أيها السادة رفقاً بعقولنا
صوره تعبيريه
بقلم : مادونا شاكر
فى الوقت الذى ننتظر فيه أى بادرة أمل تعيد لنا الثقة فى الحكومة والجيش وتغيير الحال من أسوء إلى أقل سوءً .. أى تغيير يُذكر لا نجد أمامنا غير كل تخاذل أمنى وحكومى وشعبى وإستهانة بكل دم قبطى يسيل ويهدر بلا سبب منطقى سوى أن الذى يقتل ويذبح لديه إيمان كامل بأنه يقتل مسيحى كافر يستحق القتل لمجرد أنه لا يؤمن بعقيدته .. فالطريقة البشعة التى تم بها قتل السبعة مصريين الأقباط فى بنى غازى بليبيا تدل على أن القتلة نفذوا جريمتهم بعد أن تأكدوا جيداً بأن هؤلاء المصريين مسيحيين من خلال وشم الصليب الذى يظهرعلى أياديهم فإقتادوهم وفتكوا بهم بشكل بشع ووحشى .. وفى كل حادثة وكارثة تحدث للأقباط يكون لهذا السبب وليس لغيره أنه مسيحى وأيضاً فى كل مرة تتكرر تلك المبررات الكاذبة الغير منطقية بلا خشى ولا حياء بدم بارد من ناس للأسف هم مسؤلون كبار ولا أعلم هم مسؤلون عن من بالضبط عن أنفسهم وذويهم فقط أم عن شعب بالكامل أولاهم الثقة التى لا يستحقونها بالمرة وإنما يكفيهم أن يكونوا مسؤلون عن أنفسهم وكفى .. وللأسف الظاهر فقط أن الشعب يريد الحرية والديمقراطية والتغيير .. ولكن الحقيقة المرة ليست كذلك فلازالت العقول منغلقة والتطرف والتعصب يملأ جنبات كل شبر فى أرض مصر .. فمن أين سيأتى التغيير!!
هل من الحكومة وحدها ؟ .. وكيف ستطبق الديمقراطية التى هى لا شرائع ولا قوانين وإنما هى بالحرى طريقة تفكير وثقافة وسلوكيات شعب ولكن الشعب مازال يصرعلى التخلف والرجعية مازال يقبع داخل كهوف الجهل والتطرف والمبالغة الزائدة فى الفرح والحزن والعنف ولا يريد أن يتحرر من كل عاداته السيئة وعيوبه وينتقل من ذلك المستنقع الذى عاش فيه سنين طويلة إلى حياة أفضل كإنسان له كرامته وإحترامه وحريته .. هو نفسه الذى يريد أن يكبل نفسه بنفسه ولا يريد لعجلة الحياة أن تمضى وليس زمرة من الأشرار هم السبب .. ولو كانوا زمرة من الأشرار لكنا تغلبنا عليهم سريعاً لأننا لسنا مكبلين ولا قليلين العدد فبسم الله ماشاء الله العدد فى اللمون وفى إزدياد مطرد والناس مازالت تتزوج وتنجب كالأرانب حتى لو كانت تعيش تحت الأرض ودخلها معدوم .
بالأمس القريب كانت حادثة ذبح الأسرة المسيحية السكندرية التى راح ضحيتها أربعة أبرياء لا ذنب لهم وخرج علينا السادة المسؤلين وخير اللهم أجعله خير قلنا هيحققوا بضمير المرة دى ومش ممكن يعنى دى أسرة بالكامل مرة واحدة وبعدين فيها طفل بريئ ملوش ذنب وإنتظرنا يتحفونا بحاجة تبرد صدرنا وتصبرنا على بلاوينا .. وفجأة نلاقى إنه تمخض الجبل فولد فأراً وقال أيه قبضوا على المجرم إبن الشغالة اللى عمل العملة السودة دى وبالتحقيق مع الباشا لقوا إنه كان على إتفاق مع المرحومة أنهم يخلصوا على جوزها وأخته لأنها كانت على علاقة بالواد اللى مقطع السمكة وديلها ده علشان يخللهم الجو .. وبعد يا عين مامتها ما تعبت من الذبح قالت له أرتاح شوية وأرجع أكمل معاك التقطيع كأنها مثلاً هتقطع ديك رومى مش جوزها عشرة عمرها .. ولما هو أتجنن من منظر الدم راح مخلص عليها هى وإبنها .. فين بقى العقل والمنطق (على رأى عبد الفتاح القصرى : أنا فى عرض المجمع اللغوى ) يعنى ليكون المجرم مختل عقلياً أو يكون بينه وبين الضحية تار أو خناقة أو يكون القاتل على علاقة جنسية بالزوجة بحيث لازم يشوهوا سمعة الست حتى بعد مماتها مش كفاية الموتة البشعة اللى ماتت بها.. يا جماعة أرحمونا شوية من الطرطور اللى عايزنا نلبسه بالعافية ده .. إرحمونا شوية من الإستغفال والإستخفاف بعقولنا وطبقوا المدعو قانون اللى عفن فى مكاتبكم .. ده لو فى أى دولة محترمة تانى كانت حقوقهم جات لهم على طول بدون نقاش .. قال ويقول لنا تغيير وقوانين وحقوق وكل الكلام العبيط ده كله .. فى المشمش إنشاء الله طول ما الضمير معدوم والدم المصرى رخيص وحقوق الأقباط رايحة مفيش ديمقراطية ولا حتى ملوخية .
لو لم يتم التحقيق الجدى فى حادثة بنى غازى الإرهابية التى راح ضحيتها السبعة أقباط بضمير وبالقانون وليس بالقرطسة والتبريرات العبيطة هذه التى تقيأناها لا يمكن أن تقوم لمصر قائمة بعد الآن ولا يأتى أحد بعد ذلك ليقول لنا نسيج واحد ويد واحدة ومصريين ومساواة وكل تلك المصطلحات الهشة الجوفاء لأننا لو كنا كذلك كنا حصلنا على حقوقنا القانونية كاملة بدون لف ولا دوران لإرضاء الغالبية العظمى من المتطرفين .. وإن لم يحصل القبطى المظلوم على حقوقه الطبيعية فى العيش بأمان بل وكل مصرى مظلوم لن نتأمل ولا نستطيع أن نتطلع بعد اليوم إلى أدنى تغيير أو حرية أوعدالة إجتماعية حقيقية لأنه أى كلام بعد هذه المهاترات والسخافات المتكررة من قبل السادة المسؤلين يعد تحصيل حاصل لا طائل من وراءه .. لك الله يا مصر .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :