأخر رجب طاب له مرافقة قملة.
 
عدتُ بإداراجي إلى ملاذي، أغلقتُ نوافذي و قتلتُ تاريخ ميلادي في عالمٍ إختفت فيه الرجولة، أسدلتُ ستارة نهاري و رجعتُ الى عالمي الحالم كالعادة.
 كان يا ما كان، كان في غابر الأزمان رجالاً،  كان لهم كلمة و في ساحات الوغى جولات و في النخوة كانوا في لٌحمة و اليوم إختفوا كوطاويط الليل في الظلمة.
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :