الأقباط متحدون | الشتات لحظة الخطر
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٦:٢٩ | الاربعاء ٥ فبراير ٢٠١٤ | طوبة ١٧٣٠ ش ٢٨ | العدد ٣٠٩١ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

الشتات لحظة الخطر

الاربعاء ٥ فبراير ٢٠١٤ - ٥٢: ٠٨ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم د. أحمد الخميسي
لم تشهد مصر على مدى تاريخها سيرك تبدلت فيه المواقف والأزياء تبعا للمصالح وتغيرت فيه الأدوار والآراء كالسيرك الفكري الذي شهدته في السنوات الثلاث الماضية. وستبين أية مراجعة سريعة لأرشيف الصحافة خلال تلك السنوات أية تحولات مذهلة وبراقة قام بها جناح ضخم من الانتلجنسيا من عشرات المواقف إلي عشرات المواقف الأخرى المناقضة.

حاول أن تجد كاتبا واحدا لازمته فكرة لا تفارقه تقوده عبر المنعطفات إلي حقيقة يؤمن بها. حاول أن تجد قطرة نور بيضاء سابحة بثبات إلي الناس. ليس سطح النهر المتدفق بعلب الصفيح وقش الخداع وعكارة العظمة والمكر هو ما يثير الأسف بل شتات النور! حين يكون كل منا وحده يحتكم إلي ضميره لكننا معا عاجزون عن رؤية الهدف و شق الطريق المشترك. في ثورة 1919 كان ثمة أهداف قومية اجتمع عليها النضال المصري: الاستقلال والدستور. في ثورة 1952 التف الناس حول التحرر الوطني والتصنيع والتنمية. الان، إما أنه ليس ثمة شيء يوحدنا، أو أن القدر – كما في رواية العمى لساراماجو – حرمنا من البصر ورؤية القاسم المشترك. هناك سؤالان مضمران، منشوران، واضحان، مبهمان: من الذي نحاربه ؟ ولأجل ماذا نحارب؟.

لكن ما من إجابة مشتركة على السؤالين، ولانصف أو ربع أو ثمن إجابة مشتركة. إلا أننا نواصل سيرنا إلي الأمام، بنادقنا على أكتافنا. أقدامنا مغروزة في شهدائنا. نمضي قدما، بأمل أن تشتعل من سيرنا فكرة فنرى عدونا وندرك لأجل ماذا نحارب. المأساة ليست في الزيف والكذب، بل في الحقيقة والصدق. المؤلم ليس احتشاد القتامة في السماء، وليس مواقف الذين يدعون أنهم المتحدثون باسم الثورة، ولا الناطقين بما امتلأت به جيوبهم من تمويل أجنبي، ولا قادة الأحزاب الديكورية التي تمارس غسيل الأفكار، ولا الذين يفردون قلاعهم في ريح كل سلطة، المؤلم شتات النور الذي يسبح بثبات نحو آمال الناس في الطعام والعلاج والتعليم والعمل والتنمية والتصنيع والسكن والثقافة. ذلك النور الذي يسعه إذا اندلع أن يحرق بسطوعه عتمة الضياع.

في لحظة الخطر يعلو الشعور بأولوية وجود الجماعة على أي اعتبار. يسود ما يعرف بالتفكير الجمعي عندما تتطلب حياة الجماعة نوعا من التوافق. ومع أننا نمر بلحظة دقيقة كالمشي على حافة سكين إلا أننا لا نرى أثرا للشعور بخطورة الوضع في التفكير الجمعي. وإذا نقلنا مفهوم " التفكير الجمعي" من مجال علم النفس إلي السياسة سنجد أن المقصود هو برنامج يجمع القوى الوطنية في مواجهة الخطر. لكن ما من تصور أو مقترح يعكس روح الجماعة ،

بل إننا ننزلق إلي " اضطراب التفكير الجمعي" وهو مصطلح صادفته عند أستاذة علم النفس د. هناء سليمان، ووجدت فيه أفضل تعبير عن وضعنا. نحن مهددون بجرجرتنا إلي المسار السوري، وبالإرهاب الديني. وبعودة حكم الفلول بأقنعة جديدة ، وبدولة بوليسية ، وبانفجار الأزمة الاقتصادية، وبالرغم من ذلك فإن شيئا لا يستنفر فينا التوافق! لكن أيمكن أن نصل إلي تفكير جمعي وتوافق إذا كنا لا نرى من نحاربه ؟ ولا ندري من أجل ماذا نحارب؟ ونواصل سيرنا فرادى ببسالة محكوم عليها بالموت، بأمل أن تشتعل الفكرة من خطونا فيلوح طريق؟
 
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :