تعليق على موقف الأنبا ابانوب أسقف المقطم
الأنبا ابانوب أسقف المقطم
عصام نسيم
حالة من الجدل حدثت في الايام الاخيرة بعد موقف الانبا ابانوب اسقف المقطم في احد اجتماعته مؤخراً حيث قام بمنع بعض المرنمين بترانيم تتسم بروح الطوائف البروتستانتية واقتصار أداء التراتيل الكنسية فى دير القديس سمعان بالمقطم على مُرنمين معروف عنهم الانتماء للكنيسة القبطية الارثوذكسية , وقد قال الانبا ابانوب مبرراً ذلك انه كراع مسئول عن الشعب المسيحي في المنطقه لا يؤتمن من لا يمارس اسرار الكنيسة والاشتراك في طقوسها .
وقد رحب كثيرون من الحضور بهذا الموقف وردوا عليه بالتصفيق الحاد والهتاف له ولكن على النقيض رفض البعض موقف الانبا ابانوب وراح البعض يتهمه بانه ضد وحدة الكنيسه وانه تصرف تصرف يتسم بالحده والعنف وان السيد المسيح لو كان موجود لما تصرف مثله !
وهكذا انقسمت الاراء حول موقف الانبا ابانوب بين مؤيد ورافض وبين من يقول عنه انه حامي الايمان وغيور على شعبه ورعيته واخرين بانه متعصب متطرف يريد ان يقسم كنيسة المسيح ويرفض الوحده التي يسعى اليه الجميع اليوم وبين هذا وذاك راح كل فريق يتهم الاخر ويهينه بعيداً عن الروح المسيحية والتعاليم الانجيلية التي يريدها الجميع ,
وبعد تفكير في هذا الامر وبغض النظر عن ان الموقف كان به بعض العنف او القسوه الظاهره ولكن بالبحث عن السبب نرى ان وراءها هي غيرة وحرص من جانب راعي لشعبه على خلاصه والحفاظ على استقامة ايمانه على الاقل كما يعتقد هو .
ما فعله الاسقف يجب علينا جميعأً سواء كانت قيادات كنيسة او شعب ان نقف فيه قليلاً ونتأمل فيه فهل ما فعله ضد وحدة الكنيسة وضربه فيها كما يقول البعض ؟
بالطبع الجميع من كل الكنائس والطوائف يريدون هذه الوحده لانها ببساطه وصية انجيلية ولان جسد المسيح واحد ولان الفرقه والقسمه امر يحزن قلب السيد المسيح فعلا رب هذه الكنيسة ولكن هل الوحده ستأتي بهذا الشكل وهذا الاسلوب ؟ هل الوحده ستاتي بالاجتماعات الوديه والكلمات المعسوله التي يمتدح فيها كل طرف الاخر بعيد عن نقاش حقيقي للخلافات العقائديه والايمانية ؟
هل وحدة الكنيسة ستاتي بالتنازل عن ارثوذكسيتنا وعقائدنا وايمان واسرار كنيستنا ؟! هل وحدة الكنيسه ستاتي بالهيصه والزيطه الي بيصنعها البعض في كنائسنا بعيد عن الروح الارثوذكسيه الهادئه التي نشئنا جميعاً عليها وهم احرار في كيفية طريقتهم في الصلاة ونحن ايضاً احرار في ان نحرص على ان نصلي بالطريقه التي تسلمناها في كنائسنا ؟! هل وحدة الكنيسه ستاتي عندما يبقى الجميع واحد في المسيح بالشكل بس بعيد عن اي مضمون حقيقي وصحيح لهذه الوحده الايمانية ؟؟!!
هل الوحده ستاتي عندما نسمح للطوائف الاخرى ان يصلوا في كنائسنا ثم نذهب ايضا لنصلي في كنائسهم ويبقى الحال على ما هو عليه كل طرف يشككك في عقائد الاخر ويرفضها ولا يمارسها ؟؟!
بالطبع لا فهذه ليست وحده حقيقية ربما تكون نوع من التقارب او اشتراك في بعض الانشطه ولكنها ليست وحده حقيقية ليست الوحده التي طالب بها بولس الرسول وصلى من اجلها رب المجد يسوع المسيح في بستان جيثماني ليلة صلبه !
الوحده هي وحدة في الايمان والعقائد والمعموديه , الوحده وحده في الفكر والمنهج حتى لو اختلف الاسلوب ولكنها القواعد الاساسيه الايمانيه تكون واحده فلا يمكن ان تحدث وحدة بين كنيسة تقول ان المعموديه لازمه للخلاص وبين اخرون يقولون انها مجرد اغتسال لا يمكن ان تكون وحده بين من يقولون ان التناول هو سر مقدس وسر خلاصي وبين اخرين يقولون انه مجرد ذكرى ! الي اخره من الخلافات العقائديه الايمانيه الاساسيه في الايمان المسيحي وليس مجرد طقوس او صلوات او اسلوب !
الحقيقة ... انه لن تحدث اي وحده الا لو جلس الجميع وبدء في نقاش جاد لهذه الاختلافات الايمانيه والعقائديه وطقوس الكنيسة والبحث والفحص في اصول الايمان المسيحي المسلم لنا من السيد المسيح والاباء الرسل كما شرحته وفسرته وعلمت به الكنيسة من خلال اباء الكنيسة القديسين واقرتها مجامعها المقدسة التي اقرتها جميع كنائس المسكونه في هذا الوقت لم تحدث اي وحده في التفريض في الايمان او العقائد ولم يكون السيد المسيح سعيد لوحده تتنازل عن عقيدة او ايمان فهناك الالاف وربما ملايين المسيحيين على مدار التاريخ دفعوا حياتهم وسفكت دمائهم من اجل هذا الايمان حتى حافظت عليه الكنيسه على مدار الفي عام ! الوحده الحقيقية ستأتي عندما يتنازل المتكبر عن فكره ويخضع لتعاليم الكنيسة وابائها وعندما يتحقق ذلك ستكون فعلا الكنيسة كنيسة واحده مقدسة جامعه رسولية ولكن بعيد عن ذلك فلا كلام عن اي وحده ويبقى من حق كل راعي ان يحافظ على رعيته ويبعد عنهم كل من يخالف تعاليم الكنيسة والايمان المسلم مرة للقديسين وملخص ما فات نقول ان الوحدة وحدة الايمان السليم والرجوع الي الصواب وليس التنازل عن الصواب والاستمرار في الخطأ ارضاء للبعض .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :