نـُـريد شعباً
صورة تعبيرية
بقلم: مايكل دانيال
أولا و قبل البدء في أي حديث أريد ان اتوجه بالتهنئه لجميع المصريين و الذين قاموا بواجبهم الوطني علي أكمل وجه في عرس ديموقراطي شهد له العالم .. و تُوج هذا العرس بتنصيب السيد عبد الفتاح السيسي - رئيساً للجمهوريه - بأغلبيه ساحقة و بأراده شعبيه حقيقية .
و أتذكر اننا كنا نقول طيله الــ ثلاث سنوات الماضيه جمله مفادها هو (نُريد رئيساً) ، و كانت تلك الجمله تتردد حتي في فتره حكم المعزول (محمد مرسي) ، حيث كان الكثيرين - و انا منهم - لا يعترفون به كــ رئيساً لجمهوريتنا العظيمه .
و لكن .. هل قال أحدهم يوماً (نُريد شعباً .. ) !!
لا أنكر اهميه ان يكون علي رأس الدوله رئيساً يتسم بالوطنيه و يري فيه شعبه زعيماً و ملهماً ، كما قد يري البعض فيه مخلصاً لهم من كل ما هم فيه من مشكلات ، و لكن ..
واهم من يظن ان رئيساً – أي كان أسمه او صفته – سيملك عصا سحريه لحل جميع المشاكل ، فهو في النهايه بشر .
• فما نريده حقاً لحل مشكلاتنا هو شعب واعي و متحضر ..
من تابع علي سبيل المثال سير العمليه الانتخابيه خصوصاً في الاسابيع الاخيرة و التي سبقت عمليه الاقتراع مباشرة ، سيجد كمِ مهول من التراشق بالالفاظ علي جميع وسائل الاعلام بين مؤيدي كل مرشح و التي وصلت في بعض الاحيان الي التشابك بالايدي .. بدلاً من ان يحترم كل فرد حريه ألأخر في اختيار من يمثله .. فكلِ يري أختياره صحيحاً من وجهه نظره ... !
أنزل الي الشارع و ستجد سائقي الميكروباص علي سبيل المثال يقطعون الشارع و كأنه ليس فقط أجراء عادي بل ايضا هو حق لهم ، يتبع ذلك تكدس مروري و زحام و .. و ..... !!!!
و الحل ليس في أدارة المرور وحدها و لكن في سلوكيات هذا الشعب الذي يريد رئيساً !
أنزل الي أحد المصانع خصوصاً (القطاع الخاص) ، و ستجد أن آليات الترقي و التدرج الوظيفي تكون علي أساس التقارير السريه و التي يرسلها كلِ مدير عن مرؤوسيه الي رؤسائه و ما يتبع ذلك من الخضوع الي الاهواء الشخصيه و الوساطه و المحسوبيه و ما الي ذلك ، بعيداً عن الكفاءه ، و هو ما يتسبب في هروب الكفاءات الي الخارج بحثاً عن من يقدر جهودهم و افكارهم !
و الحل هنا ان يخضع الجميع بلا استثناء الي الرقابه ، و ان يكون التدرج الوظيفي ليس بحسب أهواء من يملك سلطه أعطاء مسمي وظيفي أعلي للغير ، و لا حتي بحسب السن فقط ، و لكن بحسب أختبارات يجب علي المرشح لتلك الوظيفه ان يجتازها اولا !
و غيرها و غيرها من المشكلات و التي نصنعها نحن ربما بثقافتنا الخاطئه او بسوء أستغلالنا للسلطه المخوله لنا (كلِ في مكانه) ... فــ ’ عن الصحة ، حدث ولا حرج عن ما يحدث بداخل المستشفيات الحكوميه من معامله مهينه للفقراء خصيصاً ، من البعض الذين يسبق أسمهم لقب دكتور .. !!
علي الهامش :
ليس الجميع سيئاً .. فهناك الكثير من النماذج الرائعه في مجتمعنا ، و لكن للاسف فأن بعض التصرفات الخاطئه و التي ربما تكون قد تراكمت عبر سنوات في وجدان المجتمع ، تحولت الي (عادات) ، و هي التي أدت الي الكثير مما نحن فيه الان من مشكلات !!
نقطة و من أول السطر :
طالما أردنا ان يكون لنا رئيساً مشهود له بالوطنية يريد العمل علي رفعه بلادنا ، و قد كان .. و الان نريد شعباً يُدرك ان كلِ تصرف منه سيترجم اما الي عمل نافع لبلادنا او عمل مُضر بمصلحتها .. هذا متي أردنا ان نرتقي حقاً !
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :