شهدت الساحة المصرية في الثلاث سنوات الأخيرة العديد من التغييرات، وانقلبت الموازين السياسية ليصبح من هم على سدة الحكم في السجون والعكس صحيح.
 

ففي أعقاب انتفاضة يناير 2011 المعروفة إعلاميًا بأسم ثورة 25 يناير أطيح بنظام مبارك وتم محاكمة رجال النظام بتهم عدة .. وخلال تلك الفترة ظهرت تيارات الإسلام السياسي بأفرعها المتعددة، والتي كانت قبلاً مختصرة جميعها في جماعة الإخوان المسلمين، ولكن بعد تلك الانتفاضة والإفراج عن المعتقلين من الإرهابيين والتكفيريين المنتمين لتيار الإسلام السياسي .. امتلأت الساحة السياسية بظهور العديد منهم وبمسميات كثيرة ومختلفة منهم السلفيين والجهاديين وجماعة التكفير والهجرة والجماعة الإسلامية، لكن يجمعها العنوان الكبير وهو "عباءة الإسلام السياسي".

 

أختطف ذلك التيار انتفاضة يناير مستغلاً سقوط النظام والعواطف الدينية لدى السواد الأعظم من المصريين.

وبعد اعتلاء الإخوان الحكم تحولت أحلام المصريين الملقاة على عاتق الحكم الديني إلى كوابيس مزعجة، حيث أنتشرت أعمال العنف حيال المصريين.

 

وبسقوط حكم الإخوان المسلمين لمصر سقط حلم الخلافة وسقطت معها أقنعة التيارات الدينية .

وظهر المنقذ والمخلص المشير عبد الفتاح السيسي الذي أختطف مصر من قبضة الإرهاب، أو بالمعنى الأدق أستردها مصرية خالصة لشعبها .

وتلونت الأحزاب الدينية بنكهة تتناسب مع مزاج وطبيعة الشعب المصري ، حيث أعلنت الجبهة الوسطية لمواجهة الغلو الدينى والعنف السياسى، التى تضم عددًا من منشقى تنظيم الجهاد، عن تدشين حملة «منقذ مصر»، الأربعاء المقبل، كأولى خطوات دعم المشير عبد الفتاح السيسى، لرئاسة مصر.

بالإضافة إلى عقد مؤتمرات جماهيرية وحملات طرق أبواب لإجباره على إعلان ترشحه رسميًا.
 

وقال صبرة القاسمى، منسق الجبهة، أمين التحالف الاسلامى: إنه عقب تدشين الحملة، بحضور عدد من قيادات الجبهة والتحالف وجماعة الإخوان والجماعة الإسلامية، سيتم تنظيم فعاليات ومسيرات وحملات طرق أبواب لجمع توقيعات مؤيدة للمشير فى جميع المحافظات، وسيتم إعلان النتائج فى مؤتمر جماهيرى.

ويبقي السؤال: هل شهدت أفكار تلك التيارات الدينية تغيرًا حقيقيًا ودعم للجيش المصري وأندماج مع رغبات ومزاج الشعب المصري، أم إنه تلون تبعًا للموقف وتقية للوصول للهدف كما حدث بالسابق.