الأقباط متحدون | لا تلوم الربيع
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٢:٥١ | الأحد ٢٢ يونيو ٢٠١٤ | بؤونة ١٧٣٠ ش ١٥ | العدد ٣٢٢٨ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

لا تلوم الربيع

الأحد ٢٢ يونيو ٢٠١٤ - ٥١: ١٠ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 
صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

سامي فؤاد
دأب البعض في الفترة الأخيرة الهجوم علي الربيع العربي عامة وعلي ثورة يناير خاصة وقد يكون ذلك مبرراً للبسطاء الذين بنوا أرائهم بحسب النتائج وما لمسوة من عدم استقرار وسوء احوال ، لكن يظل الهجوم غير مبرراً من أهل السياسة المتوجب عليهم الحكم بحسب الأسباب التي أدت للثورة وبالتالي الهجوم علي الأسباب وليس علي الثورة ولا علي الربيع

أما عن من كانوا الداء والعلة ومجرد ظهورهم فاتح للشهية الثورية فتفوههم ضد الثورة والربيع العربي جرم وعهر سياسي وإجتماعي لا يقل فجراً عن قاتل القتيل السائر في جنازته .ومن الملاحظ أيضاً أصرار البعض علي إلصاق شرف \" ثورة يناير \" لجماعة الإخوان المسلمين زوراً وبهتاناً نعم قد نتفق أو نختلف في دور الجماعة أثناء الثورة أو تعديل المسار لصالحها لكن لن يختلف أحد أن ثورة يناير كانت إعصار سبقته موجات غضب متتابعة فإذا تجاهلنا أسبابه ومبرراته وتركنا المحللين بحسب مصالحهم وأغراضهم ينأوا بنا بعيداً إلي النتائج فقد ننعم بإستقرار وقتي ورضا عارض سرعان ما يزول ،ولنعود إلي الوراء قليلاً فقد نري في الماضي عبرة للمستقبل نتأمل في حكام وشعوب هذا الربيع فقد تشابهت الظروف

رغم تباعد الحدود وتشابه الغضب رغم إختلاف اللهجات وتشابهت أولي نتائج وإفرازات الثورات بأن طفا علي السطح التيار الديني وكان له دور في الحكم كمصر وتونس أومنازعاً ومحارباً عليه كسوريا وليبيا في تأكيد واضح لنظرية الدائرة المفرغة لشهيد الوعي د/ فرج فودة حيث أدت طريقة الحكم إلي أن تكون السلطة في يد هذه التيارات ولم يكن مناص للخروج منها إلا ببديل يمتلك القوة وهذا يدفعنا للصراخ في وجه المتشدقين بالمؤامرات الخارجية واتهامات العمالة والخيانة بآنه آن لكم أن تقولوا خيراً ولن تستطيعوا فأصمتوا فمؤامرات الخارج لن تعمل إلا ببيئة خصبة من الداخل ، وإن كان هناك من يدعم الجماعات الإرهابية من الخارج ، فهناك من يقويها من الداخل

دون أن يدري بأن الحرب علي المعارضة المدنية وإضعافها إعلاء لشأن الإرهاب والتطرف وانظرمصر قبل يناير 2011 ستجد منظومة الحكم شكل هندسي يمثل \" مثلث متساوي الضلعين أو الساقين وهو مثلث له ضلعان متساويان والزاويتان المقابلتان للضلعين متساويان \" ستجد علي قمة المثلث الحاكم والمقربين له يحتلون زاويته أما الضلعان\" ضلعي الحكم \" من قمة المثلث إلي القاعدة فأحد الضلعين يمثل المنظومة الأمنية كاملة بكل أدواتها ووسائلها لحفظ منظومة الحكم أكثر من أي شيء أخر والضلع الأخر يمثل طبقات رجال المال والمؤسسات الدينية الرسمية أما الضلع الثالث وهو القاعدة فيمثل عموم الشعب وفي الفراغ بين زاوية الحكم والقاعة تسبح الجماعات الدينية تداعب الجماهير وتداعب الحاكم وعلاقة الحاكم بهم ليس هي بالمنع وليس هي بالمنح وكأن لهم دور غير رسمي في ترسيخ وتثبيت كرسي الحكم ويسبح معهم أيضاً أفراد ورؤس عائلات تنتمي للقاعدة ولكن تم تقويتها والتغاضي عن سوائتها لإستخدامها في أغراض سياسية ،، ومعارضة بعضها شكلي وهي أيضاً من ضمن أدوات الحكم ومعارضة حقيقة أقرب للقاعدة ولكن لا تسمعها الحكومة ولا تحقق مطالب القاعدة . وأزدياد ارتباط رجال المال بالسلطة أدي إلي تضخمهم وإضعاف طبقات القاعدة فكل ما زاد لهم هو إنتقاص من حق الجماهير وكلما زادوا ثراءاً غير مبرراً وبلا عائد علي الدولة زاد عدد المهمشين والفقراء

وأدي الزج بالمؤسسات الدينية الرسمية إلي المعترك السياسي والتوازنات ذات الشكل الطائفي إلي تقليل هيبتها والأنصراف عن خطابها الوسطي المعتدل إلي خطاب متشنج ينفس عن غضب الشارع ،أما عن ساكني الضلع المسمي بالقاعدة فهم بالأسفل يشاهدوا ويتحسروا يسمعوا أرقام ومؤشرات لم تضيف لهم شيئاً يروا بعض من رجال المال ينعموا بالسلطة والجاه بأموالهم بأراضيهم وبمص دمائهم وهم أسري الفقر والمرض نعم لقد تزوج المال الفاسد بالسلطة في نهاية عصر مبارك وكانت ثمرة الزواج الأولي الفساد وغياب العدالة الإجتماعية ، وكثر الحيتان ممن انتفخت بطونهم من الإمتلاء في وقت كثر فيه شاحبي الوجوة الذي انتفخت بطونهم ليس بسبب الإمتلاء ولكن بسبب أمراض الكبد والسرطان ومافيا الأدوات الطبية الفاسدة ، والحاكم مطمئن في برجه العاجي لم يفزع عندما استخدمت \" الفتنة \" أداة من ادواته الأمنية ولم تنزعج الحكومة عندما قامت جمعيات ومؤسسات مجهولة بدورها

فهذه توزع الطعام والمال وهذه مستشفي تحمل اسم ديني فقد ارتاحت الدولة وقتها بتخليها عن دورها.فإن كنا بصدد عهد جديد دعونا نتحاشي أخطاء الماضي ، وكفي تضليل بإلصاق الثورة بهذا أو ذاك ودعوا القائمين علي الأمر يدرسوا لماذا كان ما كان دون أن نوزع أدوار ثورية علي جماعات وأفراد فقط متجاهلين الأسباب الحقيقة فقد يكون أفراد قليلين دعوا للثورة وقد يكون هناك من أستغلها وأساء إستغلالها ولكن جولة صغيرة في عناوين الصحف تجعلنا نشير بحق إلي من كان سبب الغضب والثورة وسندرك أن الغضب والبغضة بدأت عندما قتل الرجال بعضهم في طابور من أجل الخبز، من أمام المستشفيات الحكومية وداخل أقسام الشرطة وعندما راهن الشباب علي حياتهم وفضلوا الموت في قارب عن الحياة في الوطن

عندما وجدوا أن صاحب العبارة الغارقة وأكياس الدماء الفاسدة كلهم من رجال الحزب ومن المقربين للحكومة والحاكم .وأخيراً الثورة كانت كل المصريين فإن كنتم تريدوا عقاب الثوريين فعاقبوا كل المصريين لأنهم في لحظة ما كانوا كلهم الثورة أو فليصمت إعلامي اخترناك وبايعناك ووقت الجد كانوا اول القافزين من قاربه وراكبي الثورة .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :