مساهمة مشيخة قطر في حماية الأمن القومي الإسرائيلي
صورة تعبيرية
بقلم : عساسي عبدالحميد
(...قطاع غزة يضيق بساكنيه من الفلسطينيين، لا باب أمامهم غير معبر رفح، و لا وجهة لهم غير سيناء .... ) والكلام هنا لكبير الدبلوماسيين السابق القطري حمد بن جاسم آل جبر ، والمناسبة لقاء جمعه بنظيرته ذات الظرف والملاحة وزيرة الخارجية الإسرائيلية على هامش منتدى الدوحة للديمقراطية والتجارة الحرة الذي احتضنته العاصمة القطرية في شهر أبريل من سنة 2008، قطاع غزة شريط ضيق طوله 40 كلم وعرضه ما بين 5 و8 كلم ويعد من أكثر المناطق كثافة بالعالم، فسيناء إذن هي حاضنة الغزاويين الطبيعية ونافذتهم نحو حياة أرحب، هذه التغريدة الفريدة أبدعتها حنجرة الشيخ حمد بن جاسم على هامش لقاء "ثنائي" جمعه مع "تسيبي ليفني" في فترة استراحة وجلسة شاي تخللت أشغال هذا المؤتمر (...) واستكمل بجلسة سرية جمعت ممثلي دبلوماسية الدولتين قطر وإسرائيل(...)، زيارة ليفني الرسمية لقطر في ذلك الشهر من تلك السنة و حضورها لأشغال المؤتمر وإلقائها كلمة بالمناسبة وصفه الإعلام الإسرائيلي وساسة تل أبيب بالحدث الهام والانجاز الكبير للدبلوماسية الإسرائيلية، ( ...قطاع غزة سيضيق بساكنيه ونحن الإسرائيليون من جهتنا سنضيق عليهم الخناق،أي سنرهبهم بعض الشيء حتى يرون في سيناء الملاذ الأرحب الذي يمنح المن والسلوى لقاطنيه وعابريه ، هكذا كان حال لسان ذات الظرف والملاحة يقول ومعها كل قادة إسرائيل ...) ثم توالت اللقاءات على أعلى المستويات بين القطريين والإسرائيليين بخصوص هذا الشأن حتى فترة حكم مرسي ...
يومها، لم يكتفي زير الخارجية حمد بن جاسم آل جبر بهذا عندما وصف شريط غزة بالضيق أو عندما تفتقت عبقريته باقتراح آفاق رحبة شاسعة وحياة أفضل لسكان غزة بربوع سيناء بل ختم تغريدته هاته بما هو مسك ،نعم ذلك النوع من المسك الذي يروق لقادة تل أبيب أن يسمعوه ويسمعوه للعالم ، قال حمد بن جاسم أن حق اسرائيل في العيش بأمان وسط جيرانها العرب مسؤولية ملقاة على عاتقنا جميعا وستدافع عنه قطر بكل ما أوتيت من قوة وقوة قطر يا ناس هي مداخيل الغاز المسال واعلام الجزيرة وفتوى القرضاوي ، بريع الغاز ستمول قطر تمديد القطاع وتوسيعه نحو سيناء و ستستثمر مبالغ هام لجبر خاطر المصريين والفلسطينيين وستخلق أموال فرص شغل للشباب الغزاوي والسيناوي والمنتمين لباقي محافظات مصر ، و بمنبر الجزيرة و أخواتها و فتاوى القرضاوي و اخوانه من الرضاعة سنرفع حقد شعوبنا على جارتنا إسرائيل بالتدريج لتصير محبوبة ومقبولة بين جيرانها، فهي أي إسرائيل يضيف حمد بن جاسم كيان يمثل تراثا وعقيدة وتاريخا إنسانيا يجب صونه والحفاظ عليه، و في هذه معه حق ( نعم لإسرائيل الحق في العيش بأمان داخل حدود آمنة ..... هناك حل واحد لا ثاني له كفيل بوضع حالة التوتر الرهيبة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وينهي مشكلة القطاع الذي ضاق بساكنيه، هذا الحل هو دولة واحدة علمانية حداثية ديمقراطية يعيش فيها الجميع من أقصى الجليل شمالا حتى ايلات جنوبا ومن غور الأردن شرقا حتى فيلادلفيا أو رفح غربا ، وتمنح فيها رئاسة الجمهورية لمواطن من ديانة يهودية ورئاسة الوزراء لفلسطيني مسيحي أو مسلم و تفرق باقي المناصب على اليهود والمسلمين والدروز،ـ أما مشكل اللاجئين الفلسطينيين فهو قابل للحل بكل سهولة بشكل توافقي و في اطار اقليمي ودولي (...) وهكذا سنحافظ على إسرائيل كتراث و عقيدة وتاريخ و بالتالي سننصف الفلسطينيين للعيش فوق أرض أجدادهم بعز وكرامة ......)
= غداة هبوب زوابع الربيع العربي والتي حملت للشعب المصري حصته من الكارثة العظمى والمتمثلة في وصول تنظيم الإخوان المسلمين بتمهيد من العم سام السام تحركت الماكينة القطرية ونظيرتها الإسرائيلية لتفعيل المخطط على أرض الواقع وأعطيت الأوامر لعملاء قطر وتنظيم الإخوان في حماس على إظهار الاحتفالية بفوز محمد مرسي، وفعلا رفعت شعارات صوتية ومكتوبة في شوارع غزة ومعها صور الرئيس محمد مرسي و أناشيد إسلامية تمجد تنظيم الإخوان المسلمين وتاريخهم الجهادي فحماس فرع من جدع الإخوان ...
من حيث المبدأ وافق محمد مرسي إعطاء القطريين امتيازات لاقتناء الأراضي المصرية لإنشاء أوراش عملاقة كانت أهمها مشروع شرق التفريعة بضواحي بورسعيد لتوليد الطاقة الكهربائية كما كانت عيون القطريين تتجه نحو شراء مركب الصلب و الحديد بحلوان كخطوة أولى للانقضاض على أهم القطاعات الحيوية بمصر كل هذا بمباركة و تزكية تنظيم الإخوان المسلمين الدولي الذي وصل لسدة الحكم بتمهيد من والعم السام شريطة القبول بالتعاون مع الفريق العمل المكون أساسا من أمريكا و تركيا و إسرائيل و قطر والسلطة الفلسطينية على إيجاد حل للتنفيس على الغزاويين الذين ضاق بهم القطاع و فسح لهم المجال للتحليق فوق سيناء لكي يتمدد القطاع نحو رفح الغربية الى حدود العريش، بالمقابل ستعطى مصر بدلها قطعة أرض من صحراء النقب و مثلها للفلسطينيين شريطة التخلي عن 60 في المائة من الضفة الغربية التي تعج بالمستوطنات لصالح إسرائيل و ستستفيد خزينة مصر من سيولة نقدية و استثمارات أمريكية وقطرية و تركية و أوروبية لإنعاش اقتصادها الوطني ....
بعد أن انفضاح أمر تنظيم الإخوان الذي كان ينوي بيع مقدرات شعب مصر لبدو قطر و إيجاد حل لقطاع غزة يرضي تل أبيب على حساب الحق الفلسطيني والسيادة المصرية، و بعد أن تم إفشال مخططاتهم الدنيئة تعالت أصوات تندد بالانقلاب وتدينه مقترحة لو تم إمهال الإسلاميين وتركهم إلى غاية نهاية ولايتهم !!! لو تركوا حتى نهاية ولايتهم لكانت مصر قد بيعت بالمزاد العلني ولتم استعباد المصريين في وطنهم .....
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :