الأقباط متحدون | الخطيـــة التي لم تُغفـــر !!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:٥٥ | الثلاثاء ٤ فبراير ٢٠١٤ | طوبة ١٧٣٠ ش ٢٧ | العدد ٣٠٩٠ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

الخطيـــة التي لم تُغفـــر !!!

الثلاثاء ٤ فبراير ٢٠١٤ - ٥٩: ٠٨ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 نبيل المقدس                       

 " لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ خَطِيَّةٍ وَتَجْدِيفٍ يُغْفَرُ لِلنَّاسِ، وَأَمَّا التَّجْدِيفُ عَلَى الرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَرَ لِلنَّاسِ.
وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لاَ فِي هذَا الْعَالَمِ وَلاَ فِي الآتِي." متي 12 : 31 - 33
 أنتهز هذه الفترة , وهي فترة ولادة "الولــد" والتي تنتظره الجموع بعد عناء ومناشدات ودعوات إلي الله أن يأتينا بهذه الشخصية التي سوف يقبلها كل فرد مصري , والتي تليق بأن تكون هى قائدة لمصر العريقة و الأم الحنونة "مصر" .
 
 فقد إستلمتُ منذ سنة تقريبا ونحن في عز المعمعة السياسية سؤالا حول معني الآيتين السابقتين والموجودتين في مقدمة المقال , لكنني إعتذرت لصاحب السؤال للبحث والدراسة بسبب احوال البلد وقتها وإنشغالنا في دراسة دستور 2014.. وبعد الإنتهاء من مرحلة الدستور و الإعلان عنه بإكتساح عظيم , إذ بصاحب هذا السؤال يتصل بي مرة أخري ويسألنى بل ويذكرني عن أعطي له تفسيرا لهاتين الآيتين لأنه لم يجد الرد الذي يشبعه , لكن عندما بدأت افتح كتب التفاسير الكتابية  , إذ يأتي هاتف في بالي أن هاتين الأيتين تنطبق تماما مع الأحداث التي تخوضها مصر الآن ضد الجماعات الإرهابية ... فنحن كأبناء مصــر نقبل أن نتضرر كثيرا من هذه الجماعة الإرهابية في سبيل مصر , وربما نغفر لهم إن إعترفوا بإسائتهم في حق كل شهيد وفي حق كل انسان يعيش علي أرضها وأن يقبلوا العيش معنا كمصرين ... لكن  عندما يخطئون ويجدفون في هوية مصر ومحاولة تغيير طبيعتها كدولة إلي دويلات .. كل دويلة لها هوية مختلفة عن الأخري و مفككة من بعضها البعض فسوف لانغفر لهم ابدا لا في هذا العالم ولا في الآتي . أي لا للمصالحـــــــــــة . 
 
 وأود أن أقول إلي الذين يفرطون في هويتهم , فهم في الحقيقة يفقدون قدرتهم علي قبول الحق الإلهي ,و تمييزه ويبدأون في مرحلة الشلل وفقدان الوعي العقلي والروحي معا .. ففي كل جانب من جوانب حيـــاة الإنسان , تضيع القدرات عنده عندما يهمل إستخدامها , فالذي يتوقف عن إستخدام عضلة معينة في جسده يعرضها للضعف , والذي يهمل لغة معينة سبق أن تعلمها يعرضها للسهو والنسيان , ومن لا يعود نفسه سماع الموسيقي الراقية ويكتفي بسماع الموسيقي المتدنية سوف يفقد قدرته علي التذوق والتمتع بالموسيقي الحقيقية التي تُظهر طهارة الوجدان واحساس الحب ومودة العلاقات الداخلية للأنسان لأخيه الإنسان من نفس الوطن . لذلك إذا أغلق الإنسان عينيه وصم أذنيه تجاه صوت الحق , ونزع هويته الوطنية , وإتخذ لنفسه طريقا آخر لا يتفق مع الحق لتنفيذ أغراضه الدنيئة  ولا يساير هويته الوطنية المكتسبة من الأجداد , فسوف يفقد قدرته علي تمييز الحق من الباطل , ويفقد معرفته بأخيه الشريك معه في الوطن حتي يصل إلي مرحلة أنه يحسبه عدوا له وليس من جنسه بالإضافة إلي تكفيره. كل ذلك لأنه فقد الوعي الوطني والإدراك الروحي الصحيح.  
 
هذه هي الدرجة التي وصل إليها جماعة الإخوان الإرهابية لأنهم أغلقوا عيونهم وآذانهم أمام صوت الله .. كما أنهم نزعوا هويتهم المصرية , وأصروا علي أسلوبهم وطريقهم زمنا طويلا .. لذلك لم يستطيعوا أن يميزوا الصالح من الطالح وإعتبروا أن ألههم هو الحق اما إلهنا ما هو إله آخر تحالف مع الشيطان ... أي انهم كفروا المجتمع بجميع طوائفه وفئاته .. !! من هنا تبقي خطيتهم بدون غفران وما يترتب علي ذلك من عمليات المصالحة التي تقوم بها بعض الشخصيات تنفيذه غير مجدية تماما . فالمصالحة لا يمكن أن تتم بينهم وبيننا , لأنهم وصلوا إلي الدرجة أن تصبح التوبة بالنسبة لهم أمرا عسيرا. فهم قاموا ونفذوا ويمارسون عمليات القتل للشعب المصري أيا كان هذا الشعب يحوي جنودنا البواسل او لا يحويهم . فجميع عمليات الإنفجارات عن طريق القنابل البدائية او غير بدائية أو عن طريق تفخيخ السيارات , هي عمليات خسيسة قذرة .
 
كنت أتمني أن يكون هناك مصالحة لكن خطيتهم هذه و التي قامت علي أعمال البلطجة في الجامعات وفي الشوارع وخطف الجنود وقتل قيادات الأمن والجيش , وتعطيل المصالح وبث روح الفتنة بالهجوم علي الكنائس وهدم أكثر من 60 كنيسة في أيام معدودة .. كذلك اعتصماتهم التي تحلت بالقذارة وقلة الأدب , وأخطر من كل هذا تخابرهم مع دول أجنبية لتنفيذ أجندة خاصة لهؤلاء البلدان ضد مصر وأبنائها ... كل هذه الأفعال جعلت من المصالحة من رابع المستحيلات . أغلقت كتب التفاسير ولم أستطيع أن أكمل وسرح خيالي مع أغنية أم كلثوم مرددا معها هذه الأغنية مع تغيير بعض الكلمات :
 ودقت الإنفجارات تصحي الليل   .... وحرقة الأهات في عز الليل
وقسوة التنديــد .... والوعيـد والتهديـــد ... لسه ما همش بعيـــد
وعايزنا نرجع زي زمــــــان ... قول للزمــان إرجع يا زمـــــــان 
وهات لي قلب لا داب ولا حب .... ولا إنجـــرح ولا شاف إخـوان 
"مع الإعتذار لأم كلثوم"
فتجديفهم علي الهوية المصرية ومحاولة نزعها من كل مصري هي الخطية الكبري التي لا نستطيع أن نغفرها لهم .. لذلك أناشد كل الذين يحاولون إقامة مصالحة بيننا وبينهم أن يوقفوا محاولاتهم وكفاكم اللعب علي أحاسيس المصريين.  
                                                                                  
                                                                                          
 
 
 
      
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :