الأقباط متحدون | عزيزى..لحظة من فضلك!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٤:٠١ | الأحد ٢٨ مارس ٢٠١٠ | ١٩ برمهات ١٧٢٦ ش | العدد ١٩٧٥ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

عزيزى..لحظة من فضلك!

الأحد ٢٨ مارس ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : ماريان جرجس
وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم و الموت لا يكون فيما بعد و لا يكون حزن و لا صراخ و لا وجع فيما بعد لان الامور الاولى قد مضت   ... بتلك الكلمات المقدسة بدأ عم بولس كتابته فى  صفحة جديدة فى كراس جديد ..
 وكأنه  كان منتظرا على احر من الجمر زائره الوحيد فى ذلك المكان  –اول مولود لشمس ذلك اليوم-شعاع ذهبى صغير يتسلل عبر نافذته –فيعطى طاقة عجيبة لسن قلمه يجرى بها على اوراقه اميالا  واميالا  ..

وبدأ القلم الذهبى مشواره فى التحرير وبدأ عم بولس يسترجع الاحداث والتى لم تحتاج الكثير من التذكر ..وبدأ :_
عزيزى القارئ انا شخص عادى ادعى بولس عبد المسيح ..,ولدت عام 1950 م  فى قرية تلوانة مركز الباجور محافظة المنوفية ..ومنذ نعومة اظافرى وقد تعلقت بكنيستى البسيطة هناك واحببتها اكثر من ذاتى

فكانت لى الملجأ عند الضيق والفرح, العيد والكرب..احببت جدرانها وسقفها -وان لم يكُتب له الوجود – احببت مشهد السماء من فوق مكانى امام هيكلها..احببت ايقوناتها وكبرت بها..ولكن فى عام 1965م بدأت الحرب الضاريه عليها وذلك بصدور قرار الازالة وذلك لعدم وجود ترخيص البناء ..استمر ذلك لمده 5 سنوات فى مجادلات كثيرة واوقات صعبة مرت بها كنيستى حتى ان تعرضت الكنيسة لهجوم مسلح واختراق لقدسيتها وتدنيس القربان ورعب اسر كثيرة وما ان انتهت تلك السنون الخمس وفض الاشتباك  فى ديسمبر 1970م..شب حريق مهول فى عام 1971م وراح ضحيته اطفال ونساء ولكن بقت الكنيسة بعد الترميم وتنفسنا الصعداء  عندما اقيم القداس الاول فى   يناير 1973  بعد الحريق الهائل والمجهود الجبار الذى قام به اهالى الكنيسة من اجل الحفاظ عليها ..

وكأن القدر لم يمهلنا مهلة صغيرة حتى فى صباح يوم الثالث من فبراير  عام 1974 حتى ان تهدمت الكنيسة بالكامل وذلك لنفس السبب الا وهو عدم وجود ترخيص  وبقينا عشر سنون كاملة ننتظر قرار باعادة البناء وبالفعل
وبعد عذاب بدأنا فى البناء  وافتتُحت الكنيسة مرة اخرى عام 1985 م وفرحنا جدا باقامة الصلاة بها بعد تدشينها
ولكن هيهات فكان القانون لايعرف سوى كنيستى البسيطة وبعد ان تغير محافظ  البلدة صدر قرار اخر موضحا بمخالفتنا لقوانين البناء  والبناء على  مائة متر ليس من حقنا وليس من ارض الكنيسة ولكن المشكلة الحقة هى ان تلك المساحة كانت تمر بالهيكل المقدس لذا كانت من الصعوبة بل المستحيل التنازل عنها ومن هنا بدا مسلسل جديد من الالم والاوقات الصعبة حتى هدأ الموقف فى اواخر عقد التسعينات  وعاشت الكنيسة حتى عام 2004م فى هدوء وسلام  ولكنى –للاسف كنت بعيدا عن كنيستى فى تلك الفترة بجسدى فقط-  ...وحينئذ مسك عم بولس رجله واستطرد الكتابة ..وقال:_اما فى عام 2004  م وهو اخر عام شهدته كنيستى   بسلام حزنت الاهالى والكنيسة كلها على شهيدة المسيح    نعمة ملاك شفيق وهى –رحمها الله- استشهدت وهى  تبلغ 19 عاما  وكانت تحب المسيح فراحت تدرس الدين المسيحى فى مدرسة القرية بأجر وكانت فى وقت فراغها تجمع الأولاد الصغار المسيحيين فى أحدى دور القرية لتعلمهم بدون أجر ولكن اطلق عليها النار وهى فى طريقها الى العشية واصيبت بطلق نارى فى الجمجمة واستشهدت عروس على اسم من تحب.
اما عنى انا عزيزى القارئ ... وقطع كلامه صوت من الخارج قائلا:_

زيارة لك يابولس تعالى !!        رد عم بولس:_ من ياشاويش؟
رد قائلا :_تعالى وانت تعرف  ياوش المشاكل ..!!
قام عم بولس متثاقلا  متسندا على جدران الحجز على رجله الواحدة البقية على عكازه ليرى الزائر ..فراى شخصا مهندما وسيما قائلا له :_ صباح الخير يا عم بولس انا المحامى مينا سامح جئت لاساعدك فى القضية..وقبل ان يكمل قطعه عم بولس وقال :_اذهب يابنى فانا لست فى حاجة لمساعدتك
رد مينا:ولكن ياعم بولس قضيتك فى غاية الصعوبة وانت رجل كبير !!..دى قضية امن دولة..دعنى اوضح للعدالة انك كنت تدافع عن كنيستك  ننفى كل التهم الموجهه لك من اثارة الشغب والفتنة والتحريض ..

ابتسم عم بولس وقال:_ اذا كنت تريد ان تساعدنى فاذهب لاصدقائك وللشباب فى الكنائس  وقل لهم دعوكم من السُفه  دعوكم من التفاهة وقوموا انتبهوا لكنائسكم ..احموا كنيستكم السمائية قبل الأرضية..دعوكم من السلبية وتمسكوا بكينونتكم يا احفاد الشهداء ...أذهب للقساوسة وقل لهم دعوكم من المجد الباطل والشهرة ..اسالهم كيف يهنأ لبعصهم النوم وهناك اطفال مريضة جائعة ..اسأل شعبك لماذا ترك الاقباط كل غالى وثمين وابتاع الرخيص؟
واذا وجدت اجابات  تعالى وساعدنى  انا ...

ترك عم بولس المحامى الهمام متثاقلا اكثر من المرة الاولى ليس بسبب رجله ولكن من كثرة همومه داخل نفسه و كأنه ارتاح بدخوله زنزاته التى هو فيها منذ ست سنوات حتى الان و كتب على ظهر كراسه (عزيزى لحظة من فضلك )....

اهداء الى كل قبطى يغار على  مسيحيته والى كل اب كاهن امين على كهنوتة  وعيد قيامة مجيد




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :