مرة أخرى وأخيرة مع الدكتور تامر العقاد .... ويا ليته كان مثل أستاذنا العقـاد الذى عرفنـاه .. ؟!
بقلم : رشدي عوض دميان
عودة مرة أخرى - وأرجو أن تكون الأخيرة - إلى رؤية الدكتور تامر العقاد فى موضوع بناء الكنائس الحديثة والمعاصرة وآراؤه الأخرى التى تَعَرَّضَ فيها لأقباط مصر وكيانهم وهويتهم وكنائسهم التى يُقيمون فيها صلواتهم ومساكنهم التى يقطنونها ، بل وأكثر من ذلك ، فقد تَعَرَّضَ - مُسْتَنْكِرَاً ومُتَأفِفَاً - للأسماء التى يطلقونها على أولادهم !! وقد تفضل بالإشارة إلى بعض الأسماء التى تُطلق على الأولاد ، ولا أدرى لماذا لم يُشِر إلى الأسماء التى تُطلق على البنات ؟! كما أشار إلى ما أسماه بالعادات القديمة للأقباط مثل ( وشم الصلبان على الايدى ) ؟! و ( تعليق الصلبان على الصدور وفى الميداليات ) ؟!
كما ذهب تامر العقاد إلى ما يبعث على الضحك والبكاء فى آنٍ واحدٍ !! عندما إتهم أقباط مصر بأنهم يخططون لما هو قادم كرؤية استراتيجية - بحسب ما
ذكره هو بالحرف الواحد - حيث ان القلاع الحصينة تستعمل كحصن وتحصين ؟! والأبراج العالية للإستكشاف والتخطيط والدفاع ؟! وما تحت الأرض للأمان وتخزين المواد الغذائية والمخابز والمياه إلى مدد تطول او تقصر حسب مدة إنتهاء ما يخططوا له ، أو تَدَخُل أو وصول مايتخيلون أنه قادم لا محالة ( نفس عمل المخابىء والملاجىء ) ؟! أما الصلبان العالية المضيئة والمجسمة لكى تتبينها عن طريق الفضاء والأقمار الصناعية وجوجل ارث ( لو غير مجسمة لن تظهر ) لكى يتم تجنيبها والابتعاد عن محيطها ؟! ولكن تامر لم يذكر لنا أية معلومات عن طبيعة واسم الأداة التى سوف تتبين الصلبان العالية
المضيئة والمجسمة لكى تتجنبها وتبتعد عنها وعن محيطها ؟؟!!
فى مقالتى السابقة التى أوردت فيها ما كتبه تامر العقاد بالكامل ، كنت قد عقدت العزم على الرد على كل هذه التُرَّهَات والأكاذيب التى إن دعت إلى شئ من
رد الفعل ، فلا أجد لها مدعاة غيرالرثاء الذى يحق على عقلية وتفكير الأخ تامر ومن هم على شاكلته ؟! ومن ناحية أخرى أجدنى لا ألقى بأية لائمة عليه أو عليهم ؟! ذلك لأننى قرأت بين سطور رسالته أنه كان قد عاش فترة مولده وطفولته قبيل وفاة جمال عبد الناصر ، أى أنه نشأ وتربى ووعى الحياة فى بدايات نصف العقد الثانى من سبعينيات القرن العشرين ، وهذه الحقبة بالذات هى التى شهدت الإنهيارات التى خلخلت وزعزعت بل وقوَّضت بنية الشخصية المصرية وبخاصة الجانب الإسلامى منها ؟! هذا الجانب الإسلامى للشخصية المصرية قد تسمم بالفكر البدوى الوهابى الذى أتى به الشيخ محمد متولى الشعراوى وروجت له أجهزة الإعلام الحكومية وعلى رأسها التليفزيون المصرى ، ومن ثم سار على نهجه - الذى يدعو لكراهية ونبذ غير المسلمين - أئمة المساجد وشيوخ الدعوة الإسلامية حتى وقتنا هذا ؟!
كما أن هذه الحقبة أيضاً تمثلت فى بداية ظهور الوجه الحقيقى للحاكم المصرى محمد أنور السادات الذى وصف نفسه بأنه رئيس مسلم لدولة إسلامية ؟! علاوة على اللقب الذى أعطاه هو لنفسه وهو لقب ( المؤمن ) الذى يعقب مُسَمَّى وظيفته وهى ( الرئيس ) ؟! كما لا أنسى أن أذكر فى هذا السياق الحالة التى أصبحت عليها المستويات التعليمية والثقافية لهذه الأجيال التى شَبَّت ونمت وكبرت فى مجتمع يُكَفِّر كل من له عقل مستنير وفكر متحضر لا يخضع لقيود الفكر البدوى الجامد ؟! لذلك فأنا أرى أننا لا يجب أن نلقى بكل اللوم على الأخ تامر ومن هم على شاكلته إذا كان هذا هو حال ومستوى فكر رؤساءهم وشيوخ مساجدهم ومن يدعون أنهم قادتهم ومرشديهم وأولى الأمر لهم ؟!
وعودة إلى الدكتور تامر العقاد - الذى ما زال يلاحقنى برسائله التى من نفس النوع حتى الآن - !! ولا أجد غير أن أطلب منه أن يراجع نفسه ، وأن يعطى لنفسه مساحة كافية من إعمال العقل بشريطة أن ينقيه من الغبار الذى نفضته عليه الكتب الصفراء ، وأن يُلقِى عنه إدعاءات الشيوخ وأئمة المساجد ؟! كما أدعوه لأن يحاول أن يفكر بأسلوب هادئ متعقل ومتنور وواعٍ ، ومرتفع إلى مستوى راقٍ ومتحضر ، ولا أن ينزلق ويتردى فقط إلى مستوى منحدرات القيل والقال ؟!
ويا عزيزى الدكتور تامر العقاد ، أشك أنك تمت بصلة قرابة للأستاذ الكبير عباس محمود العقاد ، بل أشك أنك قد سمعت عنه أو حتى تعرف من هو ؟! ولو أننى كنت أتمنى أن تكون فقط على سجايا وشيم وخصال وعقل وعلم وفكر أستاذنا الكبير ، هذا العملاق الذى كان قد أثبت بكل الأدلة والبراهين العلمية والتاريخية زَيْف ما يُسَمَّى بإنجيل برنابا وعدم صحته ، كما أكد فى بحثه هذا أنه لو كان هذا الإنجيل حقيقياً لكان ذلك طعناً فى صدق وصحة القرآن بحسب المعتقد الإسلامى !! هذا الأستاذ الكبير العملاق المتواضع الذى أغبط نفسى على أننى نهلت أنا شخصياً وما زلت أنهل الكثير والكثير من ينابيع علومه الراقية الأدبية العربية والعالمية فى زمنٍ لم تكن الرؤوس قد إندفنت فى الرمال مثل النعام ؟! وفى عهدٍ لم تكن قد ظهرت على ساحته بعد من تفتق ذهنه على أن الأقباط يبنون كنائسهم على طريقة الدُشَم العسكرية المضادة لاختراق الدبابات والقذائف بأنواعها ؟! بل ويَدَّعى أن هذه الكنائس تم تصميمها على هيئة قلاع حصينة تُستعمل كحصن وتحصين ؟؟!! كما أنهم يُقيمون الأبراج العالية للإستكشاف والتخطيط والدفاع ، وما تحت الارض للأمان وتخزين المواد الغذائية والمخابز والمياه إلى مُدَد تطول أو تقصر حسب مدة إنتهاء ما يخططوا له ؟؟!!
كلمة أخيرة أقولها للدكتور تامر العقاد وهى عبارة عن مقولة قالها قديماً أحد الحكماء :
( الجهل هو موت الأحياء ، والحماقة هى داء ليس له دواء . )
وأخيراً لا يفوتنى أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير لكل القراء الأعزاء الذين ساهموا بتعليقاتهم وآرائهم على مقالتى السابقة ، وأخص بالشكر الذين أشاروا على بعدم تكليف نفسى مشقة الرد على مثل هذه التُرَّهَات والأكاذيب والمغالطات ، كما أشكر الأستاذ الكبير لطيف شاكر الذى لفت نظرى إلى الآية التى تقول :
’’ فِى أُذُنَىْ جَاهِل لاَ تَتَكَلَّمْ لأَنَّهُ يَحْتَقِرُ حِكْمَةَ كَلاَمِكَ . ‘‘ سفر الأمثال 23 : 9
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :