الأقباط متحدون | تجديد الخليقة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:٥٧ | الأحد ٢٧ ابريل ٢٠١٤ | برمودة ١٧٣٠ ش ١٩ | العدد ٣١٧٢ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

تجديد الخليقة

الأحد ٢٧ ابريل ٢٠١٤ - ٤٢: ١٠ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم نسيم عبيد عوض


سقط الإنسان الأول آدم فى خطية المعصية والتعدى فتغيرت خلقته ‘ ففقد صورةالله التى خلق عليها ‘ عرف الشر وعن طريقه سلك الشر طريقه لكل البشرية( بإنسان واحد دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت.) رو5: 12‘ وتشوهت صورة الإنسان الذى خلق يوما على صورة الله ومثاله فى البر وقداسة الحق كقول الرسول( وتلبسوا الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله فى البر وقداسة الحق. أف 4: 24)‘  وشملت عقوبة الله كل الخليقة : 1- للمرأة تكثيرا أكثر اتعاب حبلك. بالوجع تلدين اولادا. والى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك. 2- ولآدم قال لانك سمعت لقول امرأتك واكلت من الشجرة التى اوصيتك قائلا لا تاكل منها  ( 3- ملعونة الأرض بسببك ) بالتعب تاكل منها كل ايام حياتك .
 
شوكا وحسكا تنبت لك وتاكل عشب الحقل. بعرق وجهك تاكل خبزا حتى تعود الى الأرض التى أخذت منها . لانك تراب والى تراب تعود.  4- وللحية قال لأنك فعلت هذا ملعونة انت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية . على بطنك تسعين وترابا تاكلين كل ايام حياتك. واضع عداوة بينك وبين المراة وبين نسلك ونسلها. تك3: 14- 19.
 
أثر سقوط الإنسان على حياته مع الله ومع خليقته:   1- قبل الخطية كان يتمتع بسلطانه على كل الخليقه كقول الرب " وباركهم الله وقال اثمروا واكثروا واملأوا الارض واخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض. تك 1: 28 ‘ واصبح عليه ان يتعب ليأكل خبزا ولعنت الأرض بسببه لتعطيه شوكا وحسكا.  
 
 2- كان الإنسان يعيش فى أحضان الله سعيدا بالمحبه الإلهيه " واخذ الرب الإله آدم ووضعه فى جنة عدن .."تك2: 15.    3 - وأعطى الله آدم حواء لتعينه فى الحياة فصنع له معينا نظيرة.تك2: 18-25.   4 -  وبعد الخطية عرف قلب آدم الخوف حتى انه إختبأ من مواجهة الله الذى كان سعيدا بالحياة معه ‘فاصبح لا يستطيع الإقتراب منه " فاخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل الارض التى أخذ منها. فطرد الانسان .." تك3: 23-24.   5- أثرت الخطية على وجود الإنسان وحياته ككائن حى  يحمل صورة الله ويستمد حياته ووجوده منه (ونفخ فى أنفه نسمة حياة فصار آدم نفسا حية.تك2: 7) ‘ وبمعرفته الشر طرد من الجنة كقول الرب لعله يمد يده وياخذ من شجرة الحياة ايضا وياكل ويحيا الى الأبد.تك 3: 22‘ ولأن دخول الشر فى جسم الإنسان أورثه الفساد و الموت وفقد الحياة الأبدية الموعودة له مع الله فقال الله لا يدين روحى فى الإنسان الى الأبد
 
. تك6: 3 ‘ فحزن الرب الإله أنه عمل الانسان فى الارض وتأسف فى قلبه فقال الرب : أمحو عن وجه الأرض الانسان الذى خلقته."تك6: 6و7
وحتى بعد ان أغرق الله الأرض ومن عليها وأبقى فقط نوح وامرأته وأولاده الثلاثة وزوجاتهم كبداية لحياة جديدة صالحة‘ ولم يحدث بل إستشرى الشر فى النفس البشرية وإمتلأت الارض بالصراعات والخراب والدمار والإنحرافات الجنسية فى كل مكان على مستوى الافراد والشعوب ‘ فماذا فعل الإنسان لعلاج هذه الشرور؟ لدينا قوات البوليس ‘ القانون ‘ القضاة‘ الحكومات وماتفرضه من عقوبات ‘ السجون ‘ المستشفيات العلاجية للجسد والعقول ‘ ومع ذلك فشلت المجتمعات فى علاج المصابين بالشر ‘ فقد ظل الشر كامنا داخل الإنسان ‘ ولماذا؟ لان ضمير البشر فسد بالشر ولا شيئ بشرى يستطيع معالجة الضمير ولا شيئ يستطيع أن يحل محل ضمير الإنسان .
 
وعلى مدار العصور الماضية قام المصلحين الاجتماعيين والفلاسفة بتقديم علاج للمشاكل التى ظنوا أنها تقضى على الجرائم مثل الفقر ‘ ولكن كما نرى فان الفساد يستشرى والاخلاق تنهار والشر يتزايد ‘ فشلت كل القوانين الوضعية فى إستئصال الشر ‘ لان الشر كامنا فى داخل الإنسان‘ ولا يمكن إنتزاعة بالقوة المادية‘ فالشر يصيب كل قوى الإنسان الروحية والفكرية والجسدية ‘ واضبح المرض العضوى لا علاج له إلا بإستئصال سبب المرض ‘ وحتى عرف الإنسان الأديان وعبادتها وكانت جميعها تحث البشر على الطاعة لله مهما كانت صورته ‘ وأيضا لم يستأصل الشر من الإنسان.
 
" ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من امرأة مولودا تحت الناموس. ليفتدى الذين تحت الناموس لننال التبنى."غل4: 4‘ وهكذا أتى السيد المسيح أو (الرب يسوع المسيح ومعناها يهوة المخلص) أتى ليخلص ماقد هلك ويحقق وعد لله بالخلاص منذ بداية السقوط ‘ كقوله للحية القديمة التى دخلها إبليس وأغوى آدم وحواء على السقوط وعدم طاعة الله  " وهو يسحق رأسك" تك 3: 15‘ اتى السيد المسيح ليعرف البشر ان الخطية والشر هو مرض الروح ‘ وأن الإنسان بدون الله الوحيد لا علاج له " لا يحتاج الإصحاء الى طبيب بل المرض ."مت9: 12‘  وهكذا أتى الله الطبيب الحقيقى للإنسان يسأله أتريد أن تبرأ؟‘ فالله يسعى اليه دون أن يطلبه ‘تحقيقا للنبوة التى قالت" وجدت من الذين لم يطلبونى ‘ وصرت ظاهرا للذين لم يسألوا عنى.." رو10: 2 ‘ ففى معجزة تفتيح عينى المولود أعمى (يو 9)لم يطلب الرجل أن يشفيه أحد ولكن ذهب اليه السيد المسيح وشفاه مؤكدا ان ذلك الرجل ولد بهذه العلة الخلقية لكى تظهر أعمال الله فيه يوح9: 3‘ وهذا كان مرضا عضويا ولكن الرب أيضا ذهب للمريض روحيا وسعى اليه وهو رئيس العشارين زكا ‘ ولمجرد وجود المسيح فى حياة زكا صرخ وقال " ها أنا يارب أعطى نصف أموالى للمساكين وان كنت قد وشيت باحد أرد له 4 أضعاف ‘ وقال الرب عنه " اليوم حصل خلاص لهذا البيت إذ هو أيضا ابن ابراهيم. لأن ابن الانسان قد جاء لكى يطلب ويخلص ماقد هلك." لو19: 1-10.
 
 
كانت البشرية بكل شرورها تشبه انسانا ينزف دما غزيرا ويحتاج الى نقل دم ‘ من نفس فصيلة دم المريض حتى يستمر حيا ‘ وبدأ الله فى العلاج فور سقوط الإنسان ‘ فأعد البشرية للعلاج الحقيقى والناجح أى العلاج الروحى والعودة لأحضان الله كما كانت البداية‘ فأرسل لهم الأنبياء ورؤساء الأنبياء والمبشرين ‘ كقولنا فى القداس الغريغورى " أنت الذى أرسلت لى الأنبياء من أجلى أنا المريض.‘ وطوال بشارة أنبيائه كان يهيئ لهم مبعث النور القادم ليمحوا الظلمات من حياتهم ويعيد خلقتهم من جديد وهو بالتجسد الإلهى ‘
 
ولكن نجح الأنبياء فى شيئ واحد وهو تشخيص المرض ‘ مرض البشرية ‘ فعرفوهم بفظاعة خطاياهم‘ وان مسواهم الهاوية كعقوبة لها ‘ وهذا ما إستطاعوا القيام به. فبالوصايا التى أعطاها الله لموسى النبى على الجبل ومابعدها من فرائض ‘ حفظوها وعجزوا تماما عن الإستفادة منها ‘ وبها عرفوا الخطايا ولكن لم ينجحوا فى التوبة والعودة لله ‘ وكما قال الرسول العظيم بولس " لأن بالناموس معرفة الخطية ..فالجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله" رو3: 2 " وأما الناموس فدخل لكى تكثر الخطية رو5: 20 ‘ فلم يكن للناموس قدرة على إصلاح وعلاج العيوب والخطايا‘ لأن المشكلة لم تكن فى الناموس ذاته بل فى الإنسان نفسه "لأن الناموس مقدس والوصية مقدسه وعادلة وصالحة.
 
رو7: 7 ‘ كانت المشلة الحقيقية داخل الإنسان ‘ حتى صرخ الرسول " ويحى أنا الإنسان من ينقذنى من جسد هذا الموت" رو7: 14‘ إذا السؤال الأزلى كيف ننزع هذا الشر داخل النفس البشرية ‘ أو بمعنى أصح كيف تتجدد الخليقة ‘ وهذا كان السبب الرئيسى فى قدوم الله على الأرض  ليأخذ جسدا ويحل بيننا ..ومن ملئه نحن جميعا أخذنا . ونعمة فوق نعمة .لأن الناموس بموسى أعطى.أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا. الله لم يره أحد قط الأبن الوحيد الذى هو فى حضن الأب هو خبر."يو1: 14-18.
 
وكقول معلمنا القديس بولس الرسول " إذا كان أحد فى المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديدا.." 2كو6: 17‘ وكقول الوحى الإلهى" وأما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أى المؤمنون  باسمه . الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل. بل من الله ." يو1: 12-13 (خليقة جديدة) ‘ وكقول الرب بفمه الكريم لنقيديموس" الحق الحق أقول لك ان كان احد لا يولد من فوق لا يقدر ان يرى ملكوت الله." يو3: 3 ‘ وأيضا" ان كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله .
 
" (الميلاد الثانى بتجديد الخليقة)- يو3: 5 – ‘ المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح." يو3: 6‘ وقررها يوحنا المعمدان لليهود " الذى يؤمن بالأبن له حياة أبدية . والذى لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله ( وهو الموت)يو3: 26‘ وختاما يفسر لنا معلمنا القديس بطرس كيف أصبحنا خليقة جديدة فى المسيح يسوع
 
" مولدين ثانية لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية الى الأبد."1بط1: 23. أمين.
 

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :