الأقباط متحدون | الدين بين النعمة والنقمة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٠:٤٩ | الأحد ٢٩ يونيو ٢٠١٤ | بؤونة ١٧٣٠ ش ٢٢ | العدد ٣٢٣٥ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

الدين بين النعمة والنقمة

الأحد ٢٩ يونيو ٢٠١٤ - ٢٥: ٠٤ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 
صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

بقلم / القس ايمن لويس
هل من المعقول ان يتحول الدين الى نقمة للشعوب ؟ .
يطرح هذا التساؤل نفسه بشدة هذه الايام ، ان لم يكن بهذا الاسلوب ، اى السؤال المباشر الصريح ، على الاقل كأحساس داخلى لم يتبلور بعد لسؤال مباشر . لكن من الملاحظ لمن يتابع الحركة الثقافية المجتمعية ان الالحاد يستشرى كالنار فى الهشيم ، ولا سيما الشباب دون العقد الرابع ، وعندما تسأل هؤلاء المتحولين : "يقولون الا ترون ان سبب كوارثنا ومصائبنا هو معتقداتكم الدينية" ؟!! .

فأن اخذنا هذا الكلام بردة فعل عاطفية لأنتماءنا الدينى سوف نثور وننفعل ونحدث ضجيجا قد يصل لحد التطاول ، مثل تلك المذيعة التى تجردت من حرفيتها فى احدى البرامج عند استضافة د.ملحدة وقامت بطردها من البرنامج على الهواء !! . ولكن بقليل من التأنى والتفكير المنطقى نجد ان هؤلاء محقين ، ان الدين فى مجتمعنا تحول من كونه نعمة ليكون نقمة !!! .

فرغم ان اتباع الاديان يتحدثون عن نعمة الدين ، فالمسلمون يتفاخرون بمناسبة او غير مناسبة شاكرين الله على نعمة الاسلام ، والمسيحيون ايضا فى مجتمعاتهم المغلقة يشكرون على نعمة المسيح المخلصة المغيرة لطبيعة الانسان الشريرة للصلاح . الا ان الملحدون يرون ان شعارات هؤلاء الدينيين جوفاء خرقاء وما معتقداتهم الا سبب كل هذه المصائب والجهل والنكبات وتأخر البلاد. كما يرون ان المدعين بوجود الله ما هم الا فرق متناحرة يكفر كل منهم الاخر ويتوعده بالحرق فى نار جهنم فى الاخرة .. مملؤين بغضة وكراهية للاخر !! .

واحدى الفرق الدينية المسماه الاديان السماوية ، يتشعب لفرق وجماعات لا تنتظر ولا تصبر لعقاب الاخرة فأعطت نفسها الحق فى ان تجعل من الارض نار جهنم وانها الوكيل الرسمى لله على الارض ، فباتت تقتل الاخر وتحرق دور عبادة من لا يتبع ملتهم وتفرق بين عباد الله فى تمييز عنصرى صارخ لا يراعى ابسط  قواعد العدالة .. الخ . وما يجعل للملحدين الحق فى التندر على الدينين

انهم وهم من حولوا حياة الناس الى جحيم يحرمون كل ما هو جميل ويحللون لانفسهم ما حرموه على الاخرين يعادون العلم والفنون بكل انواعها ، ولا يحترمون حرية الانسان وليس فى قاموس حياتهم ما يسمى بالخصوصية ، ولا يكترثون بمصالح الناس ، متحجرون ومتجردون من كل المشاعر الانسانية الراقية ، لكنهم لا يرون ما هم فاعلون ومقدار ما تسببوا فى من ازى  .                                                                                  
   لهذا قررت الرجوع لأشهر ديانتين فى مجتمعنا المصرى ، لأفهم ما هى صياغتهم لمفهمون كلمة دين . فوجدت أن الدين كما عرفه الكتاب المقدس هو أن "الديانة الطاهرة النقية عند الله الاب هي هذه افتقاد اليتامى والارامل في ضيقتهم وحفظ الانسان نفسه بلا دنس من العالم "     يع 27:1                        
               ، وفى ميخا 8:6 يقول "قد اخبرك ايها الانسان ما هو صالح.وماذا يطلبه منك الرب الا ان تصنع الحق وتحب الرحمة وتسلك متواضعا مع الهك" اذا هذا هو تعريف الدين فى المسيحية بحسب النص دون اجتهاد                                     .                                                                                                                      
اما فى الاسلام فتتعدد الاراء لكننى افضل النص .                                                               
"وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا{125}" النساء                                          4
أما عن عبارة (الدين المعاملة) ونسبتها الى الرسول فهو كذب على النبى ، هذا الكلام ليس حديثا عن النبى ، ولا أصل له فى كتب السنه . وقد ذكره الشيخ الألبانى رحمه الله فى مقدمة المجلد الخامس من "سلسلة الأحديث الضعيفة"ص11، وقال عنه : "لا أصل لذلك ، ولا فى الأحاديث الموضوعة !" ثم انتهى . ولست انا من قدم هذا الرآى عن الدين فى الاسلام بل هو منقول من الكتب الاسلامية .                                             

  انه شئ مؤسف ان يتحول الدين الى شعارات شكلية ، واكثر اسفا ان يصير الدين عبء على الناس ، ويتحول من ان يكون نعمة تدخل البهجة والسرور والسلام وتزرع الحب لنقمة يفرق لا يجمع .                                 
نعم يصبح الدين نقمة وليس نعمة ، عندما تكون صيحات التكبير مختلطة بأصوات طلقات الرصاص ويصبح تناثر الجثث فى الشارع  اكثر من مخلفات الزبالة ، ويتم تجميعها وحملها على عربات الكاروا .                                   

نعم يتحول الدين الى نقمة وليس نعمة عندما يستخدم لتحقيق مطامع سياسية للاستحواز على السلطة بغض النظر عن فداحة الثمن المدفوع .

نعم يتحول الدين الى نقمة وليس نعمة ، عندما تحتقر حقوق الانسان ويصير الظلم هو منطق الدين .                                                                 
نعم يتحول الدين الى نقمة وليس نعمة ، عندما نسمع كل ما هو غريب وعجيب وغير مستصاغ تحت مسمى الشرع .                                           
نعم يتحول الدين الى نقمة وليس نعمة ، عندما يفرض بالقوة ويتم فرض عقيدة مالتتدخل فى كل مناحى الحياة حتى لمن لا يعتنق هذا الدين .     
                                      
نعم يتحول الدين الى نقمة وليس نعمة ، عندما يتم التمييز بين الناس فى الوطن الواحد فتمنح حقوق لفئة تحرم منها فئات اخرى .                           
نعم يتحول الدين الى نقمة وليس نعمة عندما نسمع من تابعيه حلو الكلام ، ثم لا نرى منهم الا قبح الاعمال .                                                             
نعم يتحول الدين الى نقمة وليس نعمة ، عندما نرى اتباع الاديان خونة يبيعون اوطانهم ، وكاذبون لا يؤتمنوا على عهد .                                        
نعم يتحول الدين الى نقمة وليس نعمة ، عندما نرى قادة الدين شهوانيين مستعبدين لرغباتهم الجنسية ويتلذذون بالاحاديث الجنسية .                   
نعم يتحول الدين الى نقمة وليس نعمة ، عندما يكون كل هذا الصخب والهوس والتشدق بالدين وفرضه ليكون مادة بالدساتير واساس صياغة القوانين ، ثم يكون كل هذا الفساد وهذا التحرش الذى يملأ الشوارع وانتهاك حقوق الاخر وتحيز الاكثرية ضد الاقلية ..... ألخ .                            
لدى الكثير الذى استطيع ان اقوله ليكون للملحدين كل الحق فيما يقولونه ، لنترك العقائد جانبا ، فلا يعنينا بما تؤمن او بماذا تؤومن او بمن تؤمن ، فقط  ما يعنينا  ان لا تتخذ من دينك ذريعة لتكون مصدر تهديد لامنى واستقرارى ، ولا تفرض على معتقداتك لتتدخل فى شئونى الخاصة ، وان تحترم ما اعتقد به كما تطالبنى بذلك وتسن القوانين لتكون فى خدمة وحماية معتقدك .                                                                                      
  لا اجد ما اختم به كلامى ، خير مما تكلم به السيد المسيح ، مع كامل احترامى لغير المسيحيين ، الا اننى ارى انه قول لا يختلف عليه من احد كمبداء للحياة والتعايش السلمى . لو 6: 31وكما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا انتم ايضا بهم هكذا .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :