الأقباط متحدون | لماذا فشلت تجربة الإخوان المسلمين في الحكم ..؟!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٢:١٥ | الاربعاء ٢٩ يناير ٢٠١٤ | طوبة١٧٣٠ ش ٢١ | العدد ٣٠٨٤ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

لماذا فشلت تجربة الإخوان المسلمين في الحكم ..؟!

الاربعاء ٢٩ يناير ٢٠١٤ - ٥٩: ٠٦ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم :  شاكر فريد حسن 

لا جدال أن حركات وجماعات الإسلام السياسي فرضت نفسها على المشهد السياسي العربي ، لا سيما  بعد الحراك الشعبي وثورات ما سمي بـ "الربيع العربي" ، التي  دفعت بها  للظهور على الساحة وتسلم مقاليد الحكم في تونس ومصر ، لكن سرعان ما انهارت هذه الحركات وسقط مشروعها ، الذي لا يتناسب ويتواءم مع معطيات ووقائع الحياة المعاصرة .
 
لقد تسنى للإخوان المسلمون الوصول إلى السلطة في مصر ليحكموا أكبر دولة عربية في عمقها الاستراتيجي والثقافي والحضاري ، لكنهم ارتكبوا أخطاء كبيرة ، وهي أخطاء ناجمة عن قلة التجربة وعقلية التعصب والانغلاق التي يتميزون فيها ، عدا عن استئثارهم  بالسلطة وعجزهم عن إدارة دفة الحكم بصورة ناجعة وناجحة  ، وإخفاقهم في أدارة شؤون البلاد ، وكان نهجهم سبباً رئيسياً في سقوطهم الذريع والسريع . فقد كرسوا ممارسة الديكتاتورية والاستبداد وانقلبوا على القضاء والإعلام ومؤسسات الدولة وعملوا على إقصاء وتهميش الآخرين ، ولم يلتزموا بوعودهم ، فتنكروا لكل الثوابت التي أوهموا الناس فيها كالعدالة والحرية والكرامة والعدالة ، وهي الشعارات نفسها التي رفعتها وحملتها الجماهير في حراكها الثوري والانتفاضي . إضافة إلى أن الإخوان فرطوا بجوانب أساسية  من ثوابت المجتمع المصري بثقافته وتاريخه وطبيعة الحياة فيه ، وحاولوا فرض سلوك وفكر مختلفين ، فتداخلت السياسة مع الدين في المساجد ودور العبادة ، وتحولت المنابر إلى منصات سياسية أبعد ما تكون عن سماحة الدين الإسلامي وعدالته .
 
لقد ثبت أن الإخوان كانوا يسعون فقط للسلطة ، وأرادوا بأن تتحول مصر إلى أكثر تشدداً وتطرفاً وتزمتاً واستبداداً وتخلفاً ورجعية وسلفية ، وقد اغرقوا المجتمع المصري في صراعات سياسية وانقسامات حادة في النسيج الاجتماعي أبعد ما يكون عن مبادئ وقيم الإسلام السمح العادل . فكانت الهبة والمواجهة ، وكان السقوط المدوي ، وسحب رصيدهم التاريخي في الشارع المصري .
 
إن خروج الشعب المصري بتلك المشاهد المذهلة في ميدان التحرير وغيرها من ميادين القاهرة والمحافظات المصرية  ، عكس إرادة شعب مقهور في مواجهة التطرف والإرهاب التكفيري . وكان تفويضاً شعبياً غير مسبوق للجيش المصري بقيادة الفريق عبد الفتاح السيسي بأن يقف مع الإرادة الجماهيرية ضد حكم الإخوان ، الذين دفعوا بالصراع السياسي ليتحول إلى صراع ديني . وطالما أن الشعب يمثل الشرعية فأن تفويضه الصريح للجيش بمواجهة الإرهاب والإطاحة بالإخوان وعزل مرسي هو مسوغ قانوني وأمر شرعي وليس انقلاباً عسكرياً ، كما يحلو للعديد من المحللين والناس وصفه . ومن المعلوم أن من حق الشعوب أن تخرج للشوارع في مظاهرات سلمية واعتصامات مدنية تطالب بخلع الرئيس وإجراء انتخابات مبكرة ، أذا كانت تعتقد بأن الرئيس لم يلتزم بعهوده وخيانة دستور البلاد ، وهذا سلوك ديمقراطي صميمي تكرر في أكثر من تجربة ديمقراطية . وما من شك أنه توفرت للإخوان المسلمين فرصة تاريخية لن تتكرر ابداً ، لكنهم أضاعوها بلمحة بصر ، وذلك نتيجة تغليب مصلحتهم الفئوية الضيقة على مصلحة الوطن وشعبه .
 
وفي الإجمال يمكن القول أن الإخوان المسلمين وجماعات الإسلام السياسي تقف أمام مأزق تاريخي بعد أن اختارت العنف والإرهاب والتطرف الديني طريقاً لها ، وهذا الموقف يمثل أكبر قطيعة بينها وبين شعوبنا العربية الإسلامية . وعلى جميع القوى الفاعلة في المجتمعات العربية أتن تعي وتستوعب الدرس جيداً بأن الشعب هو الذي جاء بالإخوان وأوصلهم لسدة الحكم ، وهو الذي أطاح بهم وعزل رئيسهم ، وأن إرادة الشعب هي الأقوى دائماً .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :