قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطاب واسع المحتوى عن السياسة الخارجية الأربعاء الماضي، أنه يعيد صياغة أولوياته، ويرد على نقاده الذين يتهمونه بالتراجع عن القيادة، مؤكدا دعم المعارضة في سوريا.

وأكد الرئيس أوباما في خطابه ‬أمام خريجي الأكاديمية العسكرية "وست بوينت" في نيويورك ‫أن سياستـه ستكون نهجاً وسطياً، لا انعزالياً أو استباقيا، في تعاملها مع مشاكل العالم.

ورسم في كلمته خارطة طريق تؤكد ابتعاد إدارته عن تجاوزات الإدارات السابقة من دون أن تتراجع أميركا عن دورها القيادي في العالم.‬

وفي الشأن المصري، قال الرئيس الأميركي: "سنستمر في الضغط لتطبيق الإصلاحات التي طالب بها الشعب المصري".

 

وقد لاقت تصريحات الرئيس الأمريكي استهجانا كبيرا من قبل السياسيين في مصر، واعتبروه تدخلا في الشأن المصري، وتحدثا باسمهم وهو الأمر الذي لم يطلبوه منه، بل على العكس فالتيار الغالب في الشارع المصري رافض للسياسة الخارجية. 

 

وقال السفير حسين هريدي - مساعد وزير الخارجية الأسبق - إن خطاب باراك أوباما الرئيس الأمريكي في حفل تخريج إحدى الدفعات العسكرية غاية في الخطورة وينبئ عن عدوانية أمريكية قادمة في جميع بقاع الأرض خصوصًا في الشرق الأوسط وبالأخص مصر.

وأضاف هريدي - أن أوباما تحدث في خطابه عن السياسية الخارجية حيث قال: إن القرن 21 سيكون قرن أمريكي خاضع للسيطرة الأمريكية تحت اسم حقوق الإنسان.

وأشار، إلى أن أمريكا ستستخدم القوة المسلحة إذا تم توجيه تهديد لمصالحها أو أسلوب حياتها أو قيمها.

وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أنه فيما يخص مكافحة الإرهاب، فإن أوباما ذكر ليبيا واليمن والصومال ولم يذكر مصر.

 

كما انتقد البرلماني السابق محمد أبو حامد رئيس حزب حياة المصريين خطاب الرئيس الأمريكي الأخير عن الشرق الأوسط، ووصفه بأنه "تأكيد لمنطق الغطرسة والتدخل في شئون الدول".

وقال أبو حامد عبر تويتر: "خطاب أوباما هو تأكيد لمنطق الغطرسة والتعالي الذي تتعامل به أمريكا مع دول العالم، وإعطاء الحق لنفسها في التدخل في شئون الدول" وأضاف: "خطاب أوباما التصريح بالتدخل في شئون الدول والضغط عليها وتجاوز الحكومات المنتخبة والتعامل مع أفراد بادعاء تحقيق إرادة الشعوب وحماية الحرية".

 

ومن جانبه أكد الدكتور حازم عبد العظيم، رئيس لجنة الشباب بحملة المشير عبد الفتاح السيسي، أن خطاب باراك أوباما خطير جدا في توقيته، وتخطى مراحل الاستعلاء واستعراض القوة.

وقال "عبد العظيم"، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "صباح أون" الذي تقدمه الإعلامية أمانى الخياط على قناة "أون تى في"، أن أوباما أصبح مضطرا أن يلعب على المكشوف ، حيث استغل بعض النماذج المصرية التي عاشت بالغرب، وحققت نجاحات، ولديها انبهار بالحلم الأمريكي.