الأقباط متحدون | تقرير خاص : الكنيسة الارثوذكسية ستفقد ثلاثة ملايين شخص من أتباعها بحلول عام 2020
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٤:١٠ | الخميس ٣٠ يناير ٢٠١٤ | طوبة١٧٣٠ ش ٢٢ | العدد ٣٠٨٥ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

تقرير خاص : الكنيسة الارثوذكسية ستفقد ثلاثة ملايين شخص من أتباعها بحلول عام 2020

الخميس ٣٠ يناير ٢٠١٤ - ٥٧: ٠٣ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 
الكنيسة الارثوذكسية
الكنيسة الارثوذكسية

الكاتب : مايكل ماهر عزيز
في تقريرا خاص قُمت بإعداده عن وضع الكنيسة القبطية داخل مصر . كنت من المفترض أن أتحدث فيه أمام المؤتمر السنوي السادس الذي عقدته الهيئة القبطية الهولندية بأمسترادام ، ويتضمن هذا التقرير العقبات الرئيسية التي تقف أمام الحقوقيين والنشطاء الاقباط في الشأن السياسي ، وكان من إحدي تلك العقبات : إقحام الكنيسة بالعمل السياسي ، وإبتعادها شيئاً فشيئاً عن أهم أهدافها الروحية . وفي الحقيقة لم يرادوني الحظ بتلاوة هذا التقرير أو عرضه علي السادة الحضور ، لان المؤتمر كان يتناول فقط الاوضاع السياسية التي تمر بها بمصر بشكلاً عام .

التقرير كالأتي :  سلطان الكنيسة الزمني 

يجب أن نعترف أننا أمام كنيسة أصبحت خلال السنوات الماضية تمارس سلطاناً زمني  ، وهذا قد جاء نتيجة ضعف أداء الدولة المصرية وفشلها في إحتواء جميع أبناءها من طوائف الشعب المصري ، والحقيقة فكنيستنا القبطية العظيمة لا تتحمل مسئولية ذلك - لان - تداعيات الماضي وما حدث للحكومات المصرية المتعاقبة من إهتزازت وتصدعات خلال الستون عام الماضية، أُجُبرت الكنيسة من خلال ذلك أن تتحول إلي مؤسسة تابعة لمؤسسات الدولة ، وأصبحت تلك المؤسسة الروحية جزءاً من اللعبة السياسية بمصر ، وهذا خلق نوعاً من التصادم  في بعض الاحيان بين العلمانيين الاقباط وبين القيادات الكنسية في السنوات الاخيرة  .

 إن مشكلة الكنيسة القبطية لدي البعض هو إقحامها بالمجال السياسي وجعلها تلعب أدواراً ليست لها ، فالدور الذي نريد ان تلعبه الكنيسة وتركز عليه هو الخدمة الروحية فقط ، وليس الخدمات العامة ، فيقول الكتاب المقدس عن عمل الكنيسة الحقيقي : هو قيادة الناس الي التوبة والملكوت ، وليس الخدمة الاجتماعية او المال أو السياسة أو غيره .  إذ أن هناك فارق كبير بين الخدمة المسيحية والخدمة الاجتماعية : فالخدمة المسيحية - الهدف منه هو دعوة الخطاة إلي التوبة ونيل سر الغفران ويقوم بتلك الخدمة رجال الكهنوت فقط دون غيرهم .، أما الخدمة الثانية وهو الخدمة الاجتماعية فالهدف منه : خدمة الفقراء والارامل ، ولنا مثالا واضح وصريح عن هذا الامر فيقول سفر الاعمال عن لسان رسل المسيح " فدعا الاثنا عشر جمهور التلاميذ و قالوا للجموع لا يرضي ان نترك نحن كلمة الله و نخدم موائد " أع 6 : 1 . وبناءاً علي ذلك فقد تم تأسيس خدمة الشماسية الذي هدفه - بالمقام الاول - تقديم الخدمات الاجتماعية للمؤمنين بعيداً عن تدخل رجال الكهنوت بتلك الامور ، وذلك كي يخدموا كلمة الله دون  أي معوقات . ولكن كما ذكرنا : مع مرور السنين وإنعزال الاقباط عن الحياة العامة وتقوقعهم داخل اسوار الكنيسة نتيجة تهمييش الدولة لهم ـ أصبحت الكنيسة في موقف المسئولية وبات عليها أن تلعب الدورين : دور الخدمة المسيحية ودور الخدمة الاجتماعية وبذلك حلت الكنيسة محل الحكومات المصرية ، فتحولت من مجمع روحي إلي مجمع خدمات ، وأصبحت الكنيسة بالنسبة للكثير من الاقباط هي ملعب رياضي ، ونادي ، ومدرسة ، حضانة للاطفال ، ومستشفي ، ومهرجانات ، مسارح ، وكورالات ، وحفلات .

 لذا نستطيع القول بأن الكاهن المسيحي داخل مصر أصبح لا يستطيع القيام بأداء خدمته الروحية بشكلاً كامل ، ومن تأثير ذلك إختفت الكلمة الروحية داخل الكنيسة القبطية مقابل أزدياد العمل بالامور الطقسية المُلزمة علي الكاهن ، فأصبح الكاهن الارثوذكسي يؤدي تلك  الطقوس بشكل روتيني - كتأدية واجب ليس أكثر - وبعد الانتهاء من أداء تلك الشعائر الطقسية ينصرف الكاهن القبطي ليُشغل نفسه بالامور الادارية خارج مذبح الكنيسة ، وبالمشاريع الكنسية ،  وخدمة اخوة الرب - التي هي بالاساس ليست وظيفته كما قولنا ولكنها وظيفة الشمامسة في بداية العهد الجديد ( أنظر أع 1:6 ) - ليس هذا وحسب بل نجد ان هناك أباء كهنة أصبحوا يدمنون الجلوس خلف أجهزة الحاسوب متابعين مواقع التواصل الاجتماعي " الفيس بوك وتويتر " ويقومون بتضييع اوقاتهم بأشياء هم في غني عنها ، هذا بالاضافة للكهنة اللي مشغول فكرهم بالامور السياسية وحضور المؤتمرات والندوات السياسية .

لقد أصبحنا كأبناء روحيين للكنيسة القبطية الارثوذكسية نعيش مأساة في عصرنا الحالي ، تلك المأساة تكمن بأن رجال الكهنوت باتوا يبتعدون شيئاً فشيئاً عن هدفهم السامي وهو المناداة بالتوبة والسعي لإصطياد الخروف الضال وإنشغلوا بالامور الدنيوية كجمع المال والتبرعات والتقصير في البشارة بكلمة الله . وهذا ما اعتبره انحرافاً لمسار الكنيسة عن أحد أهم أهدافها السامية ، وبعـــد  كل ذلك نري أن الكاهن القبطي بات - يعاني ويشتكي - من عدم وجود وقتاً لديه لخدمته الاساسية التي قد رسم من أجلها ، وهو العمل الرعوي المتمثل في الدعوة بالتوبة والافتقاد الروحي  - هنا - نجد أن نتيجة ذلك - تزايد في أعداد المنحرفين عقائدياً وإرتداد البعض عن المسيحية - كنتيجة -  لعدم الافتقاد الروحي ، والاخطر من ذلك هو خروج أبناء الكنيسة القبطية للبحث عن كنائس أخري تحدثهم عن التوبة والخلاص ، وتقديم الكلمة الروحية التي يفتقدونها داخل كنيستهم الام .

  الكنيسة الارثوذكسية ستفقد نصف أتباعها بحلول عام 2020

وبناءاً علي ذلك نري إزدياداً ملحوظاً ومتنامي في إنتشار الكنائس الانجيلية داخل مصر بشكلاً غير مسبوق ، كنتيجة لضعف أداء الخدمة المسيحية داخل الكنيسة الارثوذكسية ، وضعف الاداء هذا يرجع كما ذكرنا بسبب إختفاء الكلمة الروحية تدريجياً داخل الكنيسة الارثوذكسية مع ازدياد العمل بالامور الطقسية الروتينية . ونري إن هذا التطور الملحوظ في أداء تلك  الكنيسة الانجيلية بدأ منذ الاعتراف بتلك الكنيسة كطائفة مسيحية إلي جوار الطائفة الارثوذكسية والطائفة الكاثوليكية ، وذلك في نهايات القرن التاسع عشر، وقد صدر الفرمان الهمايوني في ديسمبر 1850م، باعتبار الإنجيليين الوطنيين طائفة قائمة بذاتها ، هذا وتعتمد الكنيسة الانجيلية في خدمتها الروحية علي ثلاث عوامل رئيسية أدت إلي نجاحها وإثبات وجودها كطائفة مسيحية بمصر ، تلك العوامل هي : 1- خدمة الكلمة 2- خدمة الافتقاد 3- خدمة الترانيم . وأدي نجاح الخدمة الروحية للطائفة الانجيلية إلي انتشار الكنائس الانجيلية داخل القطر المصري بشكل غير مسبوق ، فقد كشفت دراسة أجرتها وكالة الأنباء القبطية بالتعاون مع عدد من المتخصصين في الشئون القبطية وقيادات الكنائس المسيحية في مصر أن عدد الكنائس البروتستانتية بلغ ألف و100كنيسة لتتساوي تقريبا مع عدد الكنائس الارثوذكسية التي تبلغ ألف و326 كنيسة .

ولو قمنا بحساب الاعوام الذي إنشئت فيه الطائفة الانجيلية داخل مصر عام 1850م ، وعدد كنائسها التي تبلغ 1100 كنيسة في المائة والاربعة وستون عام الماضية ، سنجد انه قد تم بناء 6 كنائس انجيلية كمعدل في كل عام منذ إنشاء الطائفة الانجيلية ، وهو أمراً يثبت مما لا شك فيه مدي انتشار الكنيسة الانجيلية وتفوقها علي حساب الكنيسة الارثوذكسية .. أما بخصوص تعداد أبناء الطائفة الانجيلية بمصر فيشير تقرير بحسب الإحصاءات المأخوذة من كتاب حقائق العالم الصادر عن وكالة الاستخبارات الإمريكية لعام  2011 أن تعداد الاقباط الانجيليين قد وصل إلي سبعمائة وخمسون ألف نسمة بنسبة قد تجاوزت 15% من تعداد الاقباط بمصر ، ووصول تعداد الاقباط الكاثوليك إلي مائتين وخمسين ألف نسمة أي بنسبة تجاوزت 5% من تعداد الاقباط . وتوجد تقارير أخري تتحدث عن أن نسبة الاقباط غير الارثوذكس قد وصلوا إلي ثلاثة ملايين نسمة أي ما يمثلوا 25% من نسبة الاقباط غير الارثوذكس بمصر ، وهذا العدد مرشح للزيادة في السنوات القادمة ، والذي من الممكن أن يصل نسبة اتباع الكنيسة البروتستانتية وحدها إلي أربعة ملايين نسمة ، والسبب في ذلك يرجع إلي عامل رئيسي وهو تقصير بعض الاباء الكهنة المحسوبين علي كنيستنا القبطية في الخدمة ، وخروج الاقباط من كنيستهم وذهابهم إلي كنائس أخري كي يملئوا الفارغ الروحي الذي ينقصهم .
 
بالنهاية إنشغال الكنيسة ، أي كنيسة ، عن رسالتها الروحية المتمثلة بنشر كلمة الرب ودعوة الخطاة إلى التوبة ، هو إهداراً لجسد المسيح ودمه الذي سفك عنا علي خشبة الصليب ، فنرجو من كل الكنائس المسيحية في مصر .. خاصتاً كنيستنا القبطية الابائية . نرجو منها الابتعاد عن الامور الدنيوية والتركيز في البحث عن الخروف الضال .

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :